الأحد ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم وليد رباح

أمريكا وأغبياء المسلمين

أوباما ضرورة أمريكية ملحه وإلا لما أصبح رئيسا

أغبياء المسلمين كثر.. منهم من هو غبي بالوراثة ومنهم من اكتسب الغباء.. ولا أقصد أن الديانات الآخرى ليس فيها أغبياء، فالذكاء صفة مميزة للقله.. والغباء يمكن أن يكون عاما إذا ما اختزل العقل إلى درجة الصفر.. فكما لكل حمار (برذعه) فان لكل (فولة كيال.. وكما لكل مدع بالفهم ذيل يتفاوت طولا وقصرا.. فان لكل غبي كثة من الشعر في ذيله يهش بها عن استه كلما ضايقه الذباب..

ولا أدري لماذا زغرد بعض المسلمين لأوباما عندما استشهد ببعض آيات القرآن الكريم في خطابه بالقاهرة..فهلل بعض الأغبياء فرحا واستبشارا حتى أن احد الدعاة السعوديين كتب مقالا له شنة ورنه قال في مقدمته (ويش هالساعة المباركه يا بو حسين) واعادني مقاله إلى الراحل بوش لما افتتح خطابه يوما عندما هاجم العراق في اول رمضان بعد الغزو ليقول للمسلمين في واشنطن (السلام عليكم) وهلل الحاضرون وكبروا.. وظنوا أن بوش قد اعتنق الاسلام.. حتى أني رأيت احد الحاضرين من علية القوم وقد اغرورقت عيناه بالدموع فرحا.. وفي اليوم التالي لافطاره عند المسلمين في مسجدهم بواشنطن. بعد.. السلام عليكم.. قال حرفيا: انها حرب صليبية.. مضيفا: من لم يكن معنا فهو ضدنا..

ولا أعلم لماذا خطر بفهمي القاصر (نابليون) عندما دخل مصر فاتحا.. وراى غباء البعض من المسلمين فاراد دغدغة عواطفهم فلبس الجبة والعمامة واستدعى علماء الازهر جميعا لكي يخبرهم انه جاء سندا للاسلام بعد أن فهمه ووعاه.. أكثر من هذا قال لهم: انه سينشر الاسلام في فرنسا بعد عودته اليها (هكذا..).. وضج علماء الازهر صارخين: الله اكبر.. الله اكبر.. وركع بعضهم على ركبتيه احتراما (للخليفة الجديد) وقام شيخ الازهر حينها بخلع (عمته) عن رأسه والبسها لنابليون عنوانا (لخلافته الراشدة) ولكن نابليون بعد خطابه الشهير هذا سن القوانين ونظم التشريعات لذبح الوطنيين من الناس بالجملة.. ووجد الوطنيون من ابناء مصر الحرة انفسهم بين سندان نابليون ومطرقة الازهر.. ومن ثم انتهى عهد نابليون عندما سافر إلى باريس وقضى نائبه كليبر ذبحا على يد سليمان الحلبي الذي مزقه بخنجره الباتر..

ومثلما هو نابليون وأوباما وبوش.. مثلما هي المرأة التي يضربها زوجها كل يوم لا لذنب جنته.. ولكن لانها امرأة لا تملك من القوة ما يمكنها من الدفاع عن نفسها.. فتنتابها الجروح والقروح نتيجة الكرابيج التي تصنع الاخاديد في جسدها.. ولكن الزوج عندما يريد مواقعتها ليلا.. يضمها إلى صدره بحنان ويقول لها انها اجمل نساء الدنيا.. وانه يحبها حبا لا قبل له ولا بعد.. فتصدق الهبله ما قاله لها وتفتح رجليها جذلة سعيدة وقد نسيت ضربات السوط على خاصرتيها. (لاتقولوا أن هذا الكلام عيب.. اليست هذه حالة انسانية موجوده فلماذا نتجاهلها)

وامثلة اخرى تدلل على غباء مطلق للمسلمين او بعضهم.. وأكثر ما يتجلى هذا الامر هنا في أمريكا.. أمريكا العظيمة الكبيرة الرائعة التي فيها كل شىء مباح ما عدا أن تحمل سلاحا بقصد أن تنقلب على السلطه.. بامكانك أن تتظاهر وان تشتم الرئيس الامريكي وان تقبل فتاتك في الشارع امام الناس دون خجل او حياء.. وان تتعرى وتسير في الشارع (ملط) دون ملابس وقد يخالفك البوليس ويعطيك تذكرة تذهب بها للقاضي فيعطيك غرامة مقدارها مائة دولار فقط.. على أن لا تعود لمثلها. بامكانك أن تقتل اذا كنت تمتلك النقود التي يمكن أن تخرجك من السجن معززا مكرما.. وفي بعض الولايات يمكنك أن تشتري مدفعا رشاشا او حتى دبابة (للدفاع عن النفس) شرط أن لا تستخدم ذلك ضد الشرطه !!! وبامكانك ايضا أن تسرق البنوك والشركات بالملايين ويعتبرك القاضي صاحب عقل ذكي ضحكت به على عقول الناس ورجال (البزنس) والحكومه.. فيعطيك حكما يقتضي أن تثبت وجودك في مقر الشرطة مرة اسبوعيا..

هذه (الأمريكا) العظيمة قد يحب فيها من ليس مسلما امرأة مسلمه.. فتأبى وتتمنع بحجة أن دينها لا يسمح لها أن تتزوج من ليس مسلما.. وليس ذلك تدينا بقدر ما هو خوفا من مجتمعها الذي يمكن أن يكون لسانه بسبع شعب.. فيذهب ذلك (العتل) إلى المسجد في مظاهرة عرمرمية من اقرباء (الست) ويتشهد خاشعا. ويعتبر امام المسجد ذلك التشهد فتحا جديدا في عالم الاسلام فقد انضم احد (الزعران) إلى بوتقة الراقصين.. وجواز سفر لكي يواقعها بحجة انه قد أصبح مسلما.. أليس هذا عهرا ودعارة مقنعة بل وقوادة يمارسها من يقول لك (الله اعلم ما في القلوب).. ومن ثم يذهب بها من اسلم رياء إلى صالات اللهو وعلب الليل.. وفي الغالب قد يشتغل ويعيش على جسدها.. الا من رحم ربي.

ومثال ثالث بل ورابع ما فعله هولاكو والتتار عندما اجتاحت جموعهم وطن العرب فتذرع هولاكو بانه قد أصبح مسلما لما رآه من مكنونات دين المسلمين العظيم.. فدانت له الرقاب رغم كل المذابح التي اقترفها وأصبح (خليفة للمسلمين) أن لم يكن في العلن ففي اسرار الناس الدفينه.. انه الخوف والرعب والتذرع بالدين والتدين تماما مثلما يحدث في هذه الايام.. فقد علم أوباما نقطة الضعف هذه فبدأ بالسلام وانتهى بايات من القرأن الكريم.. ورغم أن الجميع يعرف أن هذا رياء وسحبا للبساط من تحت الارجل فقد هللوا وكبروا.. واحتفلوا.. وما زالوا يحتفلون !!!

وقد يتساءل البعض لماذا اقدم أوباما على ما فعل وصفق له الناس جماعات وفرادى.. الا أن السائل قد يندرج تحت بند الغباء لانه سؤال اجابته في متنه.. فأوباما لا يحكم أمريكا حكما مطلقا كما هو عندنا (والحمد لله) أن خطاباته تكتب له فان لم يقرأها من ورقة فانما يحفظها عن ظهر قلب.. وهو خطاب يشترك فيه اطباء نفس وعتاولة رجال الامن والمخابرات ومعاهد الدراسات الاستراتيجية وخلافهم الكثير.. بحيث يلبي الخطاب أهداف السياسة الامريكية ويرضي كافة الاتجاهات على حد سواء.. وتطمينا لاولئك الذين صفقوا فان خطاب الرئيس الامريكي (أي رئيس) يجب أن يحوي في جمله وكلماته بعض التوازن في الطرح والبكاء (على صدر الحبيب مع الاعتذار للكاتب الاستاذ رشاد ابو شاور على روايته التي تحمل هذا الاسم) لكي يدغدغ مشاعر الاخرين ويستميلهم إلى صفه.. وهذا ما حدث عندما تحدث عن اضطهاد اليهود في العقود الماضية دون أن يتطرق لاضطهاد الفلسطينيين في هذا العقد والماضية ايضا.. فدغدغ مشاعر اليهود اولا والفلسطينيين ثانيا بذكره سعيه لاقامة دولة لهم.. أما ماهية تلك الدولة فقد تركها لنتنياهو لكي يحدد (ما هي).. ولقد رأينا كنه الدولة في خطاب النتن قبل أيام.

اما السؤال الاخر الذي لا يحمل الغباء فانه يحيرنا ولا نستطيع البوح به في الاعلام العربي بصورة عامة: لماذا جاء أوباما إلى الحكم في هذه المظاهرة التاريخية التي حطمت كل القيود واعتبرت فتحا جديدا في عالم الانتخاب والتسامح أن صح التعبير..

فعبر العقود الماضية لم يستطع اسود أن يخترق جدران البيت الابيض كرئيس.. ولقد حاول الكثير منهم لكنه مات او اغتيل أو دفعت له الملايين كي يتخلى عن فكرته.. فلماذا اذن نجح أوباما وهو الاسود الذي قيض الامن الامريكي له كل الامكانات وفتح امامه كل الطرق المغلقة وتبارى الاعلا م الامريكي في ذكر محاسنه لكي يصبح رئيسا؟

والاجابة على هذا السؤال أن (أوباما) أصبح ضرورة امريكية بعد أن غدت صورة أمريكا في العالم هشة مثل لوح الخشب المضغوط.. منظر يغري ولكن داخله محشو بفتات الاخشاب ونشارتها بحيث يتفتت عند تعرضه لاول قطرة ماء يمكن أن تخترقه.. والاتيان برئيس مثل أوباما يمكن أن يرتق الفتوق التي اصابت الوجه الامريكي بالبثور.. خاصة فيما يتعلق بقضية النفط التي تؤرق أمريكا بعد أن رحل (البعبع) الذي يخيف حكام العرب جميعا وينذرهم بالويل والثبور وعظائم الامور أن فكروا (بالتضامن) لمنع تدفق النفط إلى أمريكا كما يريد الامريكيون. اضافة إلى العراق الذي عانى فيه الامريكيون من التعب واستنزاف القوى وتحميل الخزينة الامريكية فوق طاقتها.. والذي وافق (الراحل بوش) على الانسحاب منه قبل رحيله عن البيت الابيض باشهر معدوده.. ولم يجترح من جاء بعده معجزة عندما رأى أن المصلحة الامريكية تقتضي أن ينسحب من العراق. وهكذا أصبحت تلك الضرورة (رئيسا) لتنفيذ اغراض تلك السياسة واستراتيجيتها..
ولا يقولن احد أن الجمهوريين قد هزموا في انتخابات أوباما وماكين.. ذلك أن الاتفاق بين الحزبين الكبيرين كان ضمنيا أن ينجح رئيس يبدو وكأنه يحمل استراتيجية جديدة لتبييض الوجه الامريكي.. فاختير للجمهوريين مرشح ضعيف كل ميزاته انه كان مقاتلا في فيتنام.. بينما عقله لا يستوعب أن يدير شركة فيها بعض الموظفين. وهكذا نجح أوباما بامتياز امام جهل ماكين وضعفه.. ولقد طبق في تلك الانتخابات المثل العربي الذي يقول: اضرب المربوط فيخاف السائب.. مع بعض التعديل. أو المثل الحديث الذي يقول: اسرائيل لم تغلبنا لانها قوية.. بل لضعف فينا.. هذا اضافة إلى أن أوباما اسود اللون قريب في لونه وخلفياته إلى الاسلام الذي لا يحمل العنصرية في الشكل واللون والضمنية. وهكذا أصبح أوباما رئيسا.

كل المؤشرات السياسية في الافق الامريكي تقول أن مصلحة أمريكا هي مع اسرائيل وليس مع العرب.. ولو أن أمريكا حكمها شيخ الازهر أو مفتي السعودية أو ملالات ايران أو حتى طالبان باكستان.. فان مصلحتها ستظل مع اسرائيل.. ولا تسألوني لماذا ؟ فان اصغر طفل في العالم العربي يعرف لماذا تقف أمريكا مع اسرائيل ظالمة ومظلومه.. ولماذا كل هذا التأييد الاعمى في مجلس الامن والامم المتحدة وكل المؤسسات التي يمكن أن تدين اسرائيل على جرائمها.. ومن يعتقدون أن هناك تغيرا في السياسة الامريكية هم من الأغبياء.. فاقامة دولة فلسطينية هي مصلحة امريكية واسرائيلية معا.. الا أن ظاهرها لا يأتي بسهولة. ولن تكون المفاوضات القادمة لينة ورخية.. حتى يقال بان هناك تنازلا اسرائيليا قد كان ومقابله لا بد من تنازل فلسطيني !! وقد يكون التنازل الفلسطيني هو القدس او حق العودة او حدود الدولة (القادمة) أو اي أمر آخر يقصم ظهور الفلسطينيين ويأتي على البقية الباقية من كرامتهم.

هذا هو أوباما.. وتلك استراتيجية التغيير في السياسة الامريكية.. اما من يرقصون ويبتهجون فلنا أن نقول لهم.. انتم أغبياء هذا العصر.. تعومون في شبر ماء على وجوهكم فتبين عوراتكم التي تظنون أن الماء يغطيها مع انها مكشوفة فوق شبر ماء ملوث..

أما التغيير الذي يمكن أن يحدث أن كنتم تفكرون به فعلا.. فهو التغيير الذي تصنعونه بايديكم.. ولا شىء غير ذلك!!!

أوباما ضرورة أمريكية ملحه وإلا لما أصبح رئيسا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى