الخميس ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٥

أحميدة العياشي

يعد أحميدة العياشي من الروائيين المجددين في الحقل الروائي الجزائري ، استطاع أن يخرج الرواية من تأثيرات الإيديولوجية الرسمية ، ويضعها على الوجه الصحيح، لتصبح مرادفة للعمل الفني المستقل عن الخطاب الرسمي المدجن . يمتاز عالمه الروائي بالقدرة على الغوص في عمق الذاكرة الشعبية الجزائرية التي ظلت ترزح تحت وطأة التهميش من جراء ثقافة رسمية لا تقبل بالتعددية ، كما يمتاز في الوقت نفسه بالإحالات إلى الثقافة العرفانية ، الإسلامية العقلانية بالأخص ، في محاولة منه لكتابة رواية جديدة تضع مشراط الجراح على الجرح الأني ، مع سفر عبر التاريخ والذاكرة .

ولد أحميدة العياشي سنة 1958بمكدرة بالقرب من سيدي بلعباس ( الغرب الجزائري ) ، درس العلوم السياسية ، وخاض تجربة طويلة في المسرح الى جانب كاتب ياسين ، فترجم بعضا من مسرحياته إلى اللغة العربية . اشتغل في الصحافة منذ عام 1988 ، وتخصص في الحركة الإسلامية ، ونشر كتابا بعنوان الإسلاميون بين السلطة والرصاص ظهر عن منشورات الحكمة بالجزائر، وقامت السلطة بمصادرته . كما كتب سلسلة من المقالات حول أغنية الراي كتراث غنائي محلي لم يكن معترف به من قبل السلطة السياسية آنذاك . يعيش حاليا في الجزائر التي لم يغادرها رغم عنف الإرهاب مثلما فعل عدد كبير من المثقفين ، وأسس عددا من الجرائد الوطنية التي تدعو إلى المصالحة الوطنية ، وتجاوز خطاب العنف من أجل خطاب العقل ، وهو الآن مدير تحرير جريدة " الجزائر نيوز " .

اشتهر أحميدة العياشي في منتصف الثمانيات بعد نشر روايته الأولى بعنوان ذاكرة الجنون والإنتحار التي ظهرت سنة 1986 عن دار نشر جزائرية مستقلة هي دار لافوميك التي نشرت عددا من النصوص الروائية النقدية ، والتي رفضتها المؤسسة الوطنية للكتاب آنذاك . وقد أختيرت رواية ذاكرة الجنون والإنتحار كأحسن رواية لذلك العام من قبل أسبوعية " الجزائر الأحداث " المقربة من الأوساط الإصلاحية في الجزائر . وقد ترجمت هذه الرواية إلى اللغة الفرنسية سنة 2003 ، وظهرت عن منشورات البرزخ بالجزائر بعنوان زانا ، وتروي قصة حب بين ديدوح وزانا المرأة الواقعية والأسطورية في نفس الوقت ، الأمر الذي يؤدي بزانا إلى حدود الجنون . إن رواية ذاكرة ... عبارة عن عمل أدبي يصعب تصنيفه ، فهو عمل يبلغ حدود السخرية ، ويغامر في فضاءات التجربة والحلم على حد تعبير الناشر . وقد أدرجت هذه الرواية ضمن خانة الرواية المجددة لما تحمله من إحالات إلى القرآن الكريم ، وألف ليلة وليلة ، وعوالم صمويل بيكيت .

ومن الأعمال الأخرى للكاتب أحميدة العياشي رواية متاهات.. ليل الفتنة التي ظهرت عن منشورات البرزخ دائما ، وهي بصدد الترجمة إلى اللغة الفرنسية . وفي هذه الرواية يلقي أحميدة العياشي الضوء على الأزمة السياسية القائمة التي غرقت فيها الجزائر منذ مطلع التسعينات ، مع العودة إلى التاريخ الإسلامي للمغرب العربي . وتروي الرواية عمليات الاغتيال الجماعية التي كان يقوم بها أعضاء الجماعات المسلحة ضد الفئات الشعبية .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى