الخميس ٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم نوري الوائلي

أم العزائم

حواء يا أم العزائم ينهل
من صبرك الصبر الجميل ويذهلُ
أنت المدامع في المخاض ولوعة
والصبر أحلام بعطفك اكملُ
عجز الخيال وجف حبري حائرا
في وصف أم في الولادة تنزلُ
لله درك حين طفلك حابيا ً
بين الحشى والرحم كونا ينقلُ
ساعات آلام كأن دبيبها
جبل له ماء المفاصل محملُ
تأتين كالسكران حالك مؤلم
لكن جرحك في الهداية يدملُ
ألم وأخطار ودمعة حالم
هذا المخاض فكبوه لا يمهلُ
يا صبر تصغرُ في المخاض كأنما
أنت الضجور وعزمها لا يكسلُ
يا صبر هل دارت عليك مواجع
مثل المخاض وأنت منه أسفلُ
إعجاز ربي قد تمثل شاخصا
عند الولادة حيث رب يكفلُ
لم يعرف الآلام مثلك صابر
حبلى وقلبك في النواَئب مثقلُ
طفل من الأحشاء جاء بصرخة
فكأن أوصال الدما تتحللُ
ما كان من ألم وربك راحلا
حين الجنين من المواجع ينزلُ
ويزيد بشراها صريخ وليدها
فالقلب يطرب للوليد وينحلُ
تبكين آلاما ونبضك باسم
والعزم من هدي السماء مكمّلُ
من شدة الآلام تصرخ داويا
لا حمل بعد اليوم قلبي يجفلُ
لكنها تأتي بعزم بعدها
للوضع في شوق، أهذا يعقلُ !
عجبا فبعد الوضع تنسى أنها
كانت بآلام كجلد يفصلُ
لو أن آلام المخاض بكفة ٍ
ما كان في الدنيا لها ما يعدلُ
الحمل هون والولادة دمعة
لكنها من أجل طفل تقبلُ
الصبر آلاء وربك واهب
لولاك ربي لم تلد من تحملُ
حقاً وصدقا فالولادة لهفة
فيها المواجع للسما تتوسلُ
تبكين من وجع وقلبك ناطرا
ضيفا له صدر العواطف يحملُ
في بطن أمي كان قلبي يرتوي
من دمها دفء الحنان ويغسلُ
تزهو بمشيتها وتفخر أنها
أم، لها أفق الجنان يظلل
عامان من بعد الولادة كوثر
من صدرها يروي الرضيع ويوصل
عامان من سهر وصدق مشاعر
وعطاء شمس لا تزول وتأفل
عامان في حجر ينام وليدها
عامان وهن، والرضيع مدلل
قبلتُ رأسك واليدين بلهفة
وكبوت تحتك والشفاه تنهلُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى