الأحد ٦ آذار (مارس) ٢٠٠٥
بقلم صلاح الدين الغزال

أساطيل الغرز

لم يمنحنا الفرصة وهو يصغي إلى المرأة المنفوشة الشعر.. عندما كانت تشير إلينا وتخاطبه بلهجة مبهمة.. وكنا نرى بأم أعيننا الشرر يتطاير من عينيه ويحدق إليَّ من بينهم.. ثم شاهدت تأرجح الصناديق المغلقة التي يحملونها على أكتافهم وهي تتمتم ويزداد تحديقها بي دون الجميع.. مشيرة إلى الحيزّ الذي أتواجد به وهي ترغي وتزبد.. حاولت جاهداً إزالة سوء الفهم العالق بذهنها.. ولكن هيهات فليس هنالك شفرات متشابهة للإيضاح.. ثم شاهدت بريقاً يلوح من أدوات لم أتبينها تحملها أيديهم وهم في حالة هرج ومرج ولمحت شظايا اللغط يعج بها المكان.. وعند ذلك فقط.. فقط عند ذلك.. أفسحت لنا جذوع الأشجار مجالاً.. واكتشفت كم هم رائعون عندما كانوا ورائي يلهثون بينما كنت أمارس أمامهم بكل مهارة فنون رياضة الركض.. هذا ما تذكرته إبّان ثيابي إلى رشدي بينما يدي تتحسس أساطيل الغرز المبعثرة هنا وهناك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى