الأربعاء ٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٩

الفن في عيون الظن

بقلم: تحسين عباس

يمزج الماضي أحلامه بالحاضر ويتغنى بلهفةٍ تملئ ُ عينهُ أملاً لبناءِ

مستقبلٍ سومري جديد يحضن في طيّاتهِ مجدَ الفنِ وقيثارة الجمال على

مسرح الروح المتفاني بالخيال السافر ورنين ِ الهيام ِالمُتسامي، فكلّنا

شوقٌُ تليد يعيدُ السعادة إلى رونقها الحقيقي فيرسمُ الفنان لوحاته على

أصوات الموسيقى ويعزف الرسام بألوانهِ تعبير الروح كلهم يقفون على

خشبة الإحساس لتزدادَ الحياة بهجة وروعة. كلُّها صيغٌ تعبيرية أوجدها

الله في عقل الإنسان الفنان كي يصلح ما أفسده الآخر فالممثل يحاول أن

يوضح ما غاب فهمه بأسلوبٍ جاد أو مضحك بنقض الخطأ واثباتِ

الصواب تتخللُ موقفهُ موسيقى معبِّرة عن الحدث، والرسام يرسم صورة ً

شعرية ً صامتة ً تتكلم بالألوان الجذابة عن فحوى الجمال وقبحِ نقيضهِ؛

فنحن نتساءل لماذا ارتدى الشكُ خفايا الحقيقة في زمننا الحاضر ولم تعدِ

الناس تتقبلُ هذه الفنون علماً أنَّ أهل هذه الأرض هم من استفاقت على

أيديهم هذه الفنون فتاريخ اكتشاف القيثارة سومري والمسرح بابلي حيث

انه في الآونة الأخيرة وبالذات قبل أكثر من أشهر عرضت قناة أم بي

سي الفضائية تقريراً تمَّ الكشف عن نص مسرحي قديم بابلي على ألواح

من الطين وكان موضوعه يدور حول الحاكم والمحكوم وترجمه عالم آثار

عراقي إلى حوارات علماً أنَّ النص تاريخهُ أقدم من النص الذي وجدوه

في الحضارة اليونانية الذي كان يعتقد أنه أقدم نص مسرحي. وأما عن

الموسيقى فقد وجد علماء الطب في الدماغ الخاص بالعاطفة خلايا خاصة

بتحسس الأصوات المتناسقة ( الموسيقى ) فلماذا ننكر على أنفسنا حقيقة

الأشياء ونذهب إلى تقييد هذه الفنون بقانون ليس منطقي بل مبني على

شبهاتِ اختلقها أصحاب المصلحة بحجة ِ الحد من حرامهِ فكلنا نعلم إن

أصل الأشياء في الطبيعة حلال إلا إذا وظِّف بشكل خاطئ فممكن استخدام

الموسيقى في أنشودة وطنية دينية أو حتى عاطفية لايحتوي شعرها على

الكلمات الإباحية الماجنة والهجائية الساخرة من قدر الإنسان كذلك

المسرح من الممكن إن تشاركنا المرأة بحجابها وعدم تبرجها وإما الرسم

فلا تتخلله لوحات صور عارية مما تثير الغريزة بشكل خاطئ؛ فكلُّ

ماذكرناه ُ هو من بديهيات العقل التي يجب أن يتحلى بها المجتمع دون

تأثير ٍعُرفي يخذل ُالحضارة َالعريقة في التقدم والازدهار، فيا ترى هل

ينقـِّبُ الأدباء والفنانون تلك الثقافات ويزيحوا غبار الغشاوة الحمقاء

ويرموا الظنَّ البائس في قمامات ٍأُعدت للحرق، فيعيدوا لأوروك وبابل

وآشور هيمنة َوادي الرافدين الثقافية أم ينتظرونَ الآفة َُالعـُرفية تلتهم ُ

التاريخ؟؟؟؟؟؟

بقلم: تحسين عباس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى