الثلاثاء ١١ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم عبد الرحمن المولّد

القصيدة الهاربة إلى الفرات

نَثَرَتْ طِيُوْبَهَا
اجْتَرَحَتْ فَضَاء العَبِيْر
مِنْ أيْنَ أقْرَؤها؟
على الأهْدَابِ قد نَبَتَتْ.. هُنَا
هُنَا اسْتَدَارَتْ حَدقاتُها
واسْتَدَارَ السُّوَارُ حوْل خصْرٍ مِنْ سَدِ يْم... هُنا
هَامَتْ طَوِيْلاً ثُمَّ نَامتْ في دقيقة أَلْفَ عام
شَرِبَ المَدَىْ صَوْتَها المُسْتَحِيل
فَكَانَ المَطَرُ... الغاباتُ... الوردُ
شَرِبَ المَدَىْ كَأسَ عينيها
فكان الليلُ... الوجدُ...
القَصَصُ... الْبُنُ الرّاْعِفُ بِالأَشْجَان
مِنْ أيْنَ أقْرَؤُهَا؟
الوقتُ يَرْشَحُ بالأحزان وبوجهي
الذي لا يشْبِهُ النَخِيْل
الرّمْلُ يهْرُبُ والحَمَام والدُّرُوْب
ويغِيْبُ عَنْ شُرُفَاتِي النَّدَىْ حين
أَقرأُ صَوْتَهَا
لا صَوْتَ لَهَا فِيْ المَدَىْ
تلك عَذَابَاتُ السّؤَال... لا عيْن لَهَا فِيْ المَدَىْ
تلك مَرَايَاْ الرِّيْح
تحْمِلُ لوْعَات عيْنيْكَ كلما عاد الصّدىْ
مِنْ أيْنَ أقْرَؤُها؟
يا فرات.!
عيْناكَ ما عيْناكَ...؟
عيْناكَ شارِدَتَانِ
فَمَا مَرَّتْ
وما اغْتَسَلَتْ
نسِيَ الورْدُ نعْلَيْها وخصْلة ضوْءٍ ومنديلاً
فهل مَرَّتْ عَليْك؟
يا فرات !
عيْناكَ ما عيْناكَ..؟
عيْناكَ خائِفتان
وعيْناها قبسٌ مِنْ نِيْرَانِ بَابِل
الشِّتاء يلْهُوْ بِأَسْوَار قلبي
فتسْقُطُ على أنامِلِه البلابِل
لا مكان في أقْمَاركَ إلَّا لِلْنَّبِيْذ
فهل مَرَّتْ مُعَتقهً تُرَاقِصُ الشَّفَق الوسِيْم؟
في رحِيقِ القُرَىْ التي انْتبذتْ مِنْ دنسِ المدِيْنَة
أقْصَىْ الجِبَال
لا زمان في أغْصَانِكَ إلّا للنُّسُوْر
فهل مَرَّتْ غزالاً يتغنَّى بالهِضَاب؟
قبل أن تشربَ الأحْجارُ شظايا المِسْكِ واللُّحُوْن
يا فرات عيناكَ ما عيناكَ..!؟
عيناكَ دامِعتان..
مَا عَصَرْتُ كَرْمَتَهَا... سمَّيْتُ أوْراقَهَا المُشْتَهَاة
طُرْوَادَة الثَّانِيَة
أغْرَقَتْ خَيْلِيْ في أَمْوَاجِ عيْنيْهَا وأَبْحَرَتْ مِنْ جُنُوْنِي
فهل مَرَتْ عليْك؟
يا فرات !
عيناكَ تنَضَحُ بالسّؤَال
الذَّابِلُ الخُطُوَاتِ قلبي
حَطَّ على باب المُدُن أنْخْاب رِحْلَتِه
فَشَاعَ في المَوَاوِيْل هَوَاه
لو كان في عيْنيْكَ مَنْ يعْشق الأسْرَار
لو كان في عيْنيْكَ من يسْجُنُ البَوْحَ في النِسْيان
أو كان في عينيكَ – ما عيناكَ؟ – إذَنْ سمَّيْتُ سِرَّه
كي لا يموتُ الأقْحُوَانُ في أحْبَارِه
وتفيقُ عاصِفَةُ التمَنِّي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى