الأربعاء ١٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم خالد صبر سالم

الشواطئ ُ العنيدة

اُرهفُ كلَّ السَمع كي ألقط َ مِنْ ثرثرةِ الأمواج ِ بعضَ أحرُفٍ
تكشفُ لي أسرارَ شاطئيكِ
أركبُ كلَّ مَركبٍ لعلـَّهُ يَحملـُني إليكِ
تطيرُ روحي مثلَ نسمةٍ نـَديّهْ
ترنو إلى وجْهكِ مرسوما ًعلى مَسلـَّةٍ جميلةٍ قـَصيّهْ
لعلـَّها تمرّ في اُمسيّةٍ شفـّافةٍ عليكِ
 
سألـْتُ شهرزادْ:
هلْ مَرَّ سندبادْ
يوما ًعلى جزيرةٍ تـَلـْتحفُ العبيرَ والغناءَ والألوانْ؟
تحْترفُ الحُبَّ وتـُعطي قلبَها للصدق والانسانْ؟
فأينَ أنتِ الآنْ؟!
 
أنا على الشاطئ ِ فوقَ صخرةٍ صغيرهْ
أجلسُ وحدي أنظرُ المراكبَ الكسيرهْ
أشرعة ًضـَيّعَتِ النسيمَ عندَ اللحظةِ الأخيرهْ
فاغتالـَتِ الرجاءَ كيْ تـَجعلَ مِنْ طيّاتِها مِنشفة ً تـَعبَثُ بالدموعْ
أنا هنا مُمَزَّقٌ مثلَ شراع ِ سندبادْ
لم يَبْقَ مِجْدافٌ على مَراكبي غيرَ بقايا الحُلـْم ِ والضلوعْ
يُرْعبُني الضبابُ والهواجسُ البليدهْ
أصنعُ مِنْ أوهاميَ العنيدهْ
مَراكبا ً مُقبلة ًبعيدهْ
 
أنا هنا
فأينَ أنتِ الآنَ يا ناسِجة ًمِنْ حولِها الغموضَ والأسرارْ؟!
 
يا خصلة ًللشمس قدْ صادرَها الليلُ
لكيْ يَعبثَ في ضفيرة النهارْ
يا واحة َالحُلـْم ويا جزيرة ً تحبلُ بالأنوارْ
هلْ تاهَ في دروبكِ الرجاءْ ؟!
هلْ ماتَ كلّ ُ مُبْحِر ٍ يَهْزأ ُ بالرُعْبِ وبالعَناءْ؟!
وأينَ أينَ انتشرَتْ أشلاؤهمْ في زحْمةِ الأمواج ِوالرياح ِوالدماءْ؟!
أنا هنا أمدّ ُ مِنظاريَ عبْرَ الخوفِ والأمواج ِ والأنواءْ
واُسرجُ الآمالَ فوقَ صهْوةِ الغناءْ
لا زلـْتُ في تلهّـُفي إليكِ
عَلَّ بقايا مَركبي تـُبصِرُ شاطئيكِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى