الأربعاء ٢٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٩

أيام ما زالت على جدار القلب

بقلم: د.مازن حمدونه

يشدني الاشتياق فأغرق في بحر الانتظار الطويل ويوقظني الأثير على الصوت المعلق في الهواء فأدرك أني ما زلت في بحر الغربة..

كم سطرت الليالي خطوطها القاتمة على جفون العيون والمقل. وكلما سمعت قيام المؤذن من على المنابر في المساجد من كل فجر.. تنقلني الدنيا إلى ذاك المشهد الذي كان ينتهي معه اللقاء ليسمح لنا بالعودة إلى فراشنا بعدما نرسم كل أمانينا على صفحات الورد بأريج لم تشهده إلا بعض البشرية التي عرفت ان للروح توأم.. كان ينتهي اللقاء بعدما يترك الفجر بصماته على صفحات سطرت مفردات تبدأ بوحدانية الله وتنتهي بإيمان أن محمدا سيدنا رسول الله..

أضعك أمام محكمة الذات والضمير القاضي فيها أنت ولا تحتاج إلى هيئة ولا شهود وأدلة سوى انك تقفين أمام ذاتك.. أمام المرآة التي كانت تبتسم لكٍ في كل يوم.. انظري إلى راحة كفك أصابعك.. صفحات ذاكرتك.. علها تذكرك انك كنت يوماً ممن رسم على جدار القلب شيئا لا تمحوه دموع عينتيك مهما طال الزمن..

كم حيرتني أفكارك التي كانت ترسمني تارة بدرا وأخرى ملاكا ومن اجل الهروب من معصمي ترسمينني شيطانا.. وتعودين مجددا بعدما أدركت أني لم أكن يوما ملاكا أو شيطانا بل إنسانا عرف انك أنت التي عنها طال الزمان وهو ينقب ويبحث..

عدت وتتهربين مجدداً من اشتياقي وبات هاتفي في الأثير معلق.. لم أكن اعلم ولا اعلم كيف لامرأة ان تعود لذاك الشيطان بعدما قررت أن تذبح كل شرايين اشتياقه، فلم تعودين مجدداً وتغيبين وتغادرين ولا ترغبين بالعودة.. لا عليك.. هونا فهون.. أني لم اعد عنك ابحث.

لا تقدمي الأعذار فمن يغيب ساعات كما كنا كان يعود كما لو انه عاد من سفر.. حين تغادرين كان بسماحة أنفسنا والعودة كانت كعودة الروح للجسد ولن اعترف لكٍ أكثر فأنت تعلمين ما كان بأنفسنا وربنا اعلم.

بقلم: د.مازن حمدونه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى