الأربعاء ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
دراسة ومختارات

أثر ريتسوس في الشعر العربي المعاصر

المؤلف: فخري صالح

يقدّم الباحث والناقد الأردني في هذا الكتاب، دراسة عن الشاعر اليوناني ريتسوس، ويلقي بعضاً من ضوء "على الأثر الذي خلفته هذه الترجمة لشعر ريتسوس في الشعراء العرب الجدد بدءاً من مترجمه سعدي يوسف وانتهاء بعدد من الشعراء الجدد الذين تصفى تأثير ريتسوس في شعرهم.."، بحيث أنه خلق "تياراً شعرياً جديداً في الشعر العربي الراهن، هو تيار "القصيدة اليومية" أو "قصيدة التفاصيل".

بعد التقديم الذي يعرّف بحضور ريتسوس العربي وبشعره وبمختلف ترجماته، والذي يشتمل على عرض سريع لنشأته في ظروف عائلية مأساوية، أودت بحياة أمه وأخيه بمرض السل، وأوصلت أبيه وأخته إلى الجنون، ومعاناته هو نفسه من مرض السل لسنوات طويلة، يقسّم الباحث كتابه إلى شقين، ويقدّم في الشق الأول منه، البحث المتعلق بتأثير الشاعر اليوناني في الشعر العربي المعاصر، منذ نهاية السبعينات، وخصوصاً بعد أن ترجم سعدي يوسف أول المتأثرين به، مجموعات من قصائده التي قال فيها: "إنها قصيدة الظاهرة اليومية المتشربة بميثولوجيا معادة التركيب". "ثمة في شعر ريتسوس غياب للنبرة الذاتية وسيادة للنبرة الحيادية حيث يكون الحدث، أو الآخرون أو الأشياء هم أبطال المشهد الشعري، كما أن القصيدة الريتسوسية تتمتع بغزو عالم السرد وبناء حكاية من المشهد الشعري الذي تصفه". من هذا المنطلق يكون سعدي يوسف أكثر المقتربين منه خاصة في مجموعته الشعرية "يوميات الجنوب يوميات الجنون"، بحسب ما يقول الباحث الذي يضع مقارنات أخرى لتأثير الشاعر اليوناني في قصائد الشاعر عباس بيضون، خاصة في ديوانه "نقد الألم" وفي قصيدة "الأيدي"، وفي قصائد الشاعر أمجد ناصر، الذي يبلغ ذروته في ديوان "وصول الغرباء"، وفي شعر نوري الجراح خصوصاً في قصيدة "السائق"، وفي ديوان "شمس في خزانة" للشاعرة لينا الطيبي، وفي قصيدة "فجأة، عميقاً عارماً" للشاعر وليد خازندار.

يتضمن الشق الثاني من الكتاب مجموعة من القصائد القصيرة المترجمة للشاعر اليوناني الكبير الذي يتزايد حضوره على الساحة الثقافية العربية، وهذه المختارات "توفر تعريفاً فعلياً بعالم ريتسوس الشعري، بمجريي هذا العالم الشعري بقصائده الملحمية الطويلة وقصائده القصيرة..". ومنها "خضوع": "فتحت النافذة. طيّر الهواء/جديلتها بقوة، مثل طيرين كبيرين،/فوق كتفها. أغلقت النافذة./...حطّ الطيران على الطاولة ونظرا إليها. خفضت/رأسها بينهما وبكت بهدوء." أما "حول البئر": "النسوة الثلاث جلسن حول البئر حاملات أباريقهن./أوراق حمراء كبيرة سقطت على شعورهن وأكتافهن./شخص ما يختبئ خلف أشجار الدلب رمى حجراً./الإبريق انكسر.الماء لم يندلق، وظل ساكناً،/يلمعُ وينظرُ في اتجاه مخبئنا".

المؤلف: فخري صالح

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى