الثلاثاء ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
قرأت لكم
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

الكروموسومات

يقول الدكتور داود سلمان السعدي في كتابه: (أسرار خلق الإنسان– العجائب في الصلب والترائب) / نشر دار الحرف العربي/ بيروت/ لبنان/ بأن: (لـ (الكروموسومات) التي خلقها الله تعالى أصلاً للإنسان أوفر نصيب وأرجحه في أن تكون مصدراً لخلق (حواء) والله تعالى أعلم بذلك! لأن الأصل في نشـوء الإنسان هو هذه الكروموسومات التي هي جوهر خلق الإنسان، إنّ نطفة الأنثى لا تحوي بالإضافة إلى(22) كروموسوماً جسدياً إلا عنصر الأنوثة فقط، متمثلاً بكروموسوم جنسي أنثوي واحد يرمز له بـ (X)، وأما نطفة الذكر فهي بالإضافة إلى (22) كروموسوماً جسدياً فإنها تحوي كروموسوماً جنسياً واحداً هو إمّا (Y) (ويحمل صفة الذكورة) أو (X) (ويحمل صفة الأنوثة)، فالنطفة الأمشاج (XY 46) ينشأ عنها وليد ذكر، بينما تنشأ منها الأنثى إذا كانت (XX 46).

ثم يقول: (إذاً: الترائب لغةً هي بعض الأضلاع، والصلب والترائب في الاصطلاح القرآني ليست إلا الكروموسومات، وأن الترائب هي الكروموسومات الجنسية، (وهي اثنان (XY)، وعندها يصير الضلع عَلَماً على الكروموسوم الجنسي الوحيد (X) المؤنث الذي يصنع الفرق كله بين الذكر والأنثى وهو الذي وحده يجعل من المرأة أنثى وبكل صفاتها التي تتميز وتختلف بها عن صنوها الذكر0 وهكذا يمكن أن يكون الحديث– أي الحديث النبوي- إشارة إلى أن الكروموسومات التي خلقت منها المرأة مشتقة من كروموسومات الرجل).

ويقول أيضاً: (إن كل خلية من خلايا جسم الإنسان تنمو ثم تهرم ثم تموت، وهي من أجل البقاء تتكاثر بالانقسام إلى خليتين اثنتين، تحمل كل منهما العدد الأصلي نفسه من الكروموسومات أي (23) زوجاً منها، وهو ما نسميه بالانقسام الاعتيادي. على أن هنالك انقساماً من نوع آخر، لا يحدث إلا للخلايا الجنسية، في الخصيتين والمبيضين، وهو ما نسميه بالانقسام الاختزالي، الذي يتَنَصّف فيه عدد الكروموسومات الموجودة في كل خلية ناتجة فيصبح (23) كروموسوماً فقط والغرض من ذلك طبعاً هو التكاثر.

فعند اتحاد خلية جنسية للذَكَر من هذا النوع (نطفة الذكر) بأخرى للأنثى (نطفة الأنثى) تنتج خلية جديدة هي النطفة الأمشاج، والتي تعود مرة أخرى فتحتوي على العدد الأصلي نفسه الموجود عند الإنسان من الكروموسومات وهو(23) زوجاً.

الكروموسومات الجسدية نوع واحد، وكذلك هو جسم الإنسان ذكراً كان أم أنثى. أما الكروموسومات الجنسية فهي من نوعين، وكذلك هو جنس الإنسان، في ذكورته وأنوثته، ثم نلاحظ بأن ظهر الإنسان أو صلبه، واحد لدى الذكر والأنثى، وأما الصـدر، من أمام، فهو يختلف عند كل منهما بسبب نمو وتطور الثديين، وهما من الأعضاء الجنسية عند المرأة، فالثديان هما اللذان يصنعان الاختلاف في شكل الرجل عن شكل المرأة.

ومن عجب أن الترائب بمعنى الأضلاع، جاءت في تعريفها فوق حلمة الثديين بالضبط، إذ أن من المعلوم لدى الأطباء، تشريحياً، أن حلمة الثدي تكون بين الضلعين الرابع والخامس من كل جهة.
والثدي من بعد هذا سبب لتواصل الحياة في رضاعة الرضيع لأمه، كتواصل الحياة من خلال الكروموسومات التي تنتقل من جيل إلى جيل، والأم تهب لبنها لطفلها مثلما يهب الوالدان الكروموسومات له.

فكما أن الصلب (الظهر) يتشابه عند الرجل والمرأة، في حين أن الصدر يختلف عندهما، فكذلك هي الكروموسومات الجسدية للرجل والمرأة، هي واحدة في شكلها الخارجي، وأما الجنسية منها فهي مختلفة (X أو Y) كما أسموها.

فالصفات لا ينقلها غير المورِّثات (الجينات) الموجودة على الكروموسومات والتي هي الجينات نفسها التي تناقلها تعالى من آدم إلى ذريته ولحدِّ الآن، فهي المسئولة عن تكاثر الإنسان ووراثة صفاته وعن توجيه وتنظيم فعاليات الجسم الحي والسيطرة عليها، هذه الجينات أي (المورِّثات) التي تنتقل من جيلً إلى جيل، إلى ما شاء الله، فهي التي منها يُخلق الإنسان إنساناً يختلف في صفاته عن أي فردٍ آخر، بل إن خرائـط المورثات تُرينا أنساقاً فيها خاصةً بالفرد، مما يمكن أن نسميه بالشفرة الوراثية التي تميز كل إنسان عن أي إنسان سواه، بل هي معوان في تحديد هوية الإنسان أقوى من بصمة البنان. ولا يختلف إنسان عن إنسان في جوهره الذي يتكون منه فيطبعه بخصائصه التي ينفرد بها عن غيره إلا بالعوامل الوراثية المحمولة على الكروموسومات، إذ يمكن للبصمة الوراثية (DNA Printing) تحديد درجة القرابة من أي شخص، من بنوّة أو غيرها، وهو شيء لا تقدر عليه بصمة البنان، فالحيوان المنوي أو البويضة ما هي إلا وساطة نقل، أو عربة، مجرد عربة، الغرض منها توصيل الكروموسومات التي تحتوي على حوالى 50 ألف مورث (جين) من الآباء إلى الأبناء، هذه الجينات التي هي أشبه ما تكون بغرفة القيادة أو السيطرة التي تمسك بزمام فعاليات الجسم كلها، والتي يسيطر الله القادر من خلالها على كل ما يجري في الجسم من عمليات، ما صغر منا وما كبر، أو قل هي أشبه بحاسب مبرمج عظيم.
بل ماذا أقول؟

لا يتفلت من سيطرتها في الجسم من شي، أبداً، منذ لحظة خلقه في بطن أمه نطفةً أمشاجاً وحتى موته، لا بل إنها قد تكون باقية حتى لما بعد الموت، وكما قد أظهر ذلك العلم مراراً .

فالصلب بالمعنى اللغوي هو العمود الفقري، وبالمعنى الاصطلاحي هي الكروموسومات الجسدية (وهي أساس تكوين الجسد).

أما الترائب بالمعنى اللغوي هي الأضلاع الأربعة أعلى الصدر وبالمعنى الاصطلاحي هي الكروموسومات الجنسية (وهي أساس تكوين جسم الإنسان في حقيقته وجوهره)..

تقرير صفة الإنسان وهويته
نقاط التعرف على الإنسان كما وردت في علم الطب العدلي صفات الإنسان عند البعث كما وردت في القرآن الكريم
1- وجه الشخص أو صورة وجهه . ( يُعرف المجرمون بسيماهم ) (الرحمن: 41)
2- فحص العظم، أو العظام (والأسنان منها) يقيد في تقرير جنس الشخص وعمره وطوله وكثير من صفاته. ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) (القيامة:3)
3- بصمـة الأصابع. ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) (القيامة: 4)
4- البصمـة الوراثية. ( يخرج من بين الصلب والترائب ، إنه على رجعه لقادر ) (الطارق: 7و 8 )

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى