السبت ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩

الشيخ رائد صلاح، رجلُ بأمّةٍ

بقنم: د. فايز أبو شمالة

هو رجلُ أمةٍ ما دام يحرّضُ على الدفاع عن القدس، ويواصل إصدار بيانات الحض على مواجهة قطعان اليهود الغاصبين، ويدعو إلى تنظيم المسيرات، والمظاهرات، وهو يجلس في مكتبه، أو يحتمي بسقف المسجد، ولكنه رجلٌ بأمةٍ، وهو يقود المواجهة، ويتصدي بصدره، ويتحمل مشقة الرحيل، ويقف وسط المعتصمين، ويتواجد على رأس المظاهرة في عين الخطر الذي خبرناه في فوهة بنادق جند إسرائيل، الذين لا يتهيبون من القتل، ولا يترددون في السجن. إنه الشيخ رائد صلاح الذي لا يبحث عن مجدٍ على الأرض، ولا عن مكسبٍ مادي، ولا أحسب أن من يلقي بروحه من فوق أسوار الردى يفتش عن غرضٍ دنيوي، فمن أسلم أمره لله خالصاً لا يبحث عن سلطةٍ، ولم يسأل أي مسئول سلطةٍ عن واجباته في حماية القدس، لأنه يعرف ما تريد القدس من أمثاله، ومن العرب والمسلين، لم ينتظر، ولم يتهيب، ولم تبدد طاقته الخلافات، صار القدوة، وسار على رأس أطهر حمله للدفاع عن الأقصى، والتذكير بما يحيط بقدس المسلمين من أخطارٍ مرعبةٍ.

ويعرف الشيخ رائد صلاح أنه لا يمتلك سلاح إسرائيل، ولا دباباتها، ولا آلياتها المصفحة ولا طائراتها، ولكنه يمتلك صدراً معبأًً بالإيمان، ويمتلك إرادة الإنسان الذي لا يهزم بالإغراء، أو التخويف، ويعرف أنه رأس سهم يخترق الباطل، ومن ورائه ملايين العرب والمسلمين، الذين يتقلبون على الجمر، وقد اكتوت جباههم من مذلة الصمت، لابد أن تحركهم يوماً صرخات رجال ونساء وأطفال القدس الذين ذاب لحمهم، ودمهم في تاريخ المسلمين، ونداءهم الوحيد: القدس قدسكم يا عرب، القدس قدسكم يا مسلمون، ألا هبّوا، فقد اختلط فيها الدين والدنيا، وامتزج السياسي بالروحي، واصطدم في رحابها الأمل والخرافة.

لقد ضجت الدولة العبرية من رجلٍ، وأفزعها إصراره، إنها إسرائيل العاتية الشرسة التي تثير الرعب في نفوس معظم حكام وقادة الشرق ترتعب من الحركة الإسلامية التي يقودها الشيخ رائد صلاح، وراحت توجه إلى الحركة التهمة بأنها وراء التحريض، والاعتصام الجماهيري الذي بات يقلق إسرائيل كما جاء على لسان "سلفان شالوم" نائب "نتانياهو"، ولاسيما أن إسرائيل قد نجحت في تحييد فلسطيني غزة، ومحاصرتهم، بحيث لا يمكنهم إسناد المسجد الأقصى، ومدينة القدس بأكثر من مسيرات جماهيرية لا تحتك مع اليهود، وبعد أن تم تحييد فلسطينيي الضفة الغربية، وعزلهم عن القدس بالمستوطنات، وقوات الأمن الفلسطينية التي تحول دون أي تحرك شعبي مساند للمسجد الأقصى، الذي أمسى معزولاً، وحيداً مع سكان المدينة المقدسة، ومع فلسطيني 48 الذين قدر الله لهم أن يكونوا خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، والقدس، وفلسطين، ولسان حالهم يردد مع الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي:

لا عدلَ إلّا إنْ تعادلتْ القُوى
وتَصادَمَ الإرهَابُ بالإرهَابِ
بقنم: د. فايز أبو شمالة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى