الاثنين ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم محمد أبو الفتوح غنيم

الضرورة الشعرية

الضرورة الشعرية هي رخص أعطيت للشعراء في مخالفة قواعد اللغة وأصولها المألوفة، وذلك بهدف استقامة الوزن وجمال الصورة الشعرية، فقيود الشعر عدة، منها الوزن، والقافية، واختيار الألفاظ ذات الرنين الموسيقي والجمال الفني، فيضطر الشاعر أحيانا للمحافظة على ذلك إلى الخروج على قواعد اللغة من صرف ونحو.

ومن الضرورات ما هو حسن وقبيح وبينها في الدرجة، وهي كالحرام في بعض أحوالها كالذي يأكل لحم خنزير لضرورة فلا يحق له أن يملأ بطنه أو أن يشبع بل يأخذ ما يقيه الهلاك فقط، وحتى ما يحسن منها فينبغس ألا يكثر منه حتى لا يشين القصيدة.

والضرورات الشعرية كثيرة ، متنوعة فمنها ضرورات الزيادة ، وضرورات النقص ، وضرورات التغيير، وهي كما يلي :

أولا : ضرورات الزيادة:

1. تنوين مالا ينصرف، مثل:

ويومَ دخلتُ الخدرَ خدرَ عنيزةٍ = فقالت : لك الويلاتُ إنكَ مُرْجِليْ

والأصل ( خِدْرَ عُنَيْزَةَ ) لكنه صرف للضرورة .

2. تنوين المنادى المبنيّ، مثل:

سلامُ اللهِ يامَطَرٌ عليها = وليس عليكَ يامطرُ السلامُ

والأصل ( يامَطَرُ ) لكنه نوَّن للضرورة .

3. مد المقصور، مثل:

سيغنيني الذي أغناك عني = فلا فقرٌ يدوم ولاغِناءُ

والأصل ( ولاغنى ) لكنه مدَّ للضرورة .

4. إشباع الحركة فينشأ عنها حرف مد من جنسها، مثل:

تنفيْ يداها الحصى في كلِّ هاجرةٍ = نَفْيَ الدنانيرِ تَنْقَادُ الصيارِيفِ

والأصل ( الصيارف ) لكنه أشبع للضرورة .

ثانيا : ضرورات النقص:

1. قصر الممدود مثل:

لابدَّ من صَنْعَا وإن طال السَّفَرْ = وإنْ تَحَنَّى كلُّ عودٍ ودَبِرْ

والأصل ( صَنْعَاءَ ) لكنه قَصَرَ للضرورة .

2. ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء، مثل:

لَنِعْمَ الفتى تعشو إلى ضوء نارهِ = طَرِيفُ بْنُ مَالٍ ليلة الجوع والخصرْ

والأصل ( مَالِكٍ ) لكنه رخَّم للضرورة .

3. ترك تنوين المنصرف، مثل:

وما كان حِصْنٌ ولا حابسٌ = يفوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ

والأصل (مِرْدَاسًا ) لكنه ترك التنوين للضرورة .

4. تخفيف المشدد في القوافي، مثل:

فلا وأبيكِ ابْنَةَ العامريِّ = لايدَّعيْ القومُ أنِّي أَفِرْ

والأصل ( أَفِرّ ) لكنه خفف للضرورة .

ثالثا : ضرورات التغيير:

1. قطع همزة الوصل، مثل:

ألا لاأرى إِثْنَيْنِ أحسنَ شيمةً = على حَدَثَانِ الدهرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ

والأصل (اثْنَيْنِ) لكنه قَطَعَ للضرورة .

2. وصل همزة القطع، مثل:

يَا ابَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضلٍ = فرَّجْتُه بالمكر منِّي والدها

والأصل (يَا أبَا) لكنه وَصَلَ للضرورة .

3. فك المدغم، مثل:

الحمدُ للهِ العليِّ الأجْلَلِ = أنتَ مليكُ الناسِ ربًّا فاقْبَلِ

والأصل ( الأجَلّ ) لكنه فَكَّ للضرورة .

4. تقديم المعطوف، مثل:

ألا يانخلةً من ذاتِ عرقٍ = عليكِ ورحمةُ اللهِ السلامُ

والأصل ( عليكِ السلامُ ورحمةُ اللهِ ) لكنه قَدَّم المعطوفَ للضرورة .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى