الأحد ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم وليد رباح

اعطني عقلك وامش حافــــــــــــــــــيا

لا تتوقع عزيزي القارىء آن تكون هذه الكلمة عادلة .. فقد يكون فيها بعض الاجحاف .. ولكن المرأة والرجل . يشتركان سويا في تلطيخ حياتنا بالبرودة والملل.. وبذا تزوغ عيونهما .. تفضل وادخل الى مايلي:

اول: يقول الاخوان المسلمون في مصر عندما يهرعون الى الانتخابات( الاسلام هو الحل ) وتقول المرأة العربية عندما تتشاجر مع زوجها في امريكا ( البوليس هو الحل )

وربما قالت المرأة ما تقوله تخلصا من عنجهية الرجل وظلمه وتعسفه خاصة اذا لم يوجد من يحميها في غربتها .. ولكن تلك الكلمة تعني التخلص من الحياة الزوجية باسهل الطرق .. وقد كانت نساؤنا فيما مضى يقلن عند التشاجر انهن سيذهبن الى بيوت ابائهن او احد اقاربهن لحل الخلاف .. ولكن التطور الذي جرعناه من امريكا قد رفع نسبة الطلاق الى ستة وعشرين بالمائه .. وبذا فقد ضاع الاولاد .

ثانيا – هل تزوجت ليلى من قيس .. وهل تزوج روميو من جوليت.. حرارة الجور في امريكا ترفع درجة الحب بين الخطيبين الى درجة الالتهاب .. وبرودته تجعل من ذلك الحب رمادا بعد الزواج .. فلماذا ؟

تحفى قدما العريس وهو ( يمشور) بين بيت خطيبته وبين عمله .. يدفعه الحب احيانا لكي يقف في منتصف الشارع تحت شباكها في ليالي البرد الامريكية لكي يكتشف ( طلتها) من خلف الشباك .. يبلغ تنهده الىصدره .. يطير فرحا عندما تشير له بالتحيه .. يحلم ليلا ان يراها في النهار .. ويحلم نهارا ان يمرطيفها فيمسد شعره .. وتظل درجة حرارة الحب في ارتفاع حتىيدفع العريس آخر سنت في جيبه .. ثم يتزوجا . فاذا بالحرارة تنقلب الى برود ةبعد شهر او شهرين على الاكثر .. لماذا ؟ لان العروس كان في ذهنها ان تصطاد عريسا .. ولان العريس اراد ان يشبع رغبته الجنسية فقط اذا ما كان محصنا نفسه من الوقوع في ( الكوارث ) والحب اذا مابني على المصلحة فانه يدخل من الباب ثم يطير فجأة من الشباك ..

ماذا يحدث بعد ثلاثة اشهر: تأتي الى فراشها بعد ان استبدلت فستان النوم الهفهاف بآخر فيه الكثير من بقع زيت الطبخ .. تشع منه رائحة البهارات كي يعطس الرجل فتقول له الزوجة يرحمك الله : وهذه هي الكلمة الوحيدة التي يتبادلانها قبل النوم .. وان سهرا فانهمايجلسان لمشاهدة برامج التلفزيون وكل منهما يدير ظهره للاخر .. فلا حديث ولا كلمة حتى ولا ( تنهيده) وكأن ( ابو الهول) قد فرد وجهه على حياتهما فلا ينطلقان ولا يتكلمان الا فيما يتعلق بطبخة الغد ..

ماذا يحدث بعد سنه : بطنها منفوخ مثل طبل مجوف .. يأتي الولد .. ثم بعد سنة اخرى يأتي الثاني .. وربما اتى الثالث .. وهكذا يضعان نفسيهما امام امرين .. اما ان يستمرا في حياة الملل والكآبة حتى نهاية عمريهما .. واما ان يتمرد احدهما على الاخر بفعل الروتين فينفصلان .. فماذالو اتفقا على ان ينهيا الخلاف عند منتصف الطريق .

ثالثا : الارملة : رغم ما في امريكا من المغريات .. فما زال العربي يعتقد ان المرأة العربية الارملة قد مرت بتجربة فاشلة .. وربما فشلت تلك التجربة ثانية لو تزوجها .. وهي بالطبع نظرة خاطئة .. فقد يكون الزوج الاول هو السبب .. وقد تكون ايضا هي السبب .. ولكن الفكرة التي يحملها الرجل العربي متوارثة من اجيال سابقة تشربها منذ صغره .. وهناك زيجات من ارامل كانت ناجحة .. وبالمقابل هناك ما كان فاشلا .. فلماذا لا تبحث المرأة الا عن الرجل الذي كانت له تجربة مع امرأة اخرى قبل زواجها.. ولماذا يعتقد الرجل عكس ذلك تماما ..

المرأة في المجتمع المغترب تسأل الرجل ان كان متزوجا فيماسبق كيما توافق على الزواج منه .. وفي اعتقادها انهاتجربة حتى ولو كانت فاشله .. تعطيهابعض الامان .. ولا اقول ان كل الزوجات على هذه الشاكلة ..ولكن الاغلب الاعم هو كذلك .. وهي حالة ايجابية من المرأة العربية لانها تعترف ضمنا ان اغلب المشاكل تأتي من النساء ..

اما الرجل العربي ..فهو ايضايعترف ضمنا ان الارملة كانت سببا في فشل زواجها الاول .. فاذا ما افترضنا ان ذلك من سنة الحياة .. وان الرجل لا يتزوج الارملة لانها فشلت .. فهذايعني ان تظل النساء المطلقات والارامل في هذه الجالية عوانس من الدرجة الاولى والى الابد .. وتحياتنا .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى