الاثنين ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم لطفي زغلول

أوباما.. ونوبل للسلام

في احتفال تقليدي أقامته اللجنة الملكية المانحة جائزة نوبل للسلام في مدينة أوسلو على شرف الرئيس الأميركي باراك أوباما بمناسبة منحه جائزة نوبل للسلام، القى الرئيس أوباما خطابا في هذه المناسبة.

في خطابه الذي كرسه لتبرير حربيه على كل من أفغانستان والعراق، بدا غير مقنع بأي شكل من الأشكال. وقد بررهما بنزوع الشرق الأوسط إلى التسلح النووي، وما قد ينجم عن هذا التسلح من أخطار تهدد العالم بعامة، والعالم الغربي بخاصة، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية.

بداية أود أن أبدي رأيي في جائزة نوبل بعامة، وجائزة نوبل للسلام بخاصة. على ما يبدو أن هذه الجائزة مكرسة لثلاثة فرقاء: الأول من منحوا إياها، وفي الغالب لا ينتمون إلى العالمين العربي والإسلامي إلا ما ندر.

وأما الفريق الثاني فهم أؤلئك المنشقون الذين تطاولوا بشكل أو بآخر على ما يدور في مجتمعاتهم العربية، أو الإسلامية ومنهم مثالا لا حصرا شيرين عبادي الإيرانية.

وثمة فريق ثالث من العرب الذين منحوا هذه الجائزة لأهداف خدمت مصالح غربية. مثالا لا حصرا الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ومحمد البرادعي، والكاتب المصري نجيب محفوظ.

والحق يقال إنني قد دهشت واستغربت لدى سماعي أن الرئيس الأميركي الرابع والأربعين باراك أوباما الذي لم يمض على ولايته ما يقارب تسعة أشهر قد منح جائزة نوبل للسلام.

ولست وحدي من استغرب ودهش. فالرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه علق على منحه هذا التكريم، وهذه الجائزة بأنه قد فوجىء بها قائلا: لأكن صادقا لا أشعر أنني أستحق أن أكون برفقة هذا العدد من الشخصيات التي كرمتها هذه الجائزة.

ومما لا شك فيه أن تعليقه هذا إنما جاء لاستيعاب حملة مضادة لفوزه بهذا التكريم. فقد انتقد الحزب الجمهوري الأميركي المعارض فوزه بهذه الجائزة، كذلك كانت هناك انتقادات من جهات فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية.

وحسب ما أظن أن هذه الجائزة تمنح لمن لهم إسهامات وتضحيات عظيمة في موضوع السلام العالمي، أو حقوق الإنسان، أو النضال من أجل توطيد الديموقرطية في البلدان التي تفتقر إليها.

أما فيما يخص الرئيس الأميركي باراك أوباما، فكما يقول المثل العربي " ليس له في القصر، إلا أمس العصر ". وهناك أكثر من مأخذ على سياساته التي يفترض بها أن تحول دون حصوله على هذه الجائزة العالمية.

أولى هذه المآخذ سياسته الضعيفة والهشة والمتهاونة فيما يخص الشرق الأوسط، وتحديدا القضية الفلسطينية التي لم يوجد لها حل حتى الآن جراء تهاونه مع الكيان الصهيوني، فيما يخص موضوع الإستيطان والتمادي فيه إلى أبعد حدود.

وهناك غير الإستيطان، عدم اعترافه الصريح بأن هناك احتلالا للأراضي الفلسطينية، وإغماض عينيه عما يدور في القدس والمسجد الأقصى المبارك. وباختصار فإنه لم يفعل شيئا من أجل إقامة الدولة الفلسطينية. وتبقى الحال على ما هي عليه، بل إنها في عهده ساءت كثيرا.

هذا على المستوى الفلسطيني. أما على المستوى العربي، فإنه لم يفعل شيئا لإنهاء احتلاله للقطر العراقي الشقيق الذي عانى الأمرين، وما زال يعاني جراء هذا الإحتلال البغيض والعدوان الآثم على شعب العراق الذي خسر من أبنائه قرابة المليون، وما زالت الملايين من أبنائه مشردة بعيدة عن أوطانها.

وأما على المستوى الإسلامي، فإن العدوان على أفغانستان وباكستان ما زال قائما، ولا يبدو في الأفق ما يبشر بانتهائه، بل العكس هناك إصرار من قبله على توسيع رقعة القتال، وتزويدها بمزيد من القوات العسكرية والعتاد والأسلحة.

أما على المستوى الإنساني، فهو لم يفعل شيئا لإغلاق معتقل جوانتينامو سيء السمعة، وعلى ما يبدو أن وعوده بإغلاقه ليست جادة.

وهنا أكتفي فيما يخص فلسطين والعراق والعالم العربي وكلا من باكستان وأفغانستان، ومئات المعتقلين في سجن جوانتينامو من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة. ولن أتطرق إلى موضوعات أخرى ذات صلة بالموضوع.

في اعتقادي أن هذه المقدمات كافية لتحجب عن هذا الرئيس الأميركي جائزة نوبل للسلام. فهو منحاز قلبا وقالبا للكيان الإسرائيلي وليس مستبعدا أنه يماطل، كما ماطل الرؤساء الأميركيون من قبله.

إن باراك أوباما رئيس ضعيف، ولم يفعل شيئا لا هو ولا أي رئيس أميركي من قبله شيئا من أجل السلام، هؤلاء الرؤساء الذين افتقروا إلى العدل والمساواة، وكالوا بأكثر من مكيال في سياساتهم فيما يخص القضايا العربية العادلة. وهو نفس المكيال الذي تكيل به اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام. خلاصة القول " " لقد نالها، ولكنه لا يستحقها ".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى