السبت ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

المرأة والأسطورة

ذكروا أن هنالك أسطورة قديمة تتحدث بروعة شيقة عن كيفية خلق المرأة..
تقول الأسطورة:

(في البدء خلق الله العالم والسماوات والأرض، وما فيها وما عليها.. ثم خلق الرجل..
ولما جاء دور صنع المرأة وُجِدَ أن جميع المواد والعناصر الصلبة قد نفدت.. وأخيراً كان الاهتداء إلى أن أُخِذَ من القمر استدارته، ومن أشعة الشمس إشراقها.. ومن النجوم لمعانها.. ومن السحب دموعها.. ومن الأزهار شذاها.. ومن الورود ألوانها.. ومن الأغصان رقتها وتمايلها.. ومن الحشائش اهتزازها.. ومن النسيم رقته ولطفه.. ومن الأوراق خفتها.. ومن النبات ارتجافه وارتعاشه.. ومن الأمواج مدِّها وجذرها.. ومن النار حرارتها.. ومن الثلج برودته.. ومن المها عيونها.. ومن الأرنبة إجفالها.. ومن الحمام هديله.. ومن الكلب وفائه.. ومن صوت الكروان حلاوته.. ومن العسل لذته.. ومن الماس صلابته.. ومن النمر شراسته وقوته.. ومن الراح نشوته.. ومن الذهب توهجه.. ومن الطاؤوس كبريائه.. ومن الكركي نفاقه.. ومن العصفور زقزقته.. ومن البلابل تغريدها.. ومن الغزال نظراتها.. ومن الزواحف ملمسها الناعم.. ومن الحرباء تلونها.. ومن الحية حكمتها.. ومن الثعلب مكره وروغانه.. ومن العقرب لدغته.. ومن الزمن غدره وخيانته.. ومن اليمامة وداعتها.. ومن الببغاء ثرثرتها وهذيانها.. ومن الندى رطوبته.. ومن البنفسج أريجه.. ومن الربيع ابتسامته..

ومُزِجَتْ كل هذه الأشياء بعضها ببعض.. وخُلِقَ منها المرأة، ثم أُهديتْ إلى الرجل..
وبعد ثمانية أيام عاد الرجل وقال: ربِّ، إن هذه المخلوقة التي أهديتها إليَّ.. قد حولت حياتي إلى شقاء، وسعادتي إلى تعاسة، ومرحي إلى بؤس، وفرحي إلى يأس.. فهي ثرثارة لا يهدأ لها لسان، وتبكي بلا سبب، إنها مستضعفة مخيفة، ومطالبها لا حد لها، إنها تشكو من أقل شيء، وتتألم من كل شيء، وهي محتاجة إلى عناية دائمة، ورعاية لا تنقطع.. ومن ثَمَ فقد جئت لأردها إليك، فلست أستطيع العيش معها.. فخذها وأرحني منها..

فتأمله الرب ملياً.. وقال: حسناً.. هاتها..
وبعد اسبوع أتى الرجل إلى الرب قائلاً: ربِّ.. إني قد وجدت حياتي فارغة مذ رددت إليك هذه المخلوقة التي منحتنيها.. إني لأذكر الآن كيف كانت ترقص أمامي في رشاقة الغزال، وكيف كانت تغني لي بصوت العندليب.. وكيف كانت تلاعبني في خفة ومرح.. إني لأذكر كيف كانت تبتسم لي، فتجدد نشاطي.. وتضحك، فتبدد همومي.. كيف كانت ترتمي بين ذراعيَّ.. كيف كانت تحبب إليَّ الحياة.. كيف كانت تخفف آلامي.. وتمنحني لذة أحلامي.. فارجِعْها إليِّ يارب..
وأعاد الرب المرأة إلى الرجل..
وبعد ثلاثة أيام رجع الرجل إلى الخالق شاكياً باكياً وقال: ربِّ إني لا أستطيع التعرف إلى كنه هذه المخلوقة، فكأنها سر مغلق لا أملك مفاتيحه.. ولقد صممت أخيراً على ردها إليك غير آسف، لأنها كالخمر، ضررها أكثر من نفعها..
فأجابه الرب قائلاً: على رسلك أيها الرجل يجب أن تتدبر أمرك..
فقال الرجل: لا يمكنني أن أعيش معها يارب..
فأجابه الرب: ولا يمكنك أن تعيش بدونها (وتركه)..
_ةفانصرف الرجل يائساً وهو يردد: واحيرتاه.. إنني لا أستطيع الصبر على مفارقتها.. ولا تسكن نفسي لمعاشرتها..)..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى