الجمعة ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
أقْطفُ نجماً من كَمَدِي
بقلم: صقر أبوعيدة
يا قومِ بِلا سرجٍ تعدو الساعاتُ بنافدعوني أقْطف نجماً من كَمَدِيأو عُشّاً تزهُو فيهِ سَنابِلُناخَلُّوني جَذوةَ حُبٍّ تَقْطُرُ شمساً للبلدِ***يا قَوْم شَققْتم طعمَ بلادي والنَّسَبالَمْ أخترْ يومَ تآخَينا أُمّاً أو مُرْضِعةًوالثديُ رضعناهُ عطشاً غَضَباما شِئتم سَمُّوني ما يُرضي قِبْلَتكمقُدُّوا ثوبي ، شُقُّوا خُبزيدُقُّوا عظمي حَطَبامن جلدي سُلُّوا قُمصانَ الذئبِإن كنتم تخشَونَ الغَلَبالكن لا ترمُوا شعلةَ وُدّي خلفَ خمائلِكم***يا قَوْم صَمَمْتُ عنِ النَّجْوَىمن قَصْعةِ أُمّي بُلُّوا محبرَتيكي أهدِيَكم من زيتوني دمعاأو تكتبَ أجفاني ألوانَ مَوانِئِكمأو تقرأَ أحفادٌ يوماً ماصمتاً قد صُنِعا***حَبّاتُ العينِ تبثُّ لآلِئَها :ما دامتْ لي رُوحيما دامتْ دمعةُ أمي تحرقُ خدَّيهالن أُلْقِيَ عِزَّةَ أجدادي خلفَ الجُرحِمن يروي غيري سنبلةً في هُدبَيها؟***يا قَوْم ثَمِلْتُ لكم أَسَفاأعطوني فرحةَ غُصنٍ من كَرْمِيأُعْطِ الأطْيارَ فُؤادِي والشّغَفالستم مَنْ يسبغُ لوعاتي ذَهَبالستم من يسقي مِن عينٍ طَرَفاأو يمنحُ أوتاداً شَرَفا***قَوْمي...ما لي أهديكم طَلَّ الصبحِ وغُرَّتَهُظلتم تُهدون سرابَ الدربِ وظُلمتَهُمن حَرِّ دِمائي أُعطيكم شمعافجعلتم شَمعي يُلْقِي خلفَ العتمةِ بسْمتَهُ***أشعَلْتُ على الأَوتارِ قَوافِيَ ترجو نخوَتَكمفالبحرُ يَنوءُ وقدْ شخبَ الْمِلحاوالصوت يُوارَى خلف تَراقيهِفي النَّحْرِ وقد ركب الجُرحافخُذوني فوقَ عباءةِ أحْلامي نَغَماأو عندَ قِيامةِ أحْزاني لَغَما***هلْ أنتم مَنْ يُعطي الأيّامَ دَقائِقَها؟لستمْ أنتمْ!أدمنْتم ذبْحَ النخلِ على جَسديوبذرتُم ريحَاً تزكمُ أحلامَ البلدِأترابُ القومِ تعيشُ على السكينِ وحدَّتِهِتنسونَ بُلوغَ الوقتِ نهايتَهُ***هلْ مِلحي يَسْمُلُ أعيُنَكم؟ما عادَ يُوالي مَطعَمَكم؟هل صرتُ لكم عَورَهْ؟أم قلبُ الإخوةِ يَجفو مِن فَورَهْ؟ما كانتْ ناصِيَتي تسمُو في ضوءٍ تسكنُهُ الغُبْرَهْ***عندي ما يكفي نَهْرَ مَآسيكموالأمُّ تُسائلُكم من دربِ مَعَرَّتِكممَن أطْفأَ دُرَّةَ كوكبِها؟لن تَلْقَوا أجوبةً في ليلٍ يَأْسِرُكم
بقلم: صقر أبوعيدة