الخميس ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم السيد نجم

أحوال

1

"بحذر"

بحذر تقدم مفتول العضلات، نحو قرص الشمس.. سقط.

بحذر انتبه وتقدم مترهل العضلات نحو الحفرة التي أسقطت مفتول العضلات.. سقط أيضا، لأن قرص الشمس خدعه واختفى.

بحذر توقف من يتكئ على عكازين عن التقدم نحو الحفرة التي أسقطت مفتول ومترهل العضلات.. فسقط بدوره، لأن الحفرة الخبيثة تقدمت، جعلته في مركز دائرتها.

بحذر نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض، وهم داخل الحفرة، شعروا بالهزيمة، ورفض ثلاثتهم البوح بها، فانتابتهم حالة من الصخب بسبب صوت ضحكاتهم التي عجزوا معها أن يستمعوا لبعضهم البعض، حتى بعد أن حاولوا جادين الاعتراف.

2

"هيهات"

الليل، صدفة بحرية، أطبقت، وقد تركت الصحراء خلفي.

الليل، صدفة بحرية، قرب أذني، تموج، وقد فقدت كل الجسور والقناطر والسدود.

الليل، صدفة بحرية، أمام عيني، تقرأ لي حظي وتتنبأ، وقد عز على أنفاسي أن تنتظم.

الليل، صدفة بحرية، أحملها على كتفي، أتجمل بها، وحدي، في انتظار حبيبتي التي لم تأت.

ولما بزغ قرص الشمس بأشعته الهينة، نسيت الليل، وتركت الصدفة البحرية، ثم ذهبت كي أنام.. هيهات!!

3

"من أجل حبيبتي"

من أجل حبيبتي التي تمشط شعرها.. بلا مرآة.

من أجل حبيبتي التي تعطر شعرها.. بلا عطر.

من أجل حبيبتي التي تراقص شعرها.. بلا موسيقى.

من أجل حبيبتي التي تصبغ شعرها، بكل ألوان الطيف السبعة.. بلا صبغة.

من أجل حبيبتي التي تقص شعرها، تهديه للصلعاء صديقتها.. بلا مقابل.

من أجل حبيبتي التي لم تبخل يوما على شفتي وكفى، أقبله وأحتويه.. فأرتوي وأرتعش وأنام.. بلا ضجر.

من أجل حبيبتي التي وهبت شعرها لشعر صدري، أضمه فيمتزج به، وأصبح عندي ما أفتخر به حول حلمتى صدري النافرتين.. بينما رأيتها وقد فقدت كل شعر رأسها.

وان رأيتها كذلك، رأيتها جميلة.. ما زالت.

الأمر لم يكن هكذا هينا، فقط لأنها طمأنتني، بثقة الواثق في شعره قالت:

"لأنني لست في حاجة إلى مرآة، ولا إلى عطر وموسيقى، ولا أصباغ..

لم أفقد شيئا..

أنت تعلم، أليس كذلك؟"
.................


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى