بدء الحياة

يقول الدكتور جون سيمونز في مجلة (حياة النباتات) ترجمة الدكتور أحمد خليل: بأن هذه الحياة قد بدأت في أواسط (البحار)، وأنها بدأت على شكل نوّيات قابلة للتوالد، لكن يصعب تحديد تاريخ هذه الكائنات الحية بصورة أكيدة، ومن المرجح أن بدء الحياة على الأرض قد بدأ قبل 570 مليون سنة وانتهى قبل 320 مليون سنة من الآن، كما مرت الحياة بعهود عديدة بعضها أطول من بعض حتى ظهور الأدوار الأولى التي ابتدأ أولها قبل 225 مليون سنة، والذي استمر نحو 35 مليون سنة، وهو الدور الذي انتشرت فيه الزواحف في كل من البر والبحر، وأولها الديناصور/ نعامة، وهو خفيف الحركة، سريع الجري، هذا وقد فاق عدد الزواحف عدد كل الحيوانات الأخرى بسبب قدرتها على التكيف مع البيئات المختلفة، فالبعض منها كان يعيش على الماء، والبعض الآخر على البر، والبعض طائراً في الجو، حتى جاء قبل 65 مليون سنة من العهود ما أخذت خلاله الأرض تتخذ تدريجياً شكلها الحالي بعد تحولات جذرية وعميقة، ففي أواخر هذا العهد التحقت الهند بالقارة الآسيوية، وافترقت إيطاليا وشبه الجزيرة البلقانية نهائياً عن إفريقيا، وبقيت أوروبا معزولة، وتقاربت الأمريكتان، وبنتيجة تحرك القارات المستمر تكونت سلاسل جبلية شاهقة كالألب والإنديز والهمالايا والجبال الصخرية، وسلاسل أخرى أقل ارتفاعاً، وفي هذا العهد كان الطقس أكثر (حرارةً) مما هو عليه، فانتشرت كأسيات البذر وتكونت منها غابات كثيفة وشاسعة الأطراف حتى ظهور آخر الأدوار على سطح الأرض والذي ظهر فيه (الإنسان) وهو ينقسم إلى فترتين أساسيتين هما: (البليستوسين) و (الهوليسين)- أي العصر الحديث- الذي بدأ قبل نحو مليوني سنة، ففي الفترة البليستوسينية انخفضت (الحرارة) بشكل مذهل فنتج عن ذلك فترات جليدية أعقبتها فترات حرارة مرتفعة فتكونت القنن الثلجية الضخمة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وانتقلت ببطء إلى الجنوب، واكتست المناطق الشمالية تدريجياً بطبقات جليدية تصل سماكتها إلى أكثر من 1200 متر أحيانا، وقبل أكثر من عشرة آلاف سنة انتهت آخر مرحلة جليدية، وبدأ العهد، وهو ما زال مستمراً حتى اليوم، إذ حمل بصمات الإنسان الأول وآثاره على البيئة المحيطة به.