الأحد ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم ذكرى لعيبي

رحلة الألف ميل

ها هي تخرج من جسدها لسفر جميل، يمامة تطير حتى اللاإنتهاء والسماء التي فوقها تقول: تعالي فقد آلفتك، تعالي انتشري في خلايا الدم ..كُرية شعور، لا تخشي المسافات، ولا تأخذك أبجدية الأسماء.

شمس ناعسة تغيب صوب شط العرب، ناس كثر خرجوا للنزهة على كورنيش السياب، أطفال يلهون بلعب تطلق رصاصا من ماء! وبنات كأنهن اللؤلؤ المنثور يتسابقن، ونهارات مؤودة!
هي لم ترنُ إلى الآفاق العليا، كانت تمقت الصعاب وتخشى أن تصطدم فرحتها بعيون الحاسدين..!

تعلم أن الرحم الذي انبثقت منه، لم يحمل سواها!

الآباء لماذا يورثونا الصمود، وينهارون!؟

قالت لنفسها وهي تتخبط طريقا وسط لفيف من رؤوس عارية بلا عيون، أو هكذا ترى إلى الرجال!
تفرش بساطا صغيرا، تجلس،تتكيء على جذع برحية حنون، تغمض عينيها وتسمو فوق..فوق..تطاول حارسة النخيل، تتوق لرائحة خبز تنور جنوبي وقدح شاي بماء الورد والهال.

الله..إنها «جنة هلي»
هيه ،أنتِ، الدنيا صارت ليل، ماعندك أهل!

تسمعها من أحد المارة التائهين!

ينتابها شعور ضعف الأنثى، تلملم أحلامها، وتروح صوب أين..!

ليل بلا قرار يجتث رغبات زمنها الأغبر ،لم يتبق منه غير مواء قطط بغي، ونباح كلب أجرب!

ولكن ما زال هناك بصيص ضوء من فانوس جدها الثالث، ذلك الذي عاصر أعوام التبعثر.
وتغفو على ضفاف الصبح ليأتيها المأمول، يبلل وجوه الناس وأجنحة الطيور بالعافية ،إيهٍ أيتها اليمامة الليلية ألم يحن أصباح الوجد؟

هي تعرف أن الشمس لن تخذل الأشجار ،والقمر لن يكون بدرا إلاّ ثلاثة ليال!!

آه..وتلك الزاوية العميقة من رأسها ..ضيعتها الظنون ،لكن متسع دغدغات لما يزل يُترهف المفاجأة.

هل نقدر أن نسمو فوق أخطاء البشر، وأن يكون لنا وجه واحد وقلب واحد وعقل واحد ولسان واحد...؟!.

سألت نفسها وأردفت:

نستطيع أن نكون قضاة ومجرمين في الوقت ذاته ! نعم نستطيع!

يأتيها الرد مغلفاً بمكرٍ جميل.

تتأبط مستقبلها وهمومها وأفراحها ،دارها ونخلاتها ،ضحكات وصدى أصوات و...تخرج من جسدها .....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى