الأحد ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أغنيات شهر النصر

فور اندلاع معارك أكتوبر 1973م، رمضان 1393هـ انطلق عنان الشعر عند الشعراء لأن الأغنية الوطنية لا تكتب بتكليف، وسارع كل المطربين والمطربات والملحنين إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون لتسجيل أغنيات النصر لتكون صوتاً بجوار أصوات المدافع على الجبهة فقد تأثر الشاعر " عبد الرحيم منصور " بصيحة العبور " الله أكبر " فكتب ولحن الموسيقار " بليغ حمدى " وغنت المجموعة : 

بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله 
أذن وكبر .. بسم الله 
وقول يا رب.. بسم الله 
النصرة تكبر.. بسم الله 
الله أكبر .. بسم الله 
الله يا بلدنا.. بسم الله 
بإيدين ولادنا.. بسم الله 
وآذان على المدنة.. بسم الله 
بيحيى ولادنا.. بسم الله 

وكانت هذه الأغنية من أوليات أغنيات النصر. 

وفى الرابعة صباحاً فوجئ الإذاعى "وجدى الحكيم" باتصال هاتفى من المخرج "يوسف شاهين" أخبره فيه بأن الكلمات التى كتبتها الشاعرة "نبيلة قنديل" بعنوان "رايات النصر" والتى كان من المقرر أن تكون ضمن أحد أفلامه هى مهداه للإذاعة لأن الوطن أغلى من الفيلم، ولذلك ذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار "على إسماعيل" وسجلت المجموعة الأغنية : 

رايحين رايحين 
شايلين فى إيدنا سلاح 
راجعين راجعين 
رافعين رايات النصر 
حالفين حالفين بعهد الله 
ندرين واقفين واهبين حياتنا لمصر 

وقرأ الشاعر "محمد حمزة" مقالاً للأستاذ "محمد حسنين هيكل" بجريدة الأهرام فتأثر به وكتب أغنية "عاش" ولحنها الموسيقار "بليغ حمدى" وغنى العندليب "عبد الحليم حافظ":

عاش اللى قال 
الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب 
عاش اللى قال 
لازم نرجع أرضنا من كل غاصب 
عاشوا العرب 
اللى فى ليلة أصبحوا ملايين تحارب 

وكتب الشاعر "محسن الخياط" أغنية "لفى البلاد" وذهب إلى منزل "عبد الحليم حافظ" فوجده نائماً فانتظر حتى استيقظ وأسمعه الكلمات فأعجب بها، وعلى الفور اتصل "عبد الحليم حافظ" بالإذاعى "وجدى الحكيم" مسئول إنتاج الأغانى وقال له: أرجو استخراج تصريح دخول للإذاعة للشاعر " محسن الخياط "لأننى سوف أحضر لتسجيل أغنية، ولحن "محمد الموجى" الكلمات وغنى عبد الحليم:

لفى البلاد يا صبية 
لفى البلاد بلد بلد 
باركى الولاد يا صبية 
باركى الولاد ولد ولد 

وكتب الشاعر "أحمد شفيق كامل" ولحن الموسيقار "كمال الطويل" وغنى "عبد الحليم حافظ": 

خلى السلاح صاحى 
لو نامت الدنيا صاحى مع سلاحى 
سلاحى فى إيديا 
نهار ليل صاحى 
بينادى يا ثوار 
عدونا غدار 
خلى السلاح صاحى 

وكتب الشاعر "عبد الرحيم منصور" ولحن الموسيقار "بليغ حمدى" وغنى أيضا "عبد الحليم حافظ": 

سكت الكلام والبندقية اتكلمت 
شدت على إيدين الجنود واتبسمت 
احنا جنودك يا بلدنا يا حبنا 

وكتب الشاعر "كمال بدر" ولحن الموسيقار "أحمد صدقى" وغنت المجموعة: 

التار نده علينا 
جبنا السلاح وجينا 
لشطنا الجريح ورملنا الحزينة 
بالأحضان بالأحضان يا سينا 

وكتب الشاعر "عبد الفتاح مصطفى" ولحن الموسيقار "بليغ حمدى" وتغنت المجموعة: 

الله أكبر 
لا إله إلا الله 
صدق وعده 
نصر عبده 
نصر جنده 

وكتب الأستاذ "توفيق الحكيم" مقالاً بعنوان "عبرنا الهزيمة" فقرأه الشاعر "عبد الرحيم منصور" فانفعل وكتب أغنية "عبرنا الهزيمة" ولحنها الموسيقار "بليغ حمدى" وغنتها "شادية" وأذيعت خلال معارك أكتوبر 1973م، كما غنتها فى الحفل الذى أقيم بنادى الجلاء فى الثالث من أكتوبر عام 1974م: 

يا مصر يا عظيمة 
عبرنا الهزيمة 
باسمك يا بلادى عدينا القناة 
باسمك يا بلادى عدينا المحال 

وبعد أن استمع إليها الكاتب الكبير "توفيق الحكيم" قال: الأغنية أقوى من الكلام وحافظوا على "بليغ حمدى". 

كما حضرت إلى مكتب الإذاعى "وجدى الحكيم" بالإذاعة المطربة "شريفة فاضل" بصحبة الشاعرة "نبيلة قنديل" وهى ترتدى ملابس الحداد على ابنها الذى استشهد فى بداية المعارك وتم تسجيل أغنية "أم البطل " التى لحنها الموسيقار" على إسماعيل": 

ابنى حبيبى يا نور عينى 
بيضربوا بيك المثل 
كل الحبايب بتهنينى 
طبعا م انا أم البطل 

وحضرت أيضا "شهر زاد" وقالت للإذاعى "وجدى الحكيم": أنا مصرية وعايزة أغنى للأبطال وبالفعل تغنت بكلمات الشاعرة "علية الجعار" وألحان الموسيقار "عبد العظيم محمد": 

سمينا وعدينا وشقينا طريق النصر 
وإيد المولى ساعدتنا 
ورجعنا ابتسامة مصر 

وحضرت أيضا "سعاد حسنى" إلى الإذاعى "وجدى الحكيم" وقالت له: أنا عايزة أغنى للأبطال وأسمعته الكلمات التى كتبها الشاعر "أحمد فؤاد نجم" والتى لحنها الموسيقار "كمال الطويل" فقال لها الإذاعى وجدى الحكيم: وأين الشاعر ؟ وهنا دخل إلى المكتب الشاعر"أحمد فؤاد نجم" وقال للإذاعى "وجدى الحكيم": أنا أرسلت سعاد حسنى لأننى لو حضرت سوف ترفض الكلمات لأنك لا تحبنى، فقال له وجدى الحكيم: لا.. أنا بحب الكل، وهنا قال الشاعر: إذن أنا فهمت غلط، وسجلت سعاد حسنى "دولامين": 

دولامين دولامين 
دولا عساكر مصريين 
دول ولاد الفلاحين 
دولا الورد الحر البلدى 

وكتب الشاعر "مرسى جميل عزيز" أغنية " عـ البر التانى " ولحنها الموسيقار "كمال الطويل" وغنتها " نجاة الصغيرة ":

على البر التانى وعدينا 
حملتنا الفرحة وعدينا 
ولاقينا العيد مستنينا 
على البر التانى 
وفى أحلى وأغلى الأعياد 
يوم ستة أكتوبر بالذات 
حضنتنا الفرحة 
وعدينا على البر التانى 

وكتب الشاعر "كمال عمار" ولحن الموسيقار"محمود الشريف" وتغنى ثلاثى النغم: 

صبرنا وعبرنا وطهرنا دارنا 
وربك نصرنا وأخدنا بتارنا 

وكتب الشاعر "عبد الرحيم منصور" ولحن الموسيقار "بليغ حمدى" وغنت "وردة الجزائرية": 

وانا على الربابة بغنى 

مملكشى غير إنى أغنى وأقول 
تعيشى يا مصر.. حلوة بلادى 
السمرة بلادى .. الخضرة بلادى 

وغنت "فايزة أحمد": 

صباح النصر يا مصريين 
رديتوا الظلم على الظالمين 
والنصر لمصر 
والليل أهو فات 
وفى ست ساعات 
عديتوا البحر 
خلصتوا التار 
ومحيتوا العار 
وصنعتوا الفجر 

وغنت "شادية": 

سينا يا سينا 
بالأمل عدينا 
يا مصر يا أمنا 
يا أرضنا يا مصر 
يا حبنا يا مصر 
يا عشقنا يا مصر 
من دهبك لبسنى العقد حبيبى 
من نيلك سقانى الشهد حبيبى 

كما غنت أيضا: 

راحة فين يا عروسة 
يا أم توب أخضر؟ 
راحة أجيب الورد واجيب سكر 
تعملى إيه يا عروسة بالسكر؟ 
أعمل شربات شهد مكرر 

وبعد الأسبوع الأول من المعارك ذهب الإذاعى "وجدى الحكيم" إلى جبهة القتال لرصد تأثير الأغنيات على معنويات أبطال مصر، فقال له البطل "تحسين شنن": أنتم عملتم عملاً رائعاً.. فالجنود يتابعون الأغنيات من خلال الراديو الترانزستور لدرجة أن أحد الجنود بعد تدميره لدبابة إسرائيلية صعد إلى أعلى برجها وقال: وانا على الربابة بغنى 
وغنت شادية: "يا بلدنا يا حياتنا" كلمات الشاعر " صلاح فايز" ولحن الموسيقار "خالد الأمير" فى الاحتفال الذى أقيم بنادى الجلاء يوم الثالث من شهر أكتوبر عام 1974: 

بلدى يا بلدى 
يا بلدنا يا حياتنا 
حكايتها فى سهرنا 
أنا وحبيبى على قمرك نحكيها 
ونغنى لياليها 
وتعيشى دايما يا عروسة 
بين حبيايبك محروسة 

كما غنى ولحن الفنان السعودى "محمد عبده" كلمات الشاعر "بدر ابن عبد المحسن" والتى عنوانها "لا تغيب الشمس :

لا ما يعود الأمس 
بالليل الحزين 
ما تغيب الشمس 
وما يعود الأمس 
اتبسمى يا جيرتى 
اليوم راحت حيرتى 
اتبسمى فى جبهة الحر الشهيد 
واتبسمى فى دمعة الطفل الشريد 
واتبسمى فى مولد الفجر الجديد 

وقام الفنان "عبد الحليم حافظ" بالاتصال بالشاعر "عبد الرحمن الأبنودى" وقال له: أنت كتبت العديد من الأغنيات الوطنية قبل انتصار أكتوبر 1973م، وبعد هذا الانتصار العظيم أنا عايز أشدو بكلمات وطنية تكتبها أنت، فكتب الشاعر "عبد الرحمن الأبنودى" أغنية "صباح الخير يا سينا" ولحنها الموسيقار "كمال الطويل" وسجلها عبد الحليم حافظ برغم مرضه الشديد: 

فى الأوله قلنا: 
جينلك وجينالك 
ولا تهنا ولا نسينا 
والتانية قلنا: 
ولا رملاية فى رمالك 
عن القول والله ما سهينا 
والتالته: 
أنتى حملى وانا حمالك 
صباح الخير يا سينا 
وصباح الخير يا سينا 
رسيتى فى مراسينا 
تعالى فى حضننا الدافى 
ضمينا وبوسينا يا سينا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى