الأحد ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم سعيد العلمي

الطـفـلُ الشهـيدْ

ارتكـبـت إسرائيل المذابح تلو الأخرى في صفوف الشعـب الفـلسطيني الأعزل واستشهـد بين الضحايا الآلاف من الأطفال الأبرياء

وداعـا ً كـريها ً أبي يا حـبـيـبْ
ولا تـَجْــزَعَـنّ فـإنـّي قـَريــبْ
ألا امْسَحْ دُموعَـكَ وانهَـضْ أبـِيـّا ً
وأفـْـقٌ سيَحْـضُركَ سَمْحٌ رحيبْ
----
أبي قـد جَـثـَوْتَ عـلى جُـثــّـتي
نحـيـبا ً تـفـجّـرَ وسْـط َ الخـَـرابْ
وروحِـيَ حَــوْ لـَـكَ طـيّـارة ٌ
ولوْ أنّ جـِـسْما ً ثــَوى لِلـتــُـراب
----
أبي ألفَ شَوْطٍ مَـشيْـنا الطريقَ
يَدي في يَدَيْـكَ وخَـطوي خُـطاكْ
وكانـَتْ طريقيَ صَـوْبَ الدُّروس ِ
فأضْحَـتْ لِهـذا الـرّدى والهـَـلاكْ
----
أبي النـّاسُ حَـولـَـكَ مُـلتـفـّة ٌ
تـُشاطِرُكَ الحُـزْنَ والـفاجـِعَـهْ
وكـُـلـّهُـمو نـُهْـبَـة ٌ للهُــموم ِ
لِـعِـلـْـمِـهُـمـو أنـّهـا راجـِـعَـهْ
----
أبي الموتُ مِـنْ حَوْلِنا والدّمارُ
فـَساعِدْ جَريحا ً وأوقِـفْ نـَزيفْ
وكـَـفـْـكِـفْ دُموعَ الثكالى وذكـِّرْ
بـِبَأس ِ الإلهِ وحَـقِّ الضّعـيـفْ
----
أبـي أتـوسـّــلُ فــيـكَ ثـَبـاتـا ً
فأنتَ الذي كـُـنـتَ دَوْما ً عَـصِيْ
ولم تـَشـْـكُ عُـمْركَ ظـُلما وقهْرا ً
فـكـُـنتَ كـما الصّخـر ِ فـذا ً قـويْ
----
أبي إنّ روحِيَ تـَهـفـو إلـيْـكَ
إلى أمِّـيَ النـَّـبْـعُ عَـذبٌ نـَمـيــرْ
إلى أخـْوَتي الزُّهْـرُ في بَـيْـتِـنا
ننامُ ونـَلعَــبُ فــْوقَ الحَــصــيــرْ
----
أبي ما عـسـاكَ تـقـولُ لأ ُمّـي
وهَـل يَنفعُ القـَولُ إذ حَـلَّ حَــيـْـنْ
فـفي بيـتِـنا تـنـْـتـَظِـرنا بخوْفٍ
كـأمِّ بـِـلادي... بـِأ ُذن ٍ وعـَــيْـنْ
----
أبي قـُـلْ لأمّيَ أنـّي شـهــيـدٌ
وأنّ الشّـهـادَة َ مـجْـدَ الحـَـيـاة ْ
وأني شفـيعٌ لسَبعـيـنَ نفـْس ٍ
وأوّلـُـهــا وجْــهَ أمـّـي أراهْ
----
أبي عَــشْـرَة ٌ مَعْـك أمْـضَيْـتـُها
بـِكـَـنـْـفِـكَ حُــبّ ٌ وعَـزْمٌ ونـورْ
كـنـَبْع ٍ بــِقـَـلـْـبـِكَ جار ٍ نـَـقِـيٍّ
لتـَرعاك ذِكراي َ لـَيْسَتْ تغـــورْ
----
أبي أخـْوَتي لن يُطيقوا المُصابَ
وَهـُمْ مَنْ رآى المَوتَ يـَوْما ً فيومْ
فـقـلْ لهـُمو أنّ روحي سـتـبــقى
تـُعانِـقــَهـُمْ بـيْـن َ صَحْـو ٍ ونـَـوْمْ
----
أبي كـُـلَّ قـَـهْــر ٍ مَـرَرْنا بـِـهِ
جَـبَـلـنـاهُ بـالـحُـبِّ والـعـائـِـلـَــهْ
فأنتَ وأمّي صَـنـَعْــتـُمْ لـَــــنا
ريـاضـا ً تـَـفـوحُ عَــلى الــغــائِلهْ
----
أبي كـيـفَ كـُـنـْـتَ ونحْنُ نِـيامٌ
وهُـمْ يَـقـْـصِـفـونا بـِنار ِ الجَحـيمْ
تكـوّرتَ أنـْتَ وأمّي عـَـلـيْـنـا
لـتـَحْــمـونـَـنا مِـن سُــعـار ِاللـئـيـمْ
----
أبــي كـُـلّ ثانـيةٍ قـد قـَضَـيْـنا
مـعا ً أبقِــها في الـنـُّـهى نابـِـضَـهْ
فـكـلّ الـثــّواني مَعــا ً غالِـياتٍ
ولـوْ بالـشّـقاءِ انـْـقـَضَـتْ غائِـضـَهْ
----
أبي كـُـلّ خَـيْـطٍ نـَسَـجْـنا سَويّا ً
ذهـابـا ً إيـابـا ً وكـَـدّا ً وسَــعْــيْ
لأعْـظـَـمُ ما في الحَـياةِ مَعانـي
وأنصَعُ ما فـي الـشُّروق ِ البَـهـِـيْ
----
أبي كـلّ وقـتٍ جُـمِـعْــنا بــهِ
صَـنـَعْــنا ملاذا ً لِـنـَـفـْس ٍ وضوءْ
فإبـقوا معا ً و بـِدون ِ انفِـصام ٍ
كـَـمِـثـْـل ِ الصّـلاةِ ومَعْها الوُضوءْ
----
أبي إنـّـهُ مَوْطِــنٌ بائِــسٌ
عَــليْـنـا تـكالـَـبَ فـيـهِ العُـلـــوجْ
جـحـافِـلـُهُـمْ قـد أتـتــْـنا لهـيـباً
لِـتـَعـصِـفَ حَرقـا ً بخُضْر ِ المُروجْ
----
أبي قـَـتــَّـلونا صِغـارا ً كِـبـارا ً
نِساءا ً رجالا ً ولا يَـفـْـقــَهــونْ
فإن بـكـُـلّ شـهـيـدٍ لـدَيـْـنـا
لحَـتـفِـهُـمـو عُـنـوَة ً يَـقـْـرُبونْ
----
أبي اللهُ يَرْصُـدُهـُمْ أجْـمَعـينَ
وسَـوفَ يُـنـَـفـِّـذ ُ فـيهـِـمْ وَعــيدْ
فـَهَـيّـا لتـَحْـمِـلـَـني في مَماتي
كأنـّيَ ما زلـْتُ طِـفـلا ً ولـيـدْ
----
أبي إنّ أرواحَــنا هـا هُــنا
وآلافُ أخــرى لـَـكـَـمْ أزْهَــقــوا
تـنيرُ طريقـَـكـمـو للخـَلاص ِ
صُمودا ً مِنَ النـّـيـر ِ كـَيْ تـُعْـتـَـقـوا
----
أبي إنـهـم زُمْرَة ٌ مِــنْ رُعاع ٍ
وهُـمْ للـشـُّـرور ِ جُـنودُ الأزلْ
ولنْ يـُـنـْـقِـذِ الأرضَ منهمْ سواكَ
ومَعْـكَ الشـُّعـوبُ وجَـيـشُ الأمَـلْ
----
أبي فالصُّـمودُ فإحـدى اثـْـنـَـتـيْن ِ
ولا ثالــثٌ لهُــما فــي القـَـدَرْ
فإمّـا الشـّهـادة ُ سَـهْــمٌ مُصيـبٌ
وإمّـا انـتِـصارٌ يَـسُـرُّ البَـشَـرْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى