الأربعاء ٣ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم فايز أبو شمالة

المبحوح، شهيدٌ أم عشيقٌ!؟

حرصت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على تشويه سيرة الشهيد القسامي محمود المبحوح، وتعمدت بخبث مفضوح أن تربط بين الشهيد المبحوح، وبين وجود فتاة نجحت في خداعة، ليفتح لها الباب، وبالتالي سهلت عملية انقضاض طاقم الموساد عليه، وهنا لست بمعرض مناقشة سخافة الفكرة، وسماجة عنوان الصحيفة الذي جاء تحت عنوان: "المرأة التي أسقطت بالفخ كبير حماس" وذلك لأن الرجل ينتمي لدينه الإسلامي أولاً، ومخلص لوطنه، وشعبه ثانياً، ومؤسس لكتائب القسام ثالثاً، وكلها شواهد تقول: إنه منتمٍ، والمنتمي منشغل بمستقبل شعب، مسكون بالهم الوطني، وموجوع بالوفاء، بالتالي ليس عاشقاً لامرأة مشبوهة! فكيف لو كان مراقباً، وملاحقاً، وتعرض من قبل لمحاولة القتل، ويمارس عبادة التضحية بالنفس في سبيل الله، ويحلم بما هو أسمى من الأرض وما عليها؟

إن الذي حاول تسويق خبر وجود فتاة مشبوهة، وإيجاد رابط ما بينها وبين عملية الغدر التي تمت، ليقصد من ذلك الإساءة إلى الفكرة التي آمن فيها الشهيد قبل الإساءة إليه شخصياً، والهدف هو إثارة حالة من الظن السيئ، والضعف الإنساني، وكأن العدو الإسرائيلي استكثر على شعبنا الفلسطيني وجود هكذا شخصية قيادية تتميز بالوفاء، والعطاء، والإخلاص، فسعى إلى تشويه صورتها، ليفسد مقومات الفخر، والاعتزاز بأن لدى الفلسطينيين رجالاً تفكر، وتعمل، وتسهر على تسليح غزة، وتعزيز صمودها المقاوم، ونقل المعدات لها من آخر الدنيا رغم الحصار الأمريكي والإسرائيلي والفرنسي، ورغم العيون.

أحسب أن أول من تنبه إلى مقتل الشهيد المبحوح هو الكاتب الدكتور مصطفى اللداوي، وهو أول من تشكك في الموت الطبيعي للشهيد، وأول من كتب مقالاً بعنوان: "قتل ولم يمت"، ويبدو أن الكاتب كان يعرف الشهيد شخصياً، وفي مقاله الأخير عن كيفية الغدر، أشار الكاتب اللدواي إلى أن الشهيد الذي يتمتع بقوة جسدية تمكنه من مقاتلة مجموعة من الرجال، تمكن منه مهاجموه أثناء وجوده في الحمام، وفي وضع لا يسمح له بالدفاع عن نفسه، وهذه رواية مطلع، ومتابع لمجريات التحقيق، وهي تنفي بشكل مطلق ما ورد في صحيفة يديعوت عن وجود امرأة، وقفت على باب غرفة الفندق. ولا تعني إشارة رئيس طاقم التحقيق الكولونيل "ضاحي خلافان" إلى إمكانية ضلوع الموساد الإسرائيلي في اغتيال المبحوح، وأن سبعة أشخاص أو أكثر يحملون جوازات سفر أوروبية شاركوا في خلية التصفية، ما يستوجب الغمز من قناة امرأة شقراء، وما يثيره هذا الكلام من تشكك لدى بعض النفوس الضعيفة، التي حاولت الطعن في صلب العقيدة الجهادية التي آمن فيها الشهيد المبحوح.

لقد تعمدت بعض المواقع الفلسطينية إلى تبرئة الموساد من دم الشهيد، وبدل أن تشير إلى الجهد الفلسطيني الجريء في تسليح غزة، وإلى العمل الدءوب الذي تقوم فيه المقاومة لتوفير مقومات الصمود، وشحن السلاح إلى رجال المقاومة، ذهبت بعض المواقع الصفراء حقاً إلى إثارة حالة من التشكك في قيادات المقاومة، وتعمدت إلى إلصاق التهمة بالخلافات الفلسطينية داخل التنظيم الواحد الذي ينتمي إليه الشهيد المبحوح.

فإذا كان هدف الصحيفة العبرية هو تشويه المقاومة، ومحاربة الفلسطينيين، وتشكيكهم بأنفسهم، فما هو هدف المواقع الفلسطينية الصفراء التي تطعن بمصداقية المقاومة؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى