الثلاثاء ٢ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

الأرواح تلتقي

كنتُ مُولعة بقراءة الشعر، وكنتُ أتصفح الانترنت لقراءة الأشعار التي تأخذني إلى عالم من الخيال أحلق في سمائه وأنسى معه كل دنيتي وكل آلامي، وذات مرة قرأت شعرا أحسست أنه لمس أعماق

فؤادي فقد حركت حروف كلماته كل سكناتي، فكم تمنيت أن أقابل بحياتي إنسان يمتلك مثل هذه الرقة ومثل هذه المشاعر الفياضة التي تمحو كل العناء، وفجأة وأنا أقلب صفحات الانترنت وجدت البريد الالكتروني لكاتب هذا الشعر، وسعدت به كثيرا، ولكن هذا البريد لاينم عن شخصية صاحبه فهل هو رجل؟ أم امرأة فبادرتني نفسي بالسؤال ولمَ تهتمين بكونه رجل أو امرأة، المهم أنه أو أنها إنسان يمتلك رقة لا حدود لها، ثم فكرت قليلا وتأملت في اسم البريد فقلت هذا البريد ربما لامرأة وليس رجلاً ولكن أي كان لرجل أوامرأة المهم أني وجدت إنسانة غير عادية فقررت التواصل معها، فأرسلت لها رسالة أهنئها بشعرها، وأطلب منها مزيد من التواصل لأني أعجبت بشعرها، ولا أدري لماذا عاملتها على أنها امرأة لعل السبب اسمها في البريد الالكتروني، أو رقة أشعارها التي كتبتها وتحولت إلى مدمنة لهذه الأشعار فلا تستطع عيوني أن ترى النوم بدونها، وأخيراً جاء الرد بعد طول انتظار نعم لقد وجدت رسالة طالما حلمت بها من شاعرة وضعت يدها على مواطن ضعفي وأدت كلماتها إلى خفقان قلبي، فأسرعت بالرد على رسالتها وشكرتها على قبولها لإضافتي وتمنيت لو أقابلها على البريد الالكتروني لأنال شرف التحدث معها مباشرة، وبالفعل تحققت أمنيتي حيث أنني فتحت الماسنجر ووجدتها ، فأسرعت بالكلام معها خوفا من خروجها دون أن تفطن إلى وجودي،

فقلت لها: مرحبا بالشاعرة التي هزت قلوب قرائها

فقالت: ومن أخبركِ أني شاعرة. ولما لا أكون شاعر.

فقلت: هذه الرقة حتما يمتلكها قلب امرأة.

فقالت: وهل الرجل لا يمتلك الرقة؟

فقلت : لا ... يمتلكها ولكن إحساسي أوحى لي أنكِ امرأة.

فقال: إن إحساسك قد خانك في هذه المرة.

فقلت: هل معنى كلامك أنك رجلا؟

فقال: نعم أنا الشاعر محمد باسل.

ويالا اضطرابي حينما سمعت هذا الكلام، أكل هذه المشاعر يمتلكها قلب رجل؟ وكم تخيلت أن كل الأشعار التي قرأتها وكأنها كانت قد كتبت في، وكم كنت سعيدة لأن الشاعرة أضحت شاعر، ولا أدري إلام كانت تهفو نفسي، وما الذي كنت أرتقبه من هذا الشاعرالذي كنت معجبة به عندما تخيلت أنه امرأة والذي ذوبتني كلماته عندما أدركت أنه رجلا وعندما اقتربت منه وتعرفت على شخصيته وجدت أن هذا الشعر ما هو إلا نقطة من بحر مليئ بالحب والحنان

فتمنيت أن أغرق في هذا البحر، وأن ارتوي من الحب الذي طالما انتظرته ولكن هل مثل هذا الشاعر يقبل أن يحبني؟ وهو لديه كثير من المعجبات حتماً، فكم بهرتني هذه الشخصية، وكم اشتقت لأن أراه ولكن خجلي منعني من أن أعلن عن رغبتي برؤيته، وأيضا هو ظل صامتا ولم يطلب مني أن يراني، إلى أن جاء اليوم الذي خرج عن صمته، وقال لي هل يمكنني أن أراك، وكم كنت سعيدة جدا بهذا الطلب، ولكني لم أظهر لهفتي عليه كنوعاً من الكبرياء وكنت أخشى أن يكون قلبي قد أخبره بما أخفيه من شوق عارم يجيش بصدري وتنطق به كل حواسي، واتفقنا على أن نتقابل بمكان عمله بالجريدة في الصباح الساعة التاسعة، ويا لها من ليلة لم أذق فيها طعم النوم، فكلما أغمضت عيناي كلما فتحتهما مسرعة بالنظر إلى الساعة، لقد كنت أخشى أن يسرقني الوقت ويضيع مني اللقاء الذي أترقبه بفارغ الصبر، فطوال الليل وأنا أنظر إلى الساعة ولم أقوى على النوم ولو كان بيدي لحركت عقارب الساعة وأوقفتها على التاسعة ليحين الموعد مع حلم عمري، وأخيرا جاءت الساعة التاسعة بعد طول انتظار، وبالفعل وصلت إلى المكتب قبل الموعد المحدد ولكن حرصا على كبريائي توقفت إلى أن سمعت دقات الساعة التاسعة، ودخلت المكتب الذي كان يكتظ بالكثير من الرجال تُرى من يكون من هؤلاء؟ ولم أشعر إلا وأنا اتجه نحو رجل كان في ركن منزوي وسألته: لو سمحت هل تعلم أين الشاعر محمد باسل؟

فرد ضاحكاً: هل تريدين محمد باسل؟

فقلت: نعم. ما الذي يضحكك؟

فقال: أنا هو. ولكن كيف عرفتيني؟

فقلت له: الأرواح تلتقي. وأنا لا أدري كيف عرفته.

فقال: حقا معكِ حق. هل تصدقيني لو أخبرتك أني أشعر وكأني أعرفك من سنين، وأني أتخيل وكأن من حقي أن أمسك يدك وأمشي بكِ في كل مكان، هل تسمحين لي أن أصافحك؟

فقلت: لماذا؟

قال: لا أدري ولكني أتمنى ذلك؟

ومد يده وصافحني ويا ليته لم يصافحني فقد شعرت وكأن جسدي سرت به كهرباء، ووددت ألا تفارقني يده، فكم كانت دافئة، كدفء مشاعره وكم أثارت كل ما بي من سكون وكم تمنيت لو احتضن كفه كفي العمر كله ولم أصدق نفسي حين قال لي ما رأيك لو تتعانق قلوبنا كما تعانقت أيدينا فقلت له: ماذا تقصد؟

فقال: أقصد أنك أجمل وأرق من رأت عيني.

ويالا وقع هذه الكلمات وتأثيرها على نفسي، لقد جعلتني أذوب بين يديه ومنذ ذلك اليوم تعانقت كل حواسنا وعشنا ننهل من بحر الحب الذي لا ينضب فحمدا لله الذي أضاء حياتي المظلمة بنور الحب الذي يستحيل أن أتنازل عنه مادام في قلب ينبض.

صالة العرض


مشاركة منتدى

  • اتفق معك على انا الارواح تتلاقى وتتخاطر ويحس بعضها ببعض بقوة وانا اقول هذا الكلام بناءا على تجربة فعلية سابقة .مما دعاني الى الابحار في علم الخوارق والبحث عن كيفية الالنقاء والتخاطر والايحاء من خلال علم يطلق عليه اسم علم الباراسايكولوجي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى