السبت ٦ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم يونس أحمد عفنان

جنازة البوصلة

لا شيء في درب التبانة يستطيع أن يربك الحاج فندي، إلا أمرين: آن تتعطل ساعة يده، أو أن تغير زوجته أماكن الأرائك والتلفاز في صالون المنزل.
لا أحد يذكر متى اشترى فندي ساعة يده، ربما ولا حتى هو، وكان إذا تعطلت، يتعطل دماغه معها، ويكثر نزقه وصراخه وتهوره، ويظل فاقدا لصوابه حتى تعود للعمل، فترتاح أعصابه لرؤية عقربها يسير بروية، واثق الخطوة.

 ورغم الأربعين سنة من العيش مع فندي «الأفندي»، إلا أن زوجته لم تستطع أن تفهم سر تعلقه بساعة يده، وهو الذي لم يحظى يوما بموعد مهم مع أي كائن، سواء خلال عمله في مركز البريد،أو بعد تقاعده واعتكافه في دكانه الصغير. وكانت دائما في شكواها منه ومن ساعته تقول:

كان بوده في حفل زفافنا أن لا يغادر منزله، بل تمنى لو نشبع دبك ورقص –على رأيه- ثم يقودونني إلى بيته مع الشكر، فماذا ينتظر هذا العجوز غير عزرائيل؟ وهذا يأتي بلا موعد، هل يأتي بموعد؟ ها ؟. على كل حال الحمد لله أن ضرتي ساعة. !

أما أرائك الصالون والتلفاز، فقد أيقنت زوجته أنهما خطا أحمر، لا يمكن تجاوزه الا إلى الطلاق، وذلك بعد أن عاد مرة إلى المنزل –في أشهر زواجهما الأولى- ليجدها قد بدلت مواقع وعكست أماكن الأثاث في صالونها المتواضع، فراح يرغي ويزبد، ويشتم ويلطم رأسه كالمجنون، وهو يرتطم بقطع الأثاث والجدران وحواف الأبواب.

وذات مرة، وفي سهرة حب، استطاعت أن تقنعه بتغيير المنظر العام للصالون، فاستجاب لها و وافق تحت ضغط الشبق، ولكنها أعادت كل شيء لمكانه رحمة بحالها وحاله، إذ انه في النهار ظل لأكثر من نصف ساعة وهو يجلس فوق الأريكة مقابل التلفاز، ثم ينهض ليعيد ترتيب يديه ورجليه و متكأه فوقها، ثم أصابه الأرق ليلا، وضل يشعل التلفاز ثم يدخل المطبخ ويعود ليطفئه، ويحوم في أرجاء المنزل كالبوم، ولما سمعته يتأفف ويثرثر في الصالون بعد أن ارتطمت قدمه بالطاولة الصغيرة، أدركت أن كلمة “طالق” صارت في بيت النار، فقامت من فراشها لتعيد الأشياء في الصالون إلى سابق عهدها، وهو يقف جانبا واضعا يديه على خصره بانتظار الخلاص. ولما انتهت، التفتت إليه قائلة: «ارتحت ؟»، فأجابها: نعم، ثم دخل غرفة النوم ليغط في نوم عميق بأقل من ثواني معدودة.

لقد اعتادت عليه، بل وأحبته منذ البداية، لأنه رغم نزقه و جوانبه المعقدة، فقد كان نقي القلب وصاف النفس، كريما حتى بحنانه عليها، فهو مثلا لا يغادر المنزل إذا مرضت، ويخدم نفسه ويخدمها حتى تتعافى. لكنها المسكينة لم تستطع هذا العام أن تعيش عيد الأضحى المبارك بهناء وراحة بال، ذلك لأن ساعة فندي، التي أكل الدهر عليها وشرب، تعطلت يوم وقفة العيد، حيث تخلص فندي من بعض الزبائن على عجل وبفجاجة، ثم أغلق الدكان، ومن صدر الحارة فتح فمه بالصراخ مناديا على زوجته، التي أطلت برأسها من النافذة فزعة قلقلة، فأخبرها أنه ذاهب ليصلح ساعته التي توقفت عن الدوران، ثم استدار منطلقا وهو يحوقل.

كان فندي يدرك أنه مقدم على معركة، فاليوم وقفة العيد، ولطالما كره الأعياد والمناسبات العامة لما تحمله معها –من وجهة نظره- من غباء وهراء وهلوسة جماعية، وما يسبقها من ازدحام واختناق في الشوارع والأسواق. وعليه الآن أن يواجه جنون العيد رغم أنفه، فمن المحال أن ينام أربعة أيام بساعة معطلة.

راح يخترق الحواري الخلفية للمدينة كالسهم، وهو يرضع شفته السفلى بلا توقف، ويثرثر في نفسه، متلمسا ساعته بأصابعه:
«حتى الأطفال الرضع في الشوارع اليوم، شو هالحظ النحس، حسبي الله ونعم الوكيل، ما قدرتي تستني لبعد العيد؟ يلعن أبوكي انتي الثانيه».

وصل أخيرا إلى قلب المدينة النابض، حيث مد نظره فوق أكوام السيارات، والبشر، والباعة المتجولين، وطاولات العرض التي تسد الأرصفة؛ وعليها ما عليها من الحلوى، والثياب، وألعاب من كل الأشكال و الألوان، وأضاف فندي في نفسه:«وأولاد الحرام والنشالين والنصابين».

 خيل إليه أن المسافة لدكان الساعاتي، ستأخذ عامين من الزحف بين التنك، والخشب، والأقدام، والضجيج، والقمامة، وصفاقة الباعة الجوالين وغير الجوالين، ولجاجة بعضهم الآخر. وبدا فندي وهو ينخرط في الموج البشري كبارجة ضخمة تغرق في أرخبيل موحل بلا أمل في النجاة، وكاد يتمزق صدره ضيقا وهو يجاهد في الإسراع إلى الساعاتي، بينما الأكتاف تدفعه شمالا ويمينا، والباعة يكادون يتقاسمونه أجزاء أجزاء؛

جرابات يا أخونا؟ صوف،قطن، كل شي موجود.

شكرا، عندي كثير.

الله يجبر عنك، أجبر عنا بجوزين أو واحد.

ولك روح من وجهي احسن ما أعمل وجهك جرابة عتيقة.
......

تفضل حجي عالمحل؛ عنا تشكيلة كبيرة من القمصان والبناطل.....و..

شكرا يا حبيبي شكرا....

لازمك غيارات داخلية حجي؟ طقم رسمي ؟ تفضل للمحل.

شكرا يا ولاد الحرام، الله لا يكثر خيركوا.

ولكثرة الأصوات التي كانت تناديه، والأيدي التي تحاول سحبة إلى داخل محل أو جحر، والأكتاف التي تتقاذفه يمينا وشمالا، والأذرع الخشبية النافرة فوق الأرصفة التي تحاصره، وفوقها ما فوقها من حلوى وثياب، فقد كان من السهل أن يفقد فندي اتزانه وتركيزه، وبصره وبصيرته، ليجد نفسه فجأة تحت بصاق وشتائم امرأة غاضبة، لم يفهم لم هي تزعق في وجهه وتشتمه:

يا مره طولي بالك، شو في؟

شو في يا شايب يا عايب؟ تفو عليك.

ولك يلعن عرضك شو مالك؟

هوت المرأة بحقيبة يدها على رأس فندي، وتدخل الباعة والمارة في فض المشكلة، والمسكين فندي لم يكن يدري انه في وطأة الزحام، وتشتت تركيزه، وانحسار تفكيره في الوصول للساعاتي، انزلقت يده دون وعي منه على عجز المرأة إلى ما بين ردفيها، وعليه الآن أن يقنع الشعب كله أنهم وعجز تلك المرأة في واد، وهو في واد آخر، بعيد بعيد كأطراف النجوم.

تجمد كل شيء في عالم فندي؛ الناس والسيارات، دمه، دماغه، أطرافه. الريح توقفت، والكوكب كذلك، ثمة سكون عجيب يغمر المكان ويبتلع العوالم. ثمة خطأ فادح يشل الحركة الطبيعية للزمان والمكان والسيناريو، ثمة خطأ أكبر من الساعات والعيد و«قفا» عابر لامرأة مجهولة. لماذا تبدو ابسط الأشياء صعبة ومكلفة لدرجة المستحيل؟

منذ أن أصبحت المكبرات البصرية ثيابا لصغائر الأحداث، وتوافه الموجودات؛ تداخلت خطوط اللوحة، وصارت عسيرة الفهم، فالصغير أكبر مما يجب، والكبير عاديا أكثر مما يجب، والجهات شائكة وقريبة من بعضها البعض لحد المراوحة في المكان.

لم يكن فندي يستطيع التفكير بهذه الطريقة، لكن حسه البريّ كان يفضي إلى مثل هذه المشكلات العسيرة.

وبينما هو –وهو الحدث والسبب والنتيجة- يقف كالعصا، محدقا في الوجوه المزدحمة حوله، كان الناس يناقشون الموقف:

أكيد من غير قصد.

عجائز آخر زمن!!.

ما تستحي على شيبتك يا قليل الأدب.

وتنوعت الأفكار، وتشعبت الحوارات، وكثرة القرارات، حتى خُيل لفندي أنه سيُعدم، ويُمثل بجثته، واستمر الهرج والمرج حتى تدخل شاب من أصحاب المحلات، والذي على ما يبدو انه لمح في عيون فندي، البراءة التي لم يرها احد، فسحبه قليلا إليه وهمس في أذنه: «يا عم، مالك وما لهذا المهرجان الساقط؟».

أجابه فندي بصوت مرتجف، وحلقه يكاد يتكسر من الجفاف: والله يا بني لم أفعل شيئا.

سأساعدك لتختفي في الزحام.

ثم أطلق لصوته العنان في جمهرة الناس، وأثناء صراخه ودورانه أومأ لصبيه في المحل، الذي بادر من فوره وسحب فندي من ذراعه بثبات، ليقتاده بين الأجساد بسرعة وخفة، حتى وجد فندي نفسه في حارة خلفية مقفرة،حيث تركه الصبي قائلا: الله معك يا حجي.
لم يكن لديه ريق ليبلعه، فراح يفرك تجاويف فمه بلسانه محاولا أن يستجمع شتات نفسه وكبرياءه وتفكيره، وكان محتارا بين البكاء والغضب والضحك، وهو يضرب كفا بكف:

أنا يبصق في وجه في آخر هالعمر..... ؟

لمعت فجأة ساعته المعطلة في دماغه، دس يده في جيبه بارتباك، وتنهد حين لمستها أنامله. نسي ما مر به، وعاد يسابق الريح مخترقا الحواري من جديد إلى قلب المدينة «الضال»، لكنه هذه المرة أصر بعناد على ترك مسافة ما،ولو بضع ملليمترات، بينه وبين «الدواب»-كما كان يثرثر في نفسه-، بل بينه وبين الكوكب بأكمله.

ظلت الأكتاف تتقاذفه رغم أنفه، وفي ظل الإيقاع السريع للمشاهد من حوله، صارت المشاعر أيضا تتقاذفه هي الأخرى؛ فتارة يغضب، وتارة يشتهي ما يشتهي من أرداف وصدور،وحلوى،وتارة يحزن وتعميه الشفقة.

ووقف فندي أخيرا أمام حانوت الساعاتي، فتنهد وهو يدخل وكأن جبل تهامة كان على صدره:

مرحبا، غيّر بطارية هالشرموطة بسرعة الله يرضى عليك.

«مندهشا ومصعوقا» طول بالك حجي، أيام مباركه هاي.

مباركه؟ وحجي؟، شعب «النهيق» خلى فيها بركة وحجي؟ ركّب بطارية أحسن ما أرتكب كل الموبقات بهالشعب التافه، ركّب ولك ركّب.
اللهم إني صائم .....

وبعد الكشف الأولي على «المحروسة»، قال الساعاتي بنزق:

المشكلة مش بالبطارية. في قطعة معطلة في البطن؟

شو يعني؟

بدها فك من هنا، ومن هنا لأصل لمكان العطل. عد بعد العشاء أن شاء الله بتكون جاهزه.

بعد العشاء؟ وكيف بدي أرّوح للدار يا «حكيم» زمانك؟ وكيف بدي أرجعلك؟ استعمل شبكات الصرف الصحي؟ اللهم انك صائم ....، مش شايف البجم، الشعب طالع مظاهرة ضد حاله.!

يا أخي ما بعرف. هاي مشكلتك.

بشرف أختك مشكلتي؟ فكرتها مشكلة «المستر بن». لا يا سيدي مش مشكلتي، مشكلة البلد كله، فك وركب فورا.
وك يا عمي في بيدي شغل.طبيعة العيد هيك.

ولك شوهيك؟.

وراح فندي يشير بفمه ورأسه ويديه، ويمرر ساعده تارة وراء رأسه، وتارة من بين رجليه، وتارة من وراء ظهره وهو يدور حول نفسه.

تأكد الساعاتي أنه أمام مجنون، أو على الأقل كهل خرف. قرر أن يصلح له ساعته البالية ويتخلص منه بأسرع ما يمكن، هم بفك احد البراغي مرتبكا حانقا، ولحظه العاثر قفزت أمعاء الساعة كلها للخارج، وتناثرت قطعها الصغيرة في أرجاء المحل، ولمّا رأى فندي ساعته تتطاير في كل الجهات، أظلمت الدنيا فجأة حوله، وانتفض قلبه حتى أحسه في حلقه، وصرخ مرتجفا:

يا لطيف يا لطيف، ولك شو عملت؟ راحت الساعة، خربت بيتي الله يخرب بيتك.

يلعن أخت هالساعه التلفانه، على أخت الساعة إلّي شفتك فيها.

وضرب الساعاتي ما بقي في يده من المرحومة بالأرض، وراح يقفز فوقها كالملسوع.

هسترت يا ابن الحرام؟ بدّي... والله....

وأمسك فندي بياقة الساعاتي وجذبه نحوه، وراح يشد شعره ويصفعه، والساعاتي يصرخ ويحاول عبثا التملص من بين يديه، دخل بعض المارة إلى المحل الذي تعالى فيه صراخ فندي والساعاتي؛ ثم انتهى بهما الأمر إلى المخفر.

كان المخفر يعج بالمواطنين؛ نساء ورجالا، ورئيس المخفر ومعاونه وعناصره، يتعّوذون بالله من هذا اليوم الحافل منذ الصباح بالمشاجرات والاشتباكات والملاسنات. وكانت ثرثرة أحفاد سيف الدولة، والجاحظ، وأبو علاء المعري في ممرات المخفر، لوحة مسمارية فريدة من نوعها؛ «بعصني، بقلّك بعصني»، «ما بكفي كسّرلي البسطة، لأ وسب ع أختي»، «قاللها لحّسيني، من البوظه قصده»،«يعني انا قاصد أدعس ع الولد؟ ها؟ زحمه.. زحمه.. يا أمة النبي، وهي القحبة حاطة الولد ع الرصيف»، «قال شو؛ بدهوش يبيع، أنا يقلي إدحل من هون؟ أنا أدحل؟»، «كذّاب، بمشّي معارفه ولاطع الناس. شايفنا كياس بطاطا»، «أي هو باص ولاّ كرخانه؟ صوت المسجلة للمريخ»، «وك أنا فكّيت بينهم، ما دخلني»، «هالعكروت..! سرقني بالجامع»، ... .... .

فندي واجم، مكسور، مذهول، حزين كما لم يكن يوما حزينا. التفت إلى الساعاتي الجالس بجانبه وقال متنهدا؛«خّلينا نلفلف الموضوع ونرّوح وأنا تحت أمرك يا عمي، شو بدك تكرم من عيوني»، تنهد الساعاتي بدوره ورد قائلا؛«لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فوضت أمري لله، ماشي حجي وإلك عندي ساعة جديدة»!!.

 ودّع فندي الساعاتي بعد أن خرجا من المخفر، والدموع تخنقه وتكاد تجري من عيونه الكئيبة ، ورفض فندي قبول أي ساعة منه، لا مجانا ولا بثمن، وضع يديه في جيوبه وترك نفسه للزحام غير مبال بما يجري حوله.

هو نفسه لم يكن يفهم ما يحدث في أعماقه، كان «العبث» يشل مشاعره؛ الزمن ليس زمنه ولا المكان مكانه. لن يفهم شيئا مما آلت إليه الحياة مع «البشر الجدد»، ولم يعد بحاجة لأن يفهم، جل ما يريده الآن متسعا في الأفق يحملق فيه دون كلام، قطعة من السماء بعيدة عن ضوضاء المدينة وأسلاك الهاتف والكهرباء، ينظر إليها طويلا طويلا وللأبد.

شكرا لكل شيء... ، يستطيع الآن أن «يسافر» من بيته إلى دكانه بسكينه كما لم يفعل من قبل، يمكنه أن «يسافر» من أريكة إلى أخرى، من جدار إلى جدار؛ نعم «يسافر»، فالمسافات طويلة جدا، بل وأطول مما كان يتصور، ثم لم العجلة؟، الخطى «الضريرة» ستصل بشكل ما إلى نهايتها.

لمّا دخل فندي منزله وجد زوجته قد غيّرت ترتيب الصالون أثناء غيابه، فقد لعب الشيطان برأسها وقررت أن تستقبل العيد بقليل من التجديد. خافت من وجوم فندي وهو يقلب نظره في أرجاء الصالون ثم يجلس واضعا قدما فوق أخرى دون أي تعليق، ولمّا رفع يده يمسح بها وجهه الحجري، رأت معصمه عاريا من ساعته الحبيبة، فسألته بلهفة: أين ساعتك؟

ماتت. -أجاب ببرود- وأضاف: خلص عمرها.

ماتت؟ وأكملت بحنان: سأعيد كل شيء إلى مكانه فورا، لقد......

قاطعها فندي بابتسامة حزينة قائلا:

خلّي كل شيء في مكانه الجديد، ولما لا؟.

ودع واستقبل فندي زواره في العيد ببرود ولا مبالاة واضحة. وكان أثناء ذلك شاردا قليل الكلام، كثير التنهد، ثم في اليوم الثالث من العيد خلد إلى النوم باكرا جدا، ولم يستيقظ أبدا....، لقد مات بهدوء.

وأثناء تشييع جثمانه إلى مأواه الأخير، كان هناك ثلة من المحللين الاجتماعيين العاطلين عن العمل بسبب الأميّة، يتجاذبون أطراف «الهراء»:

يا زلمة مُخه كان بشتغل عالفحم.

بقلّك مات مشان ساعته الخربانه. ! فعلا عبيط.

آه...، «الساعة» إلّي كسرت ظهر الحمار. «يقصد؛ القشة التي قصمت ظهر البعير».

وتغّشوا ثيابهم مقهقهين.

وحدها زوجة فندي كان الحزن يقضم قلبها الدامع، وليس من المنصف القول أن زوجها مات بموت «ساعته»، أمام هيبة الموت وجلاله، ولكن بشكل ما وبطريقة ما، كانت هذي هي الحقيقة !...، حسنا فلنقلها بطريقة أجمل؛ لقد مات بموت «ساعته البيولوجية»،.... لحظة،.. ألا نجعل بهذا القول من ‘ثلثي الشعب موتى؟، ولماذا نُتعب أنفسنا بالتفكير والتحليل، فلنسأل «الساعاتي»، إذا كان هذا الأخير لا يزال حيا هو الآخر، أو إذا...كان هناك «ساعاتي» لهذه الأمة أصلا. 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى