الثلاثاء ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم حسين أبو سعود

جراح من ذهب خالص

غدا عندما يعطش البحر، وتشكو النوق والنخيل أهوال العطش، وإذا بحثت عني ولم تجديني في الزحمة فاطلبي لي الرحمة واتخذي لي عندها مزارا صغيرا من قصب، ازرعي حوله بعض العشب، واقصديه كل ليلة جمعة، رطبيه بالشهقة والدمعة وأشعلي عنده شمعة، وإذا سألك المارون عني وعن سر الذل الساكن حول قبري وعن سر الأوراق المبعثرة حولي، قولي لهم: أنا جعلته يتقلب بين كمد الفراق ولوعات الأشواق، انه شهيدي
لقد قتلته بظفائري.

1

علقت بغبارها تائها
انشد النوم تحت ظلال الجراح
جرحي يعبر البحار
على ظهر سمكة عمياء
جرحي
يرفد الأنهار بالماء الزلال
منه يُصنع خبزا للعابرين
منه تتسلل أغان
تتراقص كفراشات صفر
بين أزهار النرجس
جرحي مرايا
تمنح الأمان للمدن
وتعكس آلام القابعين في زوايا الزنازين
جرحي ثمار تتدلى من أغصان كسيحة
تجعل الحدائق
تفيض بأحلام عرضها البحر والهواء
جرحي جرح عشيرة تناثرت
في صمت مقابر الغربة
جرحي يقتات من قمح الطرقات كالحمائم
يلون به أطر الحكايات
جرحي نقاء يتوقد عند الحيرة
ولكن ما ترجو عصفورة مات أليفها من سرب لا تبيض؟
 
2
 
ارحلي عن صومعتي بسلام
سأبقى متكئا على شجني
أعبث بدمعي
وبصري وسمعي
خذي معك المباهج كلها
وعلب الأفراح وبقايا الضحكات
ودعيني أعانق الحزن وأنام
ولا تعجبي من سقيم أكلت الأيام آماله
والصمت يحكي له قصص الماضين 
 
3
 
وأظل ذلك البعيد
الذي يبحث في ظلمات المدينة عن العيد
ويضيع العمر بحثا
و وجع الإخفاقات لا يوصف 

 
 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى