الأحد ٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم زاهية بنت البحر

هِيَّ الدنيا سايبة؟!

وقعتُ فوق الأرض عندما انزلقت رجلي بقشر موزٍ ألقاه أحد المستهترين في طريق المارة، وأنا ألتفت بلاشعورٍ إلى يمين الطريق عندما سمعت أصوات مجموعة من الناس راحت تخترق أذني لتجعلني في ريبة مما يحدث..
نهضتُ على استحياءٍ أنفض ماعلق بثيابي من غبار، ومازلت أتلقى أصوات العراك التي راحت تعلو أكثر فأكثر..
نظرت إلى قدمي اليمنى التي تؤلمني.. وجدت ثمة سحجة قد أصابتها، وقطراتٌ خفيفة من الدماء تتسربُ من نوافذ جلدها لتستنشق رغم أنفها رائحة الهواء المملوء بدخان محركات السيارات الشاحنة، التي كانت تمر بالقرب منى، فتتجلط حزينة..

مسحت الدم بمنديل ورقي أخرجته من جيبي، وأنا أتحاشى نظرات أحد الشبان الذي أسرع نحوي لمساعدتي بالنهوض، لكنه تراجع بخفرٍ عندما لم أعره اهتمامًا متمتمةً بشكره..

وقفت في حيرة من أمري، وأنا ألقي نظرة على مصدر الأصوات المتعالية، فرأيت شحاذًا يضربُ مثيله، والناس يحاولون التفريق بينهما، سمعتُ أحدهما يقول بغضب واستنكار:
 الشحات ابن الشحات ده، سرق الزبون مني، ولهف الفلوس بشربة ميه.. سيبوني أخلص عليه، ده جاي يشحت ف حتتي ياناس.. الله هي الدنيا سايبه والا سايبه يارجالة، تلاته بالله مش هسمح لحد ياخدها مني ولو على جتتي.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى