الأحد ٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم حسين أبو سعود

الظمأ ومزامير الصمت

في محطات التيه
سلال الزهور ترتوي بالظمأ
والريح تحمل تفاصيل الضياع
تنثر رمادها على بقايا الليل
فيا أيها الماضي
دعني
اغتسل واقفا بضوء القمر
 
1
الأعشاش على جانبي النهر
تلتصق ببعضها عندما تهب الرياح
 
2
كان ذلك النهر الذي يعاني العطش
يتكئ على بقاياه مثل عجوز أحدب
يسأل السماء ماء ليرضع أسماكه
ويطلب من المارة كسرة خبز
يُطعم بها الطحالب المنهكة حول الضفاف
النهر يسير ببطء مُحاصرا
بالجدب والجفاف
يئن من ثقل الجسور
 
3
كثيرون هم
من تسمروا على حجارات الطرق
ولم تمر بهم القوافل
زرعوا عيونهم في نهايات الدروب
والغروب طوى أسرار حكاياتهم
وجفت آمالهم مع جفاف الينابيع
تعبت من الوقوف وحدي
متروكا لسهدي ووجدي
احمل لغات البكاء والشجن وفنون النشيج
ارحل و دع الليل يطول
فرائحتك تكفيني حتى الرمق الأخير
 
4
يا أيها الوجع الذي لا ينتهي
يا أيتها الغربة التي تمتد
كلما مدّ البحر أمواجه في رخو الرمال
عندي سؤال!
متى وأين أحط الرحال؟
لقد أتعبني التجوال
وأتعبتني الظلمة ووحشة الليالي
سأظل دهرا آخرا في دروب التيه
محملا بالانكسارات
 
5
أتعثر على حصى الطرقات
أدمنت الحزن، ابحث عنه
أتلبسه، أتنفسه
انه شعاري ودثاري
ورفيق أسفاري
عشقني الحزن ، تلبسني
أبعدني عن مساقط الضوء
حجب عني
المباهج وضجيج الأطفال
حصرني في زاوية
تكثر فيها عناكب غير سامة
 
6
وان توالى الليل والنهار
و طال الانتظار
وان احرقني العشق بالنار
ساظل اتلذذ بهذا العذاب
 
7
لم يبق سواي في هذا القفر
وكل الأشياء ذابت في الصمت
إلا وقوفي مستندا على حافة الجسر
انتظر ا ناسا لا يجيئون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى