الثلاثاء ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم حنان بديع

المشاعر في حبة دواء

يقول البرت انشتاين «أن الخيال أهم من المعرفة لأن المعرفة محدودة»، اذن هم العلماء أيضا ينضمون الى الشعراء فليس الأدباء وحدهم من يدمن الخيال ويتلهف لالتقاط ذبذبات الحلم وقد تكون هذه الخبزه التي نتقاسمها مع العلماء هي ما جعلني استمتع للغاية بمتابعة اخبار العلم التي باتت تعلو فوق سقف خيالنا وأمانينا، فقد يغدو المستقبل أشبه بأفلام الخيال العلمي الذي يعدنا بعالم ساحر يطيعنا بكبسة زر ويحقق أحلامنا بل ويسعدنا ويطيل أعمارنا بحبة دواء!

هل أصبح العالم بين يدينا باتت السعادة مطلبنا نحن المرفهين تتوفر في الصيدليات بكل سخاء تماما كحبات البانادول؟

لا أهذي لكنها أخبار العلم التي باتت تسقط كحبات المطر من سماء الانترنت وسحاب الصحف اليومية.
لماذا هذه المقدمة؟

ربما احتفاء بالخبر الذي انتظرته طويلا لكنه مر مرور الكرام .. اذ ربما فاق قدرة وسائل الاعلام على التصديق والاحتفاء به لعله خبرا كاذبا ينال من مصداقيتها.

ليس خبرا بل ثلاثة أخبار أو ثلاثة حبات دواء، الأولى لمحو الذكريات المؤلمة بعد التعرض لاضطرابات شديدة الوقع على النفس مثل الكوارث أو الحروب وما شابه.

وبحسب صحيفة دايلي مايل فان علماء هولنديين قالوا أنهم استطاعوا محو الذكريات المؤلمة للبعض عن طريق أدوية بيتا بلوكرز Beta –Blocker التي توصف عادة لمرضى القلب، مشيرين الى أنه بامكانها (الادوية) محو الذكريات السيئة حتى لو مضى عليها الكثير من السنوات.

اذن حبة النسيان تلك لتقويض الذاكرة مقابل حبات كثيرة طالما عرفناها لتقوية الذاكرة.
لكن هل تندرج ذكريات الحب تحت بند الذكريات السيئة أو المؤلمة.

لا نعرف .. لكن الخبر الآخر يقول «بشرى للمصدومين .. حبة دواء تخلصك من عذاب الحب»

هذا العذاب طويل الأمد الذي يعانيه كل مصاب بصدمة عاطفيه قد أوشك على الانتهاء بعد اختراع دواء صمم خصيصا من مشتقات شجرة افريقيه لمعالجة (عذاب الحب) لا سيما بعد انتهاء قصة عاطفيه عاصفة ان كانت زواجا أو صداقة أو حب.

وتمت هندسة هذا الدواء الجديد والمدهش من ثمرة استوائية لشجرة تترعرع جذورها في ساحل العاج وهو لا يحتاج أي وصفة طبيه وسيباع في جميع الصيدليات النمساوية ويعد هذا الدواء الاعجوبة لكل من يقع في دوامة اجهاد الحب المنسي أو المنتهي بصورة مفاجئة لمساعدة القلوب المكسورة والواقعين في عذاب الغرام.

لم لا وقد أودى الحب بحياة الكثيرين انتحارا فهل يقل بأهميته عن أي داء آخر لمرضى القلب أو الايدز.

اذن لم تكن الكاتبة أخلام مستغانمي تشاكس حينما رفعت نداءها للحد من تفشي داء الوفاء للماضي لدى إناث الجنس البشري ، على اعتبار أن الوفاء " مرض عضال لم يعد يصب على أيامنا الا الكلاب والغبيات من النساء"

ويحق لها أيضا أن تعلن أنها الوكيل الحصري والرسمي لحبوب النسيان على الاقل كي لا يضيع ابداعها الادبي سدى مع هؤلاء العاجزين عن النسيان فلن يترددوا في لومها بعد أن انخرطوا معها في حزب النسيان الفاشل كنظرية لكنه سينجح علميا بفعل حبة دواء!!

أكاد أؤكد بأن هذا المنتج سيجد سوقا لا حد لها في بيع الحبوب التي تؤخذ بانتظام بعد كل نوبة حزن وحسب الحاجة.

الا ان خبرا ثالثا يندرج تحت قائمة «الوقاية خير من العلاج»

فهناك حبة دواء جديدة لمنع الانجذاب العاطفي وتفاصيل الخبر على لسان باحث كندي في علم الاعصاب أنه قد يتمكن العلماء من اثبات أن العواطف لها علاقة مباشرة بعوامل عضوية كيميائية في الدماغ البشري.

وبان العلماء قد يصنعون حبة دواء تمنع الانجذاب العاطفي للآخرين بحسب تقرير وكالة الانباء العالمية. ويعتقد الباحث لاري كينغ وهو عالم أعصاب في مدرسة الطب في جامعة ايموري الأمريكية.. أن ذلك قد يتيح للعلماء من الناحة النظرية التوصل يوما الى التركيب الكيميائي الصحيح لجعل الناس يبادلون غيرهم مشاعر الحب أو وضع مركبات تجعلهم يفقدون الانجذاب الى الغير.

وأطهرت تجارب أجراها يونغ على فئران قصيرة الذيل اسمها (فولز) شديدة الوفاء لبعضها أنه بالامكان التأثير على الانجذاب باضافة أو ازالة مواد كيميائية معينة في أدمغتها ، هذه المادة الكيميائية تجعل الاناث أكثر توددا لأي ذكر يكون قربها وعلى الرغم من أن الأنثى في هذه الحالة قد تتزواج مع ذكر الا أنها لن تكون وفيه له قط.

الا أن خبراء بريطانيون ومنهم الدكتور دانيال سوكول وهو محاضر في الاخلاق بجامعة لندن لا يتصور عالما بلا ذاكرة ..

وهو يحذرنا قائلا أن المسألة ليست ببساطة (ازالة وشم ) مضيفا .. "أن ازالة الذكريات سوف تغير هويتنا الشخصية لأن كينونتنا مرتبطة بذكرياتنا.

فهل تذهب نصائحه سدى مع طالبي النسيان المستعدين للتضحية بهويتهم الشخصية بلا تردد.

أخيرا قارئاتي العزيزات اذا لم تصدقن هذه الأساطير فلا لوم عليكن فنظرية المؤآمرة تتطلب كل الحيطة والحذر كون مختروعها رجال!


مشاركة منتدى

  • هل يباع هذا الدواء الان في الاسواق واي البلدان المنواجد في اسواقها اذا كانت معلومه صحيحه هذا راءع وبرءاي لا مانع من نسيان الماضي كله خصوصا اذا يحمل ذكريات صعبه وشكرا للموضوع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى