الاثنين ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم جواد غلام علي زاده

المنظومات التعليمية و دورها في التعليم

خلاصة البحث:

المنظومات التعليمية عامة كما يقول الباحثون لم يتأتَ فيها شعرٌ جيد. فقد استحال أكثرها قوالبَ لفظية وأقوالاً علمية. غير أنها عظيمة الفائدة وشديدة الدلالة على الحال العلمية للعصور الماضية، کما تعتبر هذه المنظومات أو الأشعار التعليمية من الفنون الشعرية الأربعة في العالم، يعني: الشعر الملحمي و الشعر الغنائي و الشعر التمثيلي و الشعر التعليمي.

هذا النوع من الشعر يهدف إلی تعليم الناس أمور حياتهم الدنيوية و الأخروية و الحقائق و المعارف المتعلقة بحياتهم الفردية و الإجتماعية.و نجد له سابقة عريقة في القدم في أكثرالملل إلا أنَّ الأدباء لم يتناولوه کما هو حقه، و لم يروا له قيمة ليدرسوه، و لذلک قمنا في هذا البحث بدراسة بعض الجوانب الغامضة من هذا اللون الشعري في الأدب العربي و ذلک لسعة هذا الموضوع الذي يتطلب دراسات عديدة.
المفردات الرئيسية : المنظومات، الشعر التعليمي ، التعليم

المقدمة

ظاهرة الشعر من الظواهر التي اشترک فيها کل الشعوب و لاترتبط هذه الظاهرة بالحضارة، فالشعوب البدائية لها شعر أيضا و لذلک قد اختار الشعر لنفسه منذ الأزل سبيلاً ينأی عن روح العلم و أوشک أن يکون حديثاً خاصاً لإذاعة ما تضج به الخواطر من العواطف و المشاعر و علی هذا الأساس تکوّن الذوق العام فوضع کل ما هو شعري مقابل العلمي حتی باتت طبيعة الشعر تتحدد بذاتية المبدع، و أضحت علامة فارقة تميزه، و يبدو أن هذه الصفة لازمت الشعر منذ مراحل تکوينه الأولی و هو أمر يصدق علی حال الشعر العربی أيضاً و مع تقادم الأزمنة حدث نوع من التقارب بين الشعر و العلم في حياة الأمة الإسلامية و لوحظ هذا التقارب يبرز بقوة کلما آلت تلک الحياة إلی التطور باتجاه العلم ، هذا و يعتبر الشعر التعليمی واحداً من الأقسام الأربعة لأنواع الشعر في الأدب العالمی و ثانی اثنين من هذه الأقسام السائدة في الأدب العربی بحيث أردف الشعر الغنائي وجوداً و نمواً و کمّياً ، إلا أن الأدباء تناولوا الشعر الغنائي في الأدب العربی بکل أقسامه و لم يتناولوا الشعر التعليمی کما هو حقه و حتی لم ير بعضهم له قيمة و قدراً جديراً بالبحث و المناقشة ؛ و الحال أن الشعر التعليمی يحمل علی أعجازه حضارة و ثقافة عظيمة الخطر للأمة العربية خاصة و الإسلامية عموماً .

فمن هذا المنطلق قمنا بدراسة المنظومات التعليمية لکی يتضح لنا علی الأقل بعض جوانبها الغامضة و ذلک من خلال المواضيع التالية:

1- بين النظم و الشعر
2- المنظومات التعليمية و أنواعها:
3- القيمة الفنية للشعر التعليمي
4- تاريخ الشعر التعليمي
5- التعليم بين النظم و النثر
6- دور المنظومات التعليمية في التعليم
7- حصيلة البحث

١. بين النظم و الشعر:

المنظومات التعليمية التي نحن بصددها مصطلح عند الأدباء لمنظوم القول و هناک فرق بين النظم و الشعر، يقول عمر فروخ و هو يفرق بين النظم و الشعر:" أما النظم فهو الکلام الموزون المقفی. فإذا امتاز النظم بجودة المعاني و تخير الألفاظ و دقة التعبير و متانة السبک و حسن الخيال مع التأثير في النفس فهو الشعر. لأن الشعر حقيقته ما خلب العقل و استولی علی العاطفة و استهوی النفس. من أجل ذلک قال عرب الجاهلية عن القرآن إنه شعر و عن رسول الله إنه شاعر. و العرب الجاهليون لم يقصدوا أن القرآن کلام موزون مقفی، بل نظروا إلی شدّة أثره في النفس فقالوا عنه ما قالوا."(1)

٢- المنظومات التعليمية و أنواعها:

هي الأشعار التی تهدف إلی تعليم الناس و تشتمل علی المضامين الأخلاقية ، الدينية ، الفلسفية، أو التعليمية عموماً ، أو قل هي التی" يراد بها الأراجيز و القصائد التاريخية أو العلمية التی جاءت في حکم الکتب و کذلک الکتب التی نظموها فجاءت في حکم الأراجيز و القصائد و هو ما يعبر عنه المتأخرون بالمتون المنظومة کألفية الإمام محمد بن مالک في النحو العربي و غيرها مما يجمع قضايا العلوم و الفنون و ضوابطها".(2)
يبدو من خلال البحث حول المنظومات التعليمية في کتب الأدب أن هذا اللون من الشعر الذی يهدف به الشعراء إلی تعليم الناس ؛ تارة يعالج الأخلاق و العقيدة و العبادة، و يتناول الخير و الشر، و الفضيلة و الرذيلة، و ما ينبغی للإنسان أن يکون عليه، و ما يجب أن يتحاشاه و يتباعد عنه. يسلک الشاعر في ذلک أساليب الترهيب و الترغيب و النصح و العظة؛ و تارة يتناول التاريخ و السير، فيقرر و يبين الأنساب و الأصول و الفروع، و تسلسل الحوادث و ترتيبها، و يبحث العلل و الأسباب، و يربط النتائج بمقدماتها؛ و تارة يعرض للعلوم و الفنون و الصناعات، فيقرر الحقائق المتعلقة بشأنها، و يضع لها القواعد و يستنبط لها القوانين. و من هذا المنطلق يقول الدکتور صالح آدم بيلو إن : "الميادين التی يعمل فيها هذا اللون من الأدب ، أو الشعر الذی نسميه (تعليمياً) ثلاثة ميادين:

(1) أصول الأخلاق و العقائد.

(2) السير و التاريخ.

(3) الحقائق و المعارف المتعلقة بالعلوم و الفنون و الصناعات".(3)

3-3- 0- النتائه من تهافت من الشعراء أو النظامين.اب واسعاعليميلأموية التي اتخذت وسيلة لتعليم غريب اللغة مما ألهم المقامة فيما بعد، القيمة الفنية للشعر التعليمي:

يری کثير من الأدباء أن هذا اللون من الشعر من الناحية الفنية ليس علی شيئ، و ليس هو بأکثر من کلام موزون مقفّی، خال من الحلاوه الشعرية و الروعة الفنية؛ ذلک لأنه لايوجد فيه مقومات الشعر کالعواطف و التجارب الشعورية و إليک بعض هذه الأراء:

1- يري شوقي ضيف أن الشعر التعليمي هو" لون لايراد به إلی التعبير عن الوجدان و العواطف الشخصية، و إنما يراد به إلی المعرفة و الثقافة و أن تضمّ مسائل علمية خاصة لا بين دفّتي کتاب، ولکن في قصيدة طويلة من القصائد".(4) و يقول عنه في مكان آخر:" و من هنا کان يحسن بالشاعر أن لايخرج عن الدوائر الطبيعيه للشعر، و نقصد دوائر النفس و مشاعرها، لأن هذا الجانب في الإنسان خالد و ما نظمه هوميروس قبل أنکسيماندر و عصره لايزال العالم مشغوفاً به مشدوداً إليه، أما ما کتبه أنکسيماندر فقد أصبح شيئاً تافهاً، و لايرجع إليه إلا لمعرفة نشأة العلم الطبيعي حين کان لايزال يحبو في المهد صبياً أما بعد ذلک فإنه لايهم أحداً لأنه أصبح لايرضي حاجتنا العقليه".(5)

2- و يقول بطرس البستاني : إنك" لن تجد في هذا الشعر ما يروقک، لأنه غث بارد اصطنعه أصحابه لنظم أنواع شتی من العلوم، تسهيلاً لحفظها بعد أن أصبح الإقبال علی العلم عظيماً. و الناظم في هذا الفن لايسموا بنفسه إلی الخلق و الإبداع، فالأفکار ماثلة أمامه، فما عليه إلا أن يجمعها في کلام موزون مقفّی، خال من الرّوعة و الرونق، و ليس في هذا کبير أمر علی من يحسن النظم..... و نصرف النظر عن الفن التعليمي لأنه خارج عن صفه الشعر الحقيقية، فما نعد نظم کليله و دمنه و غيرها من النوع القصصي لضعف الميزة الأدبية فيها، و خلوّها من الروعة و الطلاوة ". (6)

3-و يقول الدكتور عبد العزيز عتيق:" و هذا اللون من الشعر أبعد ما يکون عن الشعر بمعناه الخاص، أي الشعر الفني الذي يغلب عليه عنصرا الخيال و العاطفة، و يهدف إلی الإمتاع و التأثير في النفوس. و الشعر التعليمي لا يلتقي مع الشعر الفني إلا في صفه النظم فقط". (7)

4- و يقول الدكتور محمد مصطفی هدارة :" فهو في نظرنا ليس فنّاً مؤثراً ولا شعراً خالداً وليس له من الشعر إلا اسمه".(8)

کما يُری هذا الإتجاه بين الغربيين أيضا؛ فبعض منهم لايُدخلون الشعر التعليمي في دائرة أنواع الشعر و منهم جوته الشاعر الألماني؛ إذ يُقسم أنواع الشعر إلی ثلاثة أنواع: الشعر الملحمي و الشعر الغنائي و الشعر الدرامي(9) و منهم توماس هابز الفيلسوف الإنکليزي؛ الذي يهجم علی الشعر التعليمي و يخرجه أساسا من دائرة الشعر کما يُنسب الذين يطلقون علی هذا الکلام اسم الشعر إلی الخطأ.(10)
علی أن الدكتور شميسا يدافع عن الأدب التعليمي و يقول: أما الأدب التعليمي فيمكن أن يكون خيالياً يعنی أن يأتی بالشئ الذی يريد تعليمه بصورة قصة أو مسرحية حتی يکسب جاذبية أکثر و يستفاد من هذا المنهج خصوصا في أدب الأطفال. و لنلتفت أن اطلاق الأدب التعليمي علی أثر لايحط من شأن ذلک الأثر أبدا. إذ أن لکثير من البدائع الأدبية جانباً تعليمياً و منها المثنوي للمولوي و بوستان للسعدي و الحديقة للسنائي التي تتماشی فيها الجوانب الأدبية مع الجوانب التعليمية قوة و نشاطاً.(11) کما يقول في مکان آخر: إن کون الأثر أدبيا کلام غير دقيق لأن العناصر الأدبية في بعض الآثار قليلة و في بعض الآثار کثيرة.(12)
أضف إلی ذلک أننا نستطيع أن نلمح في بعض البديعيات-و هي أشعار تعليمية-اقتراباً من الشعر و قيمه الأدبية و الفنية إلی حد ما و بصورة من الصور.(13)

و أما إذا أردنا أن نجمع بين هذه الأراء نستطيع أن نقول إن بعض ألوان الشعر التعليمي خارج عن صفة الشعر و هو القسم الذي أسموه "حقائق الفنون و العلوم و المعارف" علی حين لايکون الأمر کذلک-دائما- في الأقسام الأخری من الشعر التعليمي، خصوصا النوع الذي يتناول التاريخ و أحداثه، فقد يتحول عند الشاعر المبدع و الفنان البارع الموهوب إلی شعر قصصي آسر للقلوب کالذي نراه في الأرجوزة التاريخية
لابن المعتز الشاعر العباسي.(14) و أخيرا مهما قيل في القيمة الفنية للشعر التعليمي فليس من الحق أن نجرده من کل فضيلة؛ کما لانستطيع أن ننکر ما أداه الشعر التعليمي من حفظ کثير من التراث الديني و اللغوي و العلمي في الأمم المختلفة.

4- تاريخ الشعر التعليمي:

يرجع تاريخ الشعر التعليمي إلي زمن تثقف البشر و تعرف علي أنواع من العلوم و الفنون ، أجاد الشعر و واجه استقبال الناس عليه؛ و من هذه الأمم العريقة فی القدم الإغريق و الهند اللتان لهما نشاط بارز فی

نشأة و ازدهار هذا النوع من الشعر، فاليونان عرفوا هذا الفن منذ زمن بعيد، و لعلهم کانوا من أسبق الأمم في هذا المضمار. فالشاعر اليوناني هزيود الذي کان يعيش في القرن الثامن قبل الميلاد نظم طائفة من القصائد فيها جمال شعري لا بأس به – کما يقول طه حسين – ولکنه قصد بها إلي تقييد طائفة مما کان اليونان يرونه علماً في ذلک الوقت، فقد نظم تاريخ الآلهة و أحاديثهم، کما نظم هذه القصيدة المشهورة التي تعرف بالأعمال و الأيام، و هي تتحدث عن العمل و الزراعه و الفلاحين متضمنة نصائح تنفعهم في حياتهم و يبين فيها فصول السنة و ما يلائمها من ضروب الزراعة، و ما يحتاج إليه الزراع من أداة وجهد و فن، إلي غير ذلک مما نجده في هذه القصيدة من معارف زمن صاحبها. (15)
وفي الوقت نفسه نجد أن الهنود أيضاً عرفوا هذا الضرب من الشعر، و کان لهم ولع شديد بهذا الفن التعليمي، فراحوا ينظمون به جملة من المعارف و العلوم التطبيقية، مما دفع( البيروني ) إلي الشکوي من أنهم کانوا يعمدون إلي نظم قواعد الرياضيات و الفلک، لأن ذلک يخرجهم أحيانا عن ضبط القواعد و ما يستلزمه من دقة في التعبير لا تتسني في النظم. (16)

کما نری هذا اللون الشعري عند العرب حتی في العصر الجاهلي، مما يدل علی وجوده في الأدب العربي من قديم الزمان؛ فمن دقق في الأدب الجاهلي ليجد الأقسام المختلفة من الفن التعليمي في هذه الحقبة من الزمن؛ فبالنسبة للتاريخ و ذکر القرون الخالية و الأمم البائدة قد امتلأ الأدب العربي بشعر الشعراء في ذلک ، و قد کان ذلک أحد المنطلقات التی انطلق منها جماعة من الشعراء خصوصا أولئک الذين کانوا علی شئ من الثقافة الدينية و العلمية کأميه بن أبي الصلت، و عدي بن زيد و من ذلک قصيدة عدي في منشأ الخلق و قصة خلق آدم و حوا و إسکانهما الجنة و نهيهما عن أکل الشجرة و هبوطهما من الجنة حيث يقول:

قَضَــی لِسِــــتَّةِ أيَّــامٍ خَلِيــقَتَهُ
و کانَ آخرَهَا أَن صَــــوَّرَ الرَّجُــلا
دَعَــاهُ آدمَ صَـوتاً فَاستَجـــَابَ لَهُ
بِنَفـخَةِ الرُّوحِ فِي الجِسمِ الَّذِي جَبَــلا
ثُّمَــتَ أَورَثَـهُ الفِــردَوسَ يَعمُـرُهَا
وَ زَوجَـهُ صَنعَـةً مِن ضِلعِهِ جَعَــــلا لَم ينــهَهُ رَبُّهُ عَــن غَيـر وَاحــدَة
مِن شَجَـرٍ طَيِّـبٍ أَن شَمَّ أو أکَــــلَا
فَکانَت الحَيــَّةُ الرَّقشَــاءُ إذ خُلِـقَت
کمـا تَرَی نَاقَةً فِي الخَــلقِ أو جَمَــلا
فَعَـمدا لِلَّـتي عَــن أَکلِــهَا نُهـِيا
بِأمر حَــوَّاءَ لَم تَأخُـــذ لَـهُ الدَّغَــلَا
کِلاهُمـا خَــاطَ إذ بُــزَّا لَبــوسَهُما
مِن وَرَقِ التِّينِ ثَوبـاً لَم يــکن غُـــزلَا
فَلاطَهــَا الله إذ أغـــوَت خَليـــفَتَهُ
طُولَ اللَّيــالي وَ لَم يجــعَل لَها أَجَــلَا
تَمشِي عَلی بَطنِهَا فِي الـدَّهرِمَا عُمِرَت
وَ التُّربُ تَأکُــلُهُ حُــزناً و إنسَهُــلَ
فَاُتعبـا أبــوانا فـــي حَيَاتهـــمَا
وَ أوجَدَا الجُـوعَ وَ الأوصابَ وَالعِلَــلَا(17)

فإذا انتقلنا إلی لون آخر من الشعر التعليمي في الجاهلية و هو ذلک الذی أسموه " حقائق الفنون و العلوم و الصناعات"وجدنا له مثالا صارخا للشاعر الجاهلي " الأخنس بن شهاب "حيث يذکر في قصيدته سکنی قبائل نجد قبيلة، فهی من هذه الناحية تدخل في علم تقويم البلدان - أو ما يسمّی بالجغرافية - فمما جاء في هذه القصيدة قوله :

فَمَن يَـکُ أَمسَی في بِلادٍ مُقَامـةً
يُسَائِلُ أَطــلالاً بِها لا تُجــاوِبُ
فَلا بِنـَةِ حَطّانَ بنَ قَيسٍ مَنـازِلُ
کَما نَّمـقَ العُنـوانَ في الرِّقِّ کاتِبُ
لِکُـلِ أُناسٍ من مَعَـدٍّ عِمــارَةٌ
عَرُوضٌ إليها يَلجَــؤُونَ وَ جانِبُ
لُکيزٌ لَها البَحـران وَ السَّيفُ کُلُّـهُ
وَ إن يأتِهِم نَاسٌ مِنَ الهِنـدِ کـارِبُ
تَطايَرُ عَن أَعجازِ حُـوشٍ کَأنَّـها
جَهَامٌ أَراقَ مَاءَهُ فَهـُو َ آئِـبُ
وَ بَکـرٌ لَها ظَهرُ العِراقِ وَ إن تَشَأ
يَحُـل دُونَها مِنَ اليَمامَة حـاجِبُ
صَارَت تَمِيمٌ بَينَ قُفٍّ وَ رَمــلَةٍ
لَها مِن حِبالٍ مُنتـأیً وَ مَذاهِـبُ
وَ کََلبُ لَها خَبتٌ ، فَرَملَةُ عالِـجِ
إلی الحَـرَّةِ الرَّجـلَاءِ حَيثُ تُحَارِبُ
و غَسّانُ حَیٌّ عِـزُّهُم في سِـوَاهُمُ
يُجالِد عنهـــم ِمقنَــبٌ وَ کَتـائِبُ
وَ بَهراءُ حَیُّ قَد عَلِمـنا مَکــانَهُم
لَهم شَرَکٌ حَولَ الرُّصـافَةِ لاحِبُ
وَ غارَت إيـادٌ في السَّـوادِ وَ دونَها
بَرَازِيقُ عُجـمٍ تَبتَغي مَن تُضـارِبُ
و نَحنُ أُنـاسٌ لا حِجَازَ بِأرضِـنا
مَعَ الغَيثِ مَا نُلـَقی و مَن هُوَ غَالِبُ
تَرَی رائِـدَاتِ الخَيلِ حَولَ بُيـُوتِنا
کَمِعزَی الحِجازِ أَعجَـزَتها الزَّرَائِبُ(18)

فالقصيدة - کما تری - من الشعر التعليمي دون ريب ، ذلک لأن المقصود منها هو بيان مساکن هذه القبائل في جزيرة العرب و العراق و ما إليهما.

أما نوع آخر من الشعر التعليمي و هو الذی يتناول العقائد و الأخلاق فهو في الشعر الجاهلي أکثر من أن يحصی إلا أن الحکم و الأخلاق متناثرة في الشعر الجاهلي مأخوذة من بقايا تعاليم الأنبياء أو مستمدة من نضج عقلی و تجربة حياتية و هي علی العموم نظرات و انطباعات و تأمل في الحياة و الموت ، و محاولات لسنّ نظم خلقية ، و جاءت هذه الحکم عند الجاهليين حقائق مجردة وفق مثلهم العليا السائدة في عصرهم. و لا يجمع هذه الحکم نظرة شمولية إلی الکون و الحياة ، بل هي أشبه بالخواطر المتفرقة.يروی أن قس بن ساعدة قال و هو يری هذا الشوط القصير من حياة البشر و انتقالهم إلی مصيرهم المحتوم:

فِـي الذّاهــــبينَ الأَوَّلــيـ نَ مِنَ القُـرُونِ لَنا بَصــائِر
لَمّــا رَأيـــتُ مَــــوارِداً للمـوت ليـسَ لَها مَصـادِر
وَ رأيـــتُ قَومِـي نَحـوَها تمضي الأکـابِرُ وَ الأصـاغر
لا يَرجِــعُ المـاضِي إلــی یَّ وَ لا مِــنَ البَاقِـينَ غَـابِر
أيقَنــتُ أنِّــي لا محـــَا لـَةَ حَيثُ صَارَ القَومُ صـائِر (19)

و من أروع القصائد الحکمية في الجاهلية معلقة زهير بن أبي سلمی حيث تتناول القصيدة أغراضاً ثلاثة : المقدمة الغزلية و المدح و الحکمة و الآراء. فمن هذه الحکم :

سَئِمتُ تَکالِيفَ الحَيَاةِ ، وَ مَن يَعِـش
ثَمانينَ حَولاًـ لا أبا لَکَ ـ يَسأمِ
وَ أعلَمُ مَا في اليَومِ وَ الأمسِ قََبَــلهُ
وَلکِنَّنِي عَن عِلمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي
رَأيتُ المَنَايَا خَبطََ عَشوَاءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ ، وَ مَن تُخـطِئ يعَّمر فَيهرَمِ
وَ مَن لَم يُصَـانِع في أُمُورٍ کَثِــيرَةٍ
يُضَرَّس بِأنيَـابٍ وَ يُوطَأ بِمَنسِمِ
وَ مَن يَجعَل المَعرُوفَ مِن دُونِ عِرضِه
يَفِرهُ وَ مَن لا يَتَّـقِ الشَّتمَ يُشتَمِ(20)

و بالنسبة للعقائد لدينا قصائد کثيرة و منها قصيدة لأمية بن أبی الصلت حيث قال في حادثة الفيل ، و أن الدين الحق هو الحنيفية - بعد ذکر شئ من آيات الله في الکون و الحياة:

إنَّ آيـَاتِ رَبِّنـَـا بَاقِــيَاتُ مَـا يمُـَارِي فِيـهِنَّ إلا الکَفُـورُ
خَلَـقَ اللَّيـلَ وَ النَّهـَارَ فَکُـلٌّ مُستَبِــينٌ حِسَابُــهُ مَقـدُورُ
ثمَّ يجَـلُوا النَّـهَارَ رَبٌّ کَرِيـمٌ بمِـَـهَاةٍ شُعـَـاعُهَا مَنشُــورُ
 
حَبَـسَ الفِيـلَ بمَِغمَسٍ حَتّی ظَـلَّ يحَـبُوا کَـأنَّهُ مَعــقُورُ
حَولَـهُ مِن مُلُـوکِ کَندَةَ أَبطَا لُ مَـلاَوِيثُ في الحُرُوبِ صُقُورُ
خَلَّفُـوهُ ثمَّ ابذَعَــرُوا جمَِيعاً کُلُّــهُم عَظمٌ سَاقُـهُ مَکسُـور
کُلُّ دِينٍ يَومَ القِيامَةِ عِنـدَ الل لّهِ إلا دِيــنَ الحَـنِيفـَـة زُورُ(21)

5- التعليم بين النظم والنثر:

يرجع أرجحية النظم التعليمی علی النثر التعليمی إلی الأحوال النفسانية. الحصول علی المفاهيم المنظومة و تذکرها أسهل للإنسان بالنسبة إلی المفاهيم المنثورة. الإيقاع و القافية فی الکلام المنظوم يعجبان فطرة الإنسان الطيبة؛ و من الماضی البعيد حتی الآن يأتون بالموسيقی مع النظم للتهييج و للتأثير الأکثر فی الأذهان و الأفکار.

و لذلک التفت القدامي إلي أن الشعر بموسيقاه و إيقاعه ألطف و أوقع في النفس و أخف علي السمع و أسرع رسوخاً في الذاكرة بالنسبة إلي النثر فاختاروه كقالب بدلاً من النثر لصيانة ثقافتهم وآدابهم و جعلوا منها خزانة لعلومهم و معارفهم. قال الجاحظ:" فإن حفظ الشعر أهون علی النفس، و إذا حفظ کان أعلق و أثبت، و کان شاهداً، و إن احتيج إلی ضرب المثل کان مثلاً ". (22)

و من حيث الشکل تری أکثر ما قد أنشأه الشعراء بهذا الصدد في قالب الأراجيز، و الرجز بحر معروف من بحور الشعر، و تسمي قصائده الأراجيز، و واحدتها أرجوزة و يسمي قائله راجزاً و الرجز ديوان العرب في الجاهلية و الإسلام، و کتاب لسانهم، و خزانة أنسابهم و أحسابهم.

و کان الرجز و المزدوج منه في الغالب هو الشکل الذي اعتمدت عليه المنظومات التعليمية اعتماداً کلياً في القرن الثاني الذي راج فيه نظم العلوم و المعارف و يقول الأستاذ محمد صادق الرافعي بهذا الصدد:" و هم مجمعون علي استعمال هذا النمط من الرجز الذي يستقل فيه کل مصراعين بقافية، حتي لقبوه بحمار الشعر لسهولة الحمل عليه".(23)

و لقد توسلت المنظومات التعليمية في نظمها بالرجز أکثر من بين سائر بحور الشعر العربي لکونه يتسم بالمعطيات التالية:

  1. أسلس البحور و أيسرها للنظم
  2. قابلية عظيمة في الاتساع و التطويل و الشمول
  3. قدرة فائقة علی دقة التعبير في شتی العلوم و المعارف و الفنون
  4. بساطة إيقاعه جعلته أداة طيعة في التعبير
  5. إمکانيات أجزائه المتعددة جعلته يتحمل سائر أصناف القول
  6. حلاوة نغمه و خفة مزاجه في الترنم و الانشاد
  7. يحقق للموضوع سيرورة باعتباره وزنا شعبيا متداولا في الأوزان العامة
  8. يستحث الذاکرة علی التذکر و استحضار الاستشهاد بفکرة ما
  9. يمکن اعتباره أحد الوسائل الخاصة بتقوية الذاکرة(24)
  10. دور المنظومات التعليمية في التعليم:

المنظومات التعليمية التي نحن بصددها تهدف إلی تعليم الناس شؤون حياتهم الدنيوية و الأخروية بطريقة مؤثرة و سهلة إلا أن بعضهم خالفوه و عدّوه منهجا صعبا للتعلّم؛ فمنهم ابن خلدون حيث يقول في مقدمته إن کثيرا من المتأخرين ذهبوا إلي اختصار الطرق و الأنحاء في العلوم، يولعون بها، و يدونون منها برنامجاً مختصراً في کل علم، يشتمل علي حصر مسائله باختصار في الألفاظ، و صار ذلک مخلاً بالبلاغه، و عسراً علي الفهم، و ربما عمدوا إلي الکتب الأمهات المطولة في الفنون بالتفسير و البيان، فاختصروها تقريباً للحفظ، کما فعله ابن الحاجب في الفقه و أصول الفقه، و ابن المالک في العربية و الخونجي في المنطق و أمثالهم و هو فساد في التعليم و فيه إخلال بالتحصيل و ذلک لأن فيه تخليطاً علي المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه، و هو لم يستعد لقبولها بعد، و هو من سوء التعليم . . . ثم فيه مع ذلک شغل کبير علي المتعلم، بتتبع ألفاظ الإختصار العويصة الفهم بتزاحم المعاني عليها و صعوبة استخراج المسائل من بينها، لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلک صعبة عويصة، فينقطع في فهمها حظ صالح من الوقت .(25)

و لکن الناظر في هذا النظام من التصنيف، علي الرغم من کل ما قيل فيه من قدح يجد فيه:

  1. عمقاً علمياً يتجلي في کثرة المعلومات و تنوعها و ترتيبها ترتيباً محکماً.
  2. تکوين صورة مجملة للفن الذي نظمت فيه، يستطيع الطالب الإحاطه بها في زمن قليل.
  3. هذه المنظومات يحتاج الدارس لها إلي الصبر و الجد و الاجتهاد في فهمها و يکون هذا الجد و الاجتهاد ملکة لاتوجد لغير دارسها.
  4. إن الغمض التي عيبت به المنظومات ليس مما يعاب، بل هو في الحقيقة مدح لها لا قدح فيها، لأنه لايستوي من يحصل العلم بيسر و سهولة، و من يحصله بکد، و مشقة، و عناء؛ و أين مستوي هذا من ذاک؟ و بهذا يشرف قدر العالم و تفضل منزلته، و لو کان العلم کله بيناً لا يستوي في علمه جميع من سمعه، فيبطل التفاضل.
  5. الناظر في تراجم العلماء، و کيفية طلب العلم بالنسبه لهم، يدرک تماماً صحة هذه الطريقة.
  6. تيسير حفظ العلوم و سهولة تمثلها و استرجاعها.
  7. الحفاظ علي العلوم ذاتها و صونها من الخطأ و التحريف.
  8. التآلف بين دقة المعني و جمال التعبير و التقيد بضوابط النظم.
  9. الانسجام بين مجالي العلم و الأدب.
  10. تکوين خلفية موسوعية تؤهل القارئ منذ صغره لتلقي مختلف العلوم.
  11. تکثيف المعلومات و تلخيصها.
    و من هذه الخصائص و المميزات کان النظم التعليمي من أکثر سبل تلقي العلوم في مختلف الحضارات و الأمم.(26)

7- حصيلة البحث:

نستنتج من کل ما تقدم :

1- المنظومات التعليمية هي الأشعار التي يهدف إلی تعليم الناس شؤون حياتهم الدنيوية و الأخروية.

2- ينقسم المنظومات التعليمية أقسام ثلاثة: (1) أصول الأخلاق و العقائد.(2) السير و التاريخ.
(3) الحقائق و المعارف المتعلقة بالعلوم و الفنون و الصناعات.

3- رأينا أن آراء الأدباء فيما يتعلق بالقيمة الفنية للأشعار التعليمية مختلفة إلا أننا إذا أردنا أن نجمع بين آرائهم نستطيع أن نقول إن بعض ألوان الشعر التعليمي خارج عن صفة الشعر و هو القسم الذي أسموه "حقائق الفنون و العلوم و المعارف" علی حين لايکون الأمر کذلک-دائما- في الأقسام الأخری من الشعر التعليمي، خصوصا النوع الذي يتناول التاريخ و أحداثه، فقد يتحول عند الشاعر المبدع و الفنان البارع الموهوب إلی شعر قصصي آسر للقلوب. و أخيرا مهما قيل في القيمة الفنية للشعر التعليمي فليس من الحق أن نجرده من کل فضيلة؛ کما لانستطيع أن ننکر ما أداه الشعر التعليمي من حفظ کثير من التراث الديني و اللغوي و العلمي في الأمم المختلفة.

4- إن المنظومات التعليمية قد وجدت عند العرب منذ جاهليتهم بکل أقسامه التي عرفناها، و قد رأينا لذلک أمثلة عند الشعراء الجاهليين.

5- للمنظومات التعليمية خصائص و مميزات جعلتها من أکثر سبل تلقي العلوم بحيث التفت القدامی إلی أن هذا اللون الشعري بموسيقاه و إيقاعه ألطف و أوقع في النفس و أخف علی السمع و أسرع رسوخاً في الذاكرة بالنسبة إلی النثر فاختاروه كقالب بدلاً من النثر لصيانة ثقافتهم وآدابهم و جعلوا منها خزانة لعلومهم و معارفهم.

الحواشي

  1. عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج1، صص 44-45
  2. عبد العزيز عتيق، الأدب العربي في الأندلس، ص 329
  3. صالح آدم بيلو، حول الشعر التعليمي(1)، ص 1
  4. دراسات في الشعر العربي المعاصر، ص72
  5. المصدر نفسه، ص78
  6. أدباء العرب في الأعصر العباسية، ج2، ص31
  7. الأدب العربي في الأندلس، ص329
  8. إتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، ص367
  9. خسرو فرشيد ورد، درباره ادبيات و نقد ادبی، ج1، ص94
  10. عبد الحسين زرين کوب، نقد ادبی، ج2، ص477
  11. سيروس شميسا، انواع ادبی، ص270
  12. المصدر نفسه، ص269
  13. أحمد فوزي الهيب، الحرکة الشعرية زمن المماليک في حلب الشهباء، ص353
  14. أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج1، ص26
  15. إتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، ص355
  16. أحمد أمين، ضحي الاسلام، ج1ص246
  17. عمرو بن بحر الجاحظ، الحيوان، ج4، ص 198
  18. أبو العباس المفضل بن محمد الضبي، ديوان المفضليات، صص 414-418
  19. محمد علي آذرشب، الأدب العربي و تاريخه حتی نهاية العصر الأموي، ص 54
  20. أبو عبد الله الحسين بن أحمد الزوزني، شرح المعلقات السبع، صص 118-119
  21. محمد عبد المنعم خفاجي، دراسات في الأدب الجاهلي و الإسلامي، ص 210
  22. أبو عمرو بن الجاحظ، الحيوان، ج6، ص284
  23. محمد صادق الرافعي، تاريخ آداب العرب، ص152
  24. أرجوزة الفواکه الصيفية و الخريفية، صص73-74
  25. عبد الرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ترجمة محمد پروين گنابادی، ج2، تهران، مرکز انتشارات علمی و فرهنگی، 1362هـ.ش، ص1128
  26. عبد الله بنصر العلوي، أرجوزه الفواکه الصيفيه و الخريفيه لأبي الحسن علي بن ابراهيم
    الأندلسي المراکشي،صص71و72؛ لقمان بن أبي القاسم الخزرجي الأنصاري ،" ما هي المتون العلمية"، ص3

www.sahab.ws/6789/news/4153.htm

المراجع و المصادر:

  1. آذرشب، محمد علي ،الأدب العربي و تاريخه حتی نهاية العصر الأموي، الطبعة الخامسة،طهران، منظمة سمت،1382 هـ.ش
  2. إبن خلدون، عبد الرحمن؛ مقدمه ابن خلدون، ترجمه محمد پروين گنابادی، ج2، تهران، مرکز انتشارات علمی و فرهنگی، 1362هـ.ش.
  3. أمين، أحمد، ضحی الإسلام، ج1، الطبعة العاشرة ،بيروت، دارالکتاب العربي، بلا تاريخ
  4. أمين، أحمد، ظهر الإسلام، ج1، الطبعة الخامسة، بيروت، دارالکتاب العربي، بلا تاريخ
  5. الأندلسي المراکشي، أبو الحسن علي بن ابراهيم ، تحقيق و دراسه: عبد الله بنصر العلوي، الطبعة الأولی، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 1999م
  6. البستاني، بطرس، أدباء العرب في الأعصر العباسية، ج2، بيروت، دار الجيل، بلاتاريخ
  7. بيلو، صالح آدم ، 2002م، حول الشعر التعليمي(1)
    www.iu.edu.sa/magazine/52/20.doc
  8. الجاحظ، أبو عثمان عمروبن بحر، الحيوان، بحقيق و شرح عبد السلام محمد هارون ،ج 4و6 ، بيروت ، دار احياء التراث العربي ، 1969م
  9. الجواري، أحمد عبد الستار، الشعر في بغداد،الطبعة الثانية،المجمع العلمي العراقي،1991م
  10. خفاجي، محمد عبد المنعم، دراسات فی الأدب الجاهلي و الإسلامي، الطبعة الأولی، بيروت، دار الجيل، 1992م
  11. الخزرجي الأنصاري، لقمان بن أبي القاسم ، 2004م، « ما هي المتون العلمية؟ »
    www.sahab.ws/6789/news/4153.htm
  12. الرافعي، مصطفی صادق؛ تاريخ آداب العرب، ج3، الطبعة الخامسة، بيروت، دار الکتاب العربي،1999م.
  13. الزوزنی، أبو عبد الله الحسين بن أحمد، شرح المعلقات السبع ، بيروت ، دار الجيل ، بلا تاريخ .
  14. زرين کوب، عبد الحسين؛ نقد ادبی، ج2، چاپ چهارم، تهران، مؤسسه انتشارات امير کبير، 1369هـ.ش.
  15. شميسا، سيروس؛ انواع ادبي، چاپ نهم، تهران، انتشارات فردوس،1381هـ.ش.
  16. الضبي، أبو العباس المفضل بن محمد، ديوان المفضليات، تحقيق:کارلوس يعقوب لايل، بيروت، مطبعة اليسوعيين، بلا تاريخ
  17. ضيف، شوقي، دراسات في الشعر العربي المعاصر، الطبعة الخامسة، القاهرة، دار المعارف، بلاتاريخ
  18. عتيق، عبد العزيز ، الأدب العربي في الأندلس ، الطبعة الثانية ، بيروت ، دار النهضة العربية ، 1976م
  19. فرشيد ورد، خسرو؛ درباره ادبيات و نقد ادبي، ج1، چاپ اول، تهران،مؤسسه انتشارات امير کبير، 1363هـ.ش.
  20. فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي،ج 1و2،الطبعة الخامسة،بيروت،دار العلم للملايين،1984م
  21. هدّارة، محمد مصطفی، إتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري،الطبعة الثانية،القاهرة،دارالمعارف،بلا تاريخ
  22. الهيب، أحمد فوزي ،الحرکة الشعرية زمن المماليک في الحلب الشهباء،الطبعة الأولی،بيروت، موسسة الرسالة،1986م

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى