الخميس ٦ أيار (مايو) ٢٠١٠

ارجـع إلـيهـا

زينب عودة ومنال الكندي

(لأنها صادقة بالسليقة.. لا تتنكَّرُ لنفسِها أو تخدعُها، تعترف في العلن أنَّهُ أعجَبَها فأحَبّتهُ. من كان يمثلُ في وجدانها وعداً أطيبُ مِنْ سِحْرِ الصبا وأروعُ من أحلام العذارى. طالما علَّلتْ نفسَها وانتظرته، فأسفرَ طولُ الانتظار عن جنةٍ ضائعة و"أضغاثِ" أحلام تحققت، مصحوبة بالخيبة محفوفة بالمرارة والجروح).

أحبك كلمة لم أعد أعرف لها معنى من مجموع كلماتك التي تعبر بها بلسانك لا بقلبك، ولا أعلم هل يمكن الإحساس بها والتفاعل معها في زمن فقد المعاني والمشاعر وصارت لغته أرقاماً ومصطلحات تحكمُها المادة والمنافع، عندما صرحت عنها بقولك أنك تعيش لأول مرة هذا الحب فأنتِ أول الحب وأخره، تذوقت معك تلك المشاعر الناضجة، الواضحة. تعيش بقلبك معي وبجسدك معها، وعقلك مشتت بين هنا وهناك وعالم يضايقك بمادياته. سألتك تحبها، ترددت، قلت لا أحبها ولم يكن بيننا أي حب، قلت لك عشت معها سنوات عمرك، فما هي تلك السنوات، ضحكت عاليا معبرا بها عن استغرابك لسؤالي، لتقول لي بأنها سنوات مودة ورحمه ولا تستطيع فراقها. أجبتك وما الحياة بين الرجل والمرأة غير مودة ورحمه؟ الست معي بأن أفكارك تناقض أقوالك وأقوالك تناقض أفعالك. أعلم أنك إنسان يشكل مجموع تناقضات لكن عشقك لتعيش بوجهين وقلبين هو المستغرب.

تطلب مني نسيانها وقد أمست جزءً من حياتنا، بل أقصد سأكون أنا جزء من حياتها أو ضيفة جديدة في حياتها.

أنت، هي، أنا معادلة يشوبها الكثير من التعقيدات، التساؤلات والمعاملات والمشاعر المتداخلة لا تفضي إلى شي سوى إرضاء غرورك. أوقفتني لتشرح لي بأنه ليس غرور ولكن ،لحاجتك إلى الحب، أو إذناً حلله لك الشرع، حقك في الحياة، لكن لا تستطيع تتويجه شرعا إلا سرا محافظة تارة على مشاعرها، وتارة لأن رؤيتك علاقتنا غلطة محرمة لابد أن تصحح حتى بالسر. تقول وتشرح أنه حق شرعي رسالته عظيمة في إرساء العدل وامتحان الإنسان على قدرته على العدل، أين العدل بعلاقتك معها مودة و رحمه ومعي حب، أم هي فلسفة أخرى تحتاج لشرحها لي وإقناعي بأن لي فيك الكثير وما بيني وبينك لا يتعدى الشهور عند أول ارتطامها بصخرة ستعود موجتك أدراجها لاحتضانها معتذراً بأن سنوات عمرك معها أكثر وأبقى، وأظل وحيدة حائرة بين كلماتك وحبك ومشاعرك وفلسفتك التي أقنعتني بها.

بماذا أجيبك لأوضح أن مودتك ورحمتك لها هي الحب الحقيقي، وحبك لي هو الوهم بل السراب، فارجع بموجتك إليها قبل أن تطيح بقلعتي الرملية وتعبث فيها فرغم أنها مصنوعة من الرمل لكنها متماسكة بوحدتها لا تتحمل أمواجك..

آه من حبك، ذلك الحب الغريب الصافي الذي بين بريق عيناك يتناثر وأنت تعتذر عن مواقف لست أنت السبب فيها،كنت ترسي حولي رغم رجولتك الطاغية مواقفا وأفعالا، نظراتك تغمرني حباً وعنفواناً رغم اعترافك الاقتران بأخرى وتشكيل أسرة في الخفاء وراء الحقيقة المؤلمة كان لقاؤنا الأول صدفة والثاني صدفة الحياة، ليست كبساط حريري تدور أحداثها واحدة تلو الأُخرى ربما تتزوج وبعدها تكتشف حبك لها وتقف عاجزا ناظرا أين الحب، الأسرة، الحياة، يموت الحب بين أضلعه خوفا من اندثار بيت يؤثر عليه انضمام ضيف جديد.

أتذكر أنك وعدتني أن تمسح دموعي وتمحي ألامي، وتكون السند عبر سنوات الحياة، فرحت بكلماتك صالحتني مع دنياي وفتحت نوافذي لتدخل نسمات الزمن الجميل وأتحت للفراشات تطير بحرية حولنا لأعبر لك وبين يديك بأني فراشة نشرت أجنحتها لتظهر ألوانها وتبهج من حولها. لكن كلماتك لم تكن سوى كلمات تنتهي بانتهاء اللقاء والقصة. ولم هذا الضياع، تقرر أنت كما تشاء مفهوما لمشاعرك وتخفى في نفسك حقيقة دفينة، تجاهلت لوقت طويل أنى امرأة، خيط رفيع يتجاوز وصفه بالكلمات يربط ذكرياتي معك وإحساساتي بها. أحببتك مبصرة، مستيقظة، مفكرة لأن الحب في الجهل يضر المحب والحب في اليقظة لا يتلبسه المديح والحب في الفكر لا يتوهم الهزل. إن حبي عذب بسيط لا يتغير ولا يتحول ولا يطلب لنفسه شيئا. تمنيت أن يعانق حبنا الحكمة فيقلبه إلى فضيلة ،أردت حبنا في النور مهما أظهر النور من العيوب .

آه، كم كان قاسياً على أن أبقى معلقة هكذا بين مد وجزر، وتناغم يحلق في السماء بحب تارة ومودة تارة أخرى، وما أقسى أن تتحطم أمالي وكبريائي عند مفردات مشاعرك، وان تبعثر تناقضاتك صفحات وجداني صفحة تلو الأخرى بل حرفا تلو الآخر، نعم قاسيت وانتابني صمت غريب ، نعم حولت أيامي ليلاً طويلاً بعد أن كانت ابتساماتي تلوح في الأفق، باتت آلامي دامغة في أدق تفاصيل حياتي، نعم بكيت كلما حاولت أفسر مفردات مشاعرك بيني وبينها، صرخت من ظلمك من قسوتك، لن أتفاجأ حين تصبح ملكا لها ولن أدون فشلي ولن ولن ..فقد عشت معك كل الغرابة وفنون اليأس والعزاء للنفس، ولكن يبقى القرار لي، اعلم أنه كي تجعل لحياتك قيمة عليك أن تضحى.أنا املك أمتلك القرار لا أنت ، لا أريد ظلمها أو ظُلم نفسي، ولا أتوقع منها أن تحتويني أو أحتويها. إنها النفس البشرية وضعفها. والعدل ليس مطلوباً منك وحدك بل هو مطلوب أن نقيمه جميعا ونتعاون في إرسائه بين جنبات حياتنا لنحافظ على المملكة التي تحب أن تبنيها. لا تغضب من كلماتي، فأنا قد أكون مثلك أبحث عن الحب والمودة والعدل ولكن بوجهة نظر أخرى، ليس المطلوب منك موافقتها أو التصفيق لها بل تفهمها و احترامها. أحيانا صوت العقل يكون أقوى من القلب عندما تتعلق الحياة بالمصير وإقامة العدل وتفهم الأخر. وتسكت المشاعر راضية أو مرغمة مضحية بسنوات الحب لتحافظ عليك وعلى مملكتك.

أتفهم كل ما لديك وأقف حائرة وسط الطريق تختلط بي مشاعر الحب والألم وتساورني شكوك ولا أعلم هل من حقي أن أكمله معكما أو أرجع وحيدة بدونكما.

وعش كما شئت معها وفسر للعالم أجمع ما لون مشاعرك وما طعم الحياة،... عبثا وقتك معي، فما أجمل البعد حين تقترب مسافة السفر، تعلمت منك أن ألملم دوما أشيائي المبعثرة لأكون أو لا أكون وها أنا أقول لك أنا امتلك القرار، وعلق آمالك على امرأة أخرى وأخرى وربما مائة امرأة وستظل راغبا وتحت شعار الحب والود ستقول هل من مزيد.

ليس وداعا ولكن حلما قد يعود أو لا يعود فهو حلم نسجته كلماتنا ومشاعرنا الصادقة في منامنا ويقظتنا وجعلته حقيقة ووهم .. وكأنك تقول لي وهم لك وحقيقة لي أعيشها وأتمتع بها ووهم تعيشين به لإيمانك بأنه لن يتحقق لحقيقة أعلمها عن نفسي بأني لن أبني سعادتي على أنقاض سعادتها، ولن أجعلك تعلق عيوبكما على شماعتها والنصيب ولن أكون محطة تستريح إليها مشاعرك المتباهية والمتعذرة، فأنا لا أستجدي حبا ولكن أحاول أن أحافظ على عدل المشاعر في زمن الضياع .

زينب عودة ومنال الكندي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى