الجمعة ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
بقلم حاتم عبد الهادى السيد

الموروث الشعبى الفلسطينى بين الأصالة والمعاصرة

(البكرجِ اللى انتصب رنت فناجينه)

"مثل فلسطينى"

يحكون فى بلادنا، يحكون فى شجن
عن صاحبى الذى مضى وعاد فى كفن
كان اسمه، لا تذكروا اسمه
خلوه فى قلوبنا، لا تدعوا الكلمة
تضيع فى الهواء كالرماد
خلوه جرحاً زاعقا لا يعرف الضماد
طريقه إليه.

"محمود درويش"

ربما كان من الأجدر بنا ونحن نتباحث فى الموروث الشعبى الفلسطينى أن نبدأ بأبيات من قصيدة "وعاد فى كفن" للشاعر الفلسطينى "محمود درويش" حتى يمكن لنا أن نوصل الماضى بالحاضر ونستشرف لآفاق المستقبل للأمة الفلسطينية المناضلة.

وإذا كان الاحتلال الإسرائيلى الآن يحاول طمس الهوية والتراث الخالد للشعب الفلسطينى وذلك بمحاولاته الخبيثة لضم "جبل داود" ضمن التراث اليهودى فى خريطة الأمم المتحدة فإننا لذلك ندرك مدى أهمية البحث فى الموروث الشعبى لدولة فلسطين المحتلة، وذلك فى محاولة منا لإظهار الهوية للفلسطينيين، ولإظهار تراث قيم تزور حالياً من أجل تثبيت دعائم الصهيونية العالمية.

وأزعم أن البحث فى الموروث الفلسطينى لابد وان يتناول قضية الأصالة والمعاصرة كنتاج حتمى تقضيه الضرورة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للحالة التى أصبحت عليها الدولة لفلسطينية الآن.

فقد ذكر أصحاب فهارس المدن (ومعادن البلدان) بعض الأساطير والآثار الخاصة بالمدن الفلسطينية ففى (الفهرست.. الخريطة التاريخية للممالك الإسلامية) أورد المؤلف أن "الرملة" موجود بها الجامع الأبيض، ومدفون داخله ثلاثمائة من الأنبياء والصديقين، كما أن مدينة (طبرية) يوجد بها قبر النبى شعيب وقبر ابنته زوج الكليم موسى، وقبر ينسب إلى نبى الله سليمان بن داود عليهما السلام بجامعها المعروف "جامع الأنبياء" ويقال أن فى القرب منها جب يوسف كما أن "عسقلان" يوجد بظاهرها وادى النمل.!

أما مدينة (يافا) وكما يورد "فؤاد إبراهيم عباس" [1] ـ فيقال أن الذى أسسها هو يافث بن نوح، ولكن المرجح أن اسمها " فينيقيا ومعناه (الجميلة)" ويقال أنها أسست قبل الطوفانGarroting: The Story of Jericho, London 1940.

ولما غزا بنوا إسرائيل فلسطين سنة 1400 ق. م بقيت يافا تقاومهم ولم يأخذوها عنوة إلا بعد أن ضعف سلطان الفراعنة، وتقاسم بنوا إسرائيل البلاد، وقيل أن "عشتروت" الإلهة عبدت فى يافا وكانت على شكل امرأة نصفها الأسفل من السمك، واعتبرت أنها راعية للصيادين كما كان يجاور معبدها بركة مقدسة فى يافا تحفظ بها الأسماك.

ويرى (تولكوفسكى) صاحب كتاب تاريخ يافا:
S. Toikowsky: The Gateway of Palestine. A History of Jaffa London 1942

أن البضة (موقع ينخفض فى شمال شرقى يافا تتجمع فيه الأمطار) وهو موقع تلك البركة المقدسة، كما أننا نجد أثراً من عبادة الإله داجون Dagon فى اسم قرية "بيت دجم" المجاورة لمدينة يافا.

كما يورد لنا فؤاد إبراهيم عباس فى كتابه "العادات والتقاليد فى الموروث الشعبى الفلسطينى" بعضاً مما أورده القاضى مجير الدين الحنبلى فى كتابه "الأنس الجليل بتاريخ القدس والجليل" بعضاً من الأساطير الفلسطينية وأغلبها عن بيت المقدس ومقدساتها، ومن ذلك أن سفينة نوح عليه السلام طافت بالبيت الحرام الذى بمكة المكرمة أسبوعاً كاملاً كما طافت ببيت المقدس أسبوعاً كاملاً قبل أن تستوى على الجودى فى مدينة الموصل بالعراق، كما يضيف بأن السفينة لما بلغت بيت المقدس نطقت بإذن الله وقالت: "يا نوح هذا بيت المقدس الذى يسكنه الأنبياء من أبنائك"، كما نقل صاحب "الأنس الجليل" بأنه يوجد عند باب التوبة طلسماً مكتوباً على لوح فى حائط مسجد القدس فلا تقرب الأفاعى والحيات من ذلك المكان لوجود الطلسم وإذا وجدت حية فمن المؤكد أنها غير سامة، ويقال: أن الرخ وهو الطير الأسطورى كان قد خلق من وادٍ من أودية بيت المقدس حتى سلط الله عليه طيوراً جارحة كثيرة فأبادته هو ونسله.

ومعلوم أن فلسطين تشتهر بالزراعة، ولعل أول ثورة زراعية ابتدأت فى مدينة أريحا فى الألف السادس قبل الميلاد ـ كما يقول ج برونوفسكى [2]: تلك المدينة الفلسطينية التى تحكى قصة الاستقرار البشرى منذ العصر النيوليش Neolithictimes (8: 5) آلاف سنة قبل الميلاد) وهى مرحلة الانتقال الثقافى فى عصر الجمع والالتقاط والصيد إلى مرحلة الاستقرار وإنتاج المزروعات الغذائية وصناعة الطعام.

ومما يورده لنا "سليم عرفات المبيض" [3] فى كتابه "الحصيدة فى التراث الشعبى الفلسطينى": أن عالم الآثار الأمريكى روبرت براد وود " قد أورد بأن سكان أريحا زرعوا الحبوب ودجنوا الحيوانات، كما تغزل بها الوزير الفرعونى "سنوهى" فى قصته الشهيرة عندما قدم للبلاد فى القرن العشرين قبل الميلاد 1961 ق. م يقول: كان فيها الشعير والقمح وماشية من جميع الأنواع ولا يحصرها العد [4].

ولعل الهدف من اورادنا مثل هذه المقتطفات أن ندلل على أصالة فلسطين كأرض ملك للفلسطينين، وليست أرضاً للمعاد كما يذكر أصحاب برتوكولات حكماء صهيون، وعلى رأسهم تيودور هرتزل، ولقد انتشرت الأغانى الشعبية التى تعبر عن الطموحات السياسية وتفصح عن الأحوال الاقتصادية التى مارسها البريطانيون بالأظافر الصهيونية، ومنذ أن سافر الحاج/ أمين الحسينى ـ رحمه الله ـ رئيس المجلس الإسلامى الأعلى بفلسطين وقائد كفاحها ومفتى ديارها المقدسة، حيث سافر إلى برلين سنة 1941 ليقابل "هتلر" لمطالبته بمنع تدفق هجرة اليهود الألمان لفلسطين، وفى هذا المقام أنشد الشاعر أمين الخلاص قصيدته الشعبية الشهيرة، ذاكراً الرحلة ومندداً بالممارسات الصهيونية لليهود والألمان يقول [5]:

بابورى رايح وبابورى جاى = = = = وأنا اللى قاعد وحدى حزين
بابورى رايح على برلين = = = = = جايب لى هدية من الحاج أمين
الله يجيبه على فلسطين = = = = = وإحنـــــــا منه ممنونين
يا حاج أمين شوف ها الحالة == = = = من بعد القمح أكلنا نخالـة
تعالى وهدى ها الحالة = = = = = وإحنـا منك ممنونيــــــن
يا حاج أمين شوف ها العيشة = = = مــن بعد القمح أكلنا جريشـة
تعالى وهدى هـــا العيشة = = = = = وإحنـا منـــك ممنونين

وانطلقت الأمثال الشعبية رافضة جباية الضرائب على الأراضى، بل ودعى الفلاحون إلى الإضراب عن زراعة القمح ومن الأمثلة الفلسطينية التى قيلت فى ذلك: [6]

= "زوان بلدنا ولا قمح الصليبى أو "الغريب".

= "شعيرنا ولا قمح غيرنا".

فهم يفضلون مرارة "الزوان" على قمح الغرباء وذلك فى محاولة منهم لرفض الإمبريالية البريطانية المتعسفة والمؤيدة لاستلاب الصهيونى للأرض، وما صاحبها من وعد بلفور، ثم الانتداب البريطانى فكان التحدى الشعبى للفلاحين: فانطلقت الأمثلة الشعبية لتندد بالضرائب ومنها:

= "ضريبة ما يتدفع مال ويركو ما عليك".

وهذا المثل يقال لتشجيع كل فرد يرفض دفع الضرائب، و (مال الويركو) ضريبة عثمانية فرضت عام 1886م على أصحاب الأملاك فى فلسطين، فقد دأبت الحكومة البريطانية على استيراد الدقيق الأبيض وطرحه فى أسواق فلسطين لضرب الإنتاج المحلى وكان الشعب مستيقظاً فرفض مثل هذه الممارسات ورفض الزراعة فى مشرق بئر السبع بحجة وجود "المشاش" ـ الأرض المالحة ـ وذلك لأن جباة الأعشار ـ الضرائب ـ كانوا يأخذون باقى المحصول فقال شاعرهم:

الحمد لله وراية الله علينا شـــاش = اللى حكم بالعدل مع زارعيين لمشاش
رفرف عليها الزرعى وطار وشاش = نقاه عفير ما خلا ولا حبة تطلــــع
وريحة رواحهم من الكبد كمان تطلع = حسبم للمعدود لقوا عليهم زيادة تطلـع

ومن عادات أهل فلسطين أنهم كانوا ينصرون إخوانهم فى القرى المجاورة وتسمى تلك العـادة "الفزعة الجماعية" [7] حتى يشاركونهم فى النضال الجماعى ضد العصابات الصهيونية والمغيرين، كما كانوا يشتركون فى بناء المنازل ومن أهازيجهم فى هذا الاحتفال:

يا دار لا تخافيــش = = = = = واحنـا حماتك وسورك
بالدم الأحمر لنحميك = = = = = مـن كل وبش يزورك

وإذا كنا قد أشرنا بداية بأنه من المفيد أن ندرس الموروث الشعبى الفلسطينى فى صورة معاصرة فإننا ولابد أن نعرج على بعض الأناشيد القومية التى تدعو إلى المطالبة بالاستقلال وبناء الدولة العربية الإسلامية والدعوة لاستقلال الأمة العربية ووحدتها ومن هذه الأناشيد الوطنية التى كان يرددها أبناء الشعب فى فلسطين وكما يوردها فؤاد إبراهيم عباس قول شاعرهم:

شبوا على الخصم اللدود = = = = = إلى متى أنـتم نيـــام
قوموا إلى الموت الزؤام = = = = = وامشوا له مشى الأسود

وقولهم:

نحن خواضو غمار الموت كشافو المحن
نبذل الأرواح نفديهــا لإحيـاء الوطـن
هل سوى الأرواح للأوطان فى الدنيا ثمن

وقولهم:

يا ليوث الوغى = = = = = خصمنا قد طغى
فلنمت كلنــا = = = = = فى سبيل الوطـن

وقولهم:

بلاد العرب أوطــانى = = = = = من الشام لبغـداد
ومن نجد إلى يمـــن = = = = = إلى مصر فتطـــــوان
فلا أحــــد يفرقنـا = = = = = لنا ديـن يوحدنا
لسان الضاد يجمعنا = = = = = بقحطـان وعدنـــان

وبدو فلسطين يحيون حياة تكاد تنسق وحياة البدو فى شبه الجزيرة العربية، وبادية سيناء، فهم يلبسون العقال والعباءة والكوفية، ويلبسون الثياب المصنوعة من صوف وبر الجمال والماعز، كما تلبس النساء الثوب البدوى المحلى المصنوع من أنواع النسيج المحلى، كما يلبسون غطاءاً للرأس ( المنديل أبو سفريته ) والشرشف شتاء.

كما يسكنون الخيام وبيوت الشعر ويسهرون بالليل للتسامر ويرقصون الدبكة ويعملون بالزراعة، ويأكلون من عرق أيديهم ومن أشهر أكلاتهم الفتة والمجدرة والبصارة والشواطى والعجة وغيرها، ويشربون اللبن (الرايب)، ويذبحون الشياه والخراف كما يغرمون بأكل الحلوى، ويصفون المربى ويشربون العصائر.

وتشتهر المرأة الفلسطينية بالجمال، وتتحلى بالثياب الزاهية، ولقد استغل اليهود جمال اللبس الفلسطينى فسرقوا صناعته وادعوا أنه من إسرائيل.

كما يتداوون بالأعشاب البرية، وبالكى ولقد ظهر منهم أطباء شعبيون متخصصون فى جميع الأمراض الجسمية والعصبية والنفسية.

ولقد ظهر أيضاً فى فلسطين تصوف ومتصوفون وشعراء ومن أشهر المتصوفة "رابعة العدوية" التى ابتدعت الحب الإلهى فى مذهب التصوف الإسلامى، ولقاءها مع "ذى النون المصرى" ذكره السراج القارى فى كتابه "مصارع العشاق" ونقله عن الزبيرى فى كتابه "إتحاف السادة المتقين"

كما يتبرك الفلسطينيون بالأولياء والشيوخ المبروكين ويحب الرجل الفلسطينى كثرة الإنجاب، ولعل الدافع إلى ذلك سياسى فى المقام الأول وهدفه إكثار عدد الذرية لإعمار الأرض، وجلب المنفعة للوالدين، والذود عن الأوطان، لذا حاربت الصهيونية العالمية ظاهرة الإنجاب فى فلسطين، وسعت إلى الحد من الإنجاب بكافة الطرق، وما الانتفاضة الفلسطينية وسقوط الشهداء الفلسطينيين من الأطفال إلا دليلاً دامغاً على الوطنية الساعية لعودة الأرض السلبية لتحقيق الأمن والأمن، وليعلو السلام أشجار الزيتون، ومن المعلوم أن شجرة الزيتون يحترمها الفلسطينيون ويسمونها "شجرة النور" فيصفون العريس ليلة زفافه بالزيتونة المضيئة وفى هذا قال شاعرهم:

عريسنا ها الزيتونة = = = = = والزيت ينقط منه
وعريسنـــــا واحـد = = = = = يـارب كتــر منه

ولعل كثرة المزارع والبيارات فى فلسطين قد أدت إلى دوام عمر الانتفاضة، وتنبه اليهود لذلك فسعوا إلى قلع أشجار الزيتون والبرتقال والليمون والسيطرة على المياه لإخضاع الأهالى لهم، ولقد أحدثوا بذلك كارثة سيكولوجية واجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية، مما حدا بالفلسطينيين لنفض الكبت عن كاهلهم والغضب العام، فكان زاد الانتفاضة زاداً ثقافياً وتراثياً تربى على كره اليهود وأفعالهم المكارثية عبر العصور الظلامية التى مرت وتمر بها فلسطين إلى الآن.

وبعد: فالدارس للموروث الشعبى الفلسطينى لابد وأن يتكىء على معين التراث القديم لفلسطين ويربطه بالصورة الحالية لحياة شعبه، فلا ينفصل الحاضر عن الماضى، ولا مستقبل بدون الاعتبار من المآسى السابقة، فلا يعقل أن ننسى الصراع الحضارى بين اليهود والعرب على مر الأجيال وما فلسطين إلا البؤرة التى قد تغلغل داخل أوصالها الخبثاء، فأصبحوا كسرطان ينهش فى الجسد، بينما كل يوم تجدد الشرايين الدماء بالشهداء، عسى أن يأتى يوم لتنتصر الإرادة ويخرج الغرباء مندحرين من كل الأراضى العربية المحتلة فى لبنان وسوريا مثلما خرجوا قبلاً من سيناء المصرية وطابا، وهم وان انتشروا الآن على منابت النيل فى أفريقيا "يهود الفلاشا" فإنما ليحققوا حلماً واهياً لامتداد حضارة زائفة لهم، ومصطنعة، تمتد حدودها من الفرات إلى النيل، لذا كان البحث فى الموروث الفلسطينى ضرورة تقتضيها اللحظة الراهنة لتدلل أن عرب فلسطين أبناء الأرض الأصلاء، هم الأحق بأرضهم وخيراتها، فلا دراسة لموروث حضارى قديم دون ربطه بمعاصرة آنية، خاصة وأن الصراع العربى الإسرائيلى قائم وقديم فلا حديث عن موروث ثقافى دون التعرض للأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية المتمثلة فى الموروث الشعبى حتى يمكن لنا أن نقف على لحمة الحقيقة، وكبد الأشياء، وعظمة الأجداد الذين خلفوا تراثاً وطنياً وثقافة ضاربة فى الأصالة وتستشرف لحداثة آتية.

ذلك كان هدف أساسيا فى دراسة الموروث الشعبى لعرب فلسطين العظماء.

المراجع الأجنبية :
 Garroting: The Story of Jericho, London 1940.
 S. Toikowsky: The Gateway of Palestine. A History of Jaffa, London 1942.


[1فؤاد إبراهيم عباس، العادات والتقاليد فى الموروث الشعبى الفلسطينى، مؤسسة العروبة للنشر 1989م.

[2ح. برونوفسكى، ارتقاء الحضارة، ترجمة د. موفق شخاشيرو، عالم المعرفة 1981م.

[3سليم عرفات المبيض، الحصيدة فى التراث الشعبى الفلسطينى، الهيئة المصرية للكتاب 1990م

[4د. أحمد فخرى، دراسات فى تاريخ الشرق القديم، الأنجلو المصرية، 1984م.

[5على الخليلى، أغانى العمل والعمال بفلسطين، منشورات صلاح الدين، القدس، وانظر فى هذا سليم عرفات، مرجع سابق، 158 : 159.

[6على الخليلى، أغانى العمل والعمال بفلسطين، منشورات صلاح الدين، القدس، وانظر فى هذا سليم عرفات، مرجع سابق، 158 : 159.

[7فؤاد إبراهيم عباس، مرجع سابق 51 : 75.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى