الخميس ٦ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم
أغنية للهواء
سماء وأرض تدور وبين المسافات يحيا الهواء وتحيا به الكائناتولا فرق بين فراش يرف على الغصن أو أفعوان تحفزولا فرق بين ثري يباهى وبين شقي تعيس تطوقه الحسراتولا بين أفق مع الليل بالنجم يبدو مطرزوبين صباح يظل يطل على الناس ضيفا أليفا وإن شاء ضيفا ثقيلايطل فيخدعهم حين يقنعهم بالمسير إلى كل غايةويحيا الهواء ليهجرهم – فجأة –في النهايةويأتي سواهم فيصحبهم في خطاهم جريئا جليلا جمبلاسماء وأرض .. وهذا الهواء الذي يستخف بنا أجمعينهو الكائن الشاعريّ .. هو الولد الفوضويّ .. هو الراهبُهو النبض فيما يبين انسجاما .. غراما .. طموحا .. وما لا يبينهو الراقص المستخف .. هو الغاضبُهو الريح تبكى وتصرخ حينا.. وحينا هو النسمة الرائقةهو الخصلات تطيش مرارا على وجه مجنونة عاشقةوحين أسير أراه معي .. في جواري .. وحوليأراه يهيئني للجسارة .. يسكرني بنبيذ المحبةفأهمس : أهلا أيا خير صحبةأحسك طيفا لطيف الملامح يؤنسني في صباحي وليليوأسمع غيري يقولون همسا ودون اتفاق وهم سائرونليحيا الهواء المهيب الذي يمنح الروح في البحر للأشرعةليحيا الهواء الذي لا يهونهو المستبد .. ولكننا نستطيب جنون الحياة معهوإذ أستحث خطاي اشتياقا لأرض بعيدةنقشت ملامحها في خيالي المعذب منذ اغتربت وضعتأراه يطل ويدنو ليفتح صدري بإشراق روح جديدةيقول : تقدم.. ولا دخل لي بالطريق فهذا طريقك أنتولكنني سأظل معكولن أخدعكفأنت المبشر بالنشوة الغضة المطلقةوحينئذ .. سأكون معكوأنت المهدد بالمشنقةوحينئذ .. لن أكون معك.. وسار الهواء المحب المغامر ، سار على الماء ثم استداركمن سار قبلا على الماء .. ساروطار لأعلى سماء ليقطف أحلى ثماروعاد يغني وعيناه ملؤهما نشوة وانتصاروحين رأيت الذي قد رأيتذهلت .. ارتعشتتذكرت أن الطريق طويل وأن الهواء معي في الطريقفقلت بفرحة طفل وحكمة نهر عتيقليحيا الهواء على الأرض حرا .. ليحيا الهواءليحيا الهواء الطروب يدندن للعاشقين بغير انتهاء