الأربعاء ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم نوزاد جعدان جعدان

أمنية المتمرد

إلى أملٍ أشدُّ وثاقَ أيّامي
فيسكنني هشاشةُ عالمٍ نائي
أطوفُ الدربَ مرسالاً إلى الفرحِ
حماماً أبيضاً صافي
يفاجئني غرابٌ أسودٌ قاني
وجدتُ الحبَّ مخيلةً وفي الكتبِ
محاها واقعٌ جافي
حبيبٌ ساكنٌ قلبي
ولا يدري
شتات أصبحتْ حالي
رسمتُ الليلَ عذراءً بلا حلمِ
فأسكرني وميضُ الوجدِ والألمِ
قرأتُ رسالةَ البطلِ
فردّتني أكاذيبُ الرواياتِ
حضنتُ الحزنَ امرأةً
فأهدتْني مواليداً من الآلامِ والمحنِ
ركضتُ أغلقُ البابَ
لوحدي أشدو أغنيتي
فأيقظني خيالٌ قابعٌ ظلّي
وما حققتُ أمنيتي
2
فأمنيتي عبورُ الجسرِ من متنِ
ولكنّي
أحبُّ تجاوزَ النهرِ أنا أسبحْ
وحتّى لو سقاني البل والغرقُ
ولكنّي تجاوزتُ قيوداً تجرحُ المعصمْ
وما حققتُ أمنيتي
3
فزرتُ قريتي الحلوةْ
صباحَ اليأسِ والوهمِ
رأيتُ مزارعاً فرحا
حسدتُ حياتهُ الغبطةْ
فلا يحملْ
سوى ألحانَ همِّ الحرثِ والزرعِ
وعدتُ إلى مساءٍ مِنْ مصابيحِ الخيالاتِ:
جلسْنا تحتَ صفصافةْ
تدلّهنا
أنا والبنتُ فلاحةْ
أكلنا الزادَ والراحةْ
وحدّقنا بما أنستهُ عينانا
رأينا حُسنَ دنيانا
وما آلتْ لها الحالةْ
تزوجّنا
أقمْنا العرسَ في الساحةْ
بصوتِ الطبلِ والمزمارِ والدبكةْ
فأيقظني ضبابٌ ضائعٌ مثلي
وما حققتُ أمنيتي
كأنَّ الحلمَ كالعمرِ
رهينُ دقّةٍ ومضةْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى