الخميس ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠١٠

الدورة العاشرة لمهرجان عبيدات الرما

مصطفى الصوفي

تعتبر الدورة العاشرة لمهرجان عبيدات الرما، التي تنطلق يوم الجمعة 23 يوليوز الجاري، بمدينة خريبكة المغربية وعلى مدى ثلاثة أيام، إحدى الدورات الزاهية، في عمر مهرجان عبيدات الرما، وذلك بالنظر إلى حجم الفرق المشاركة فيه، فضلا عن فيض من الفقرات التي تميز دورة هذا الصيف.

وقالت المندوبة الإقليمية لوزارة الثقافة خديجة العريم بالمناسبة،" أن هذه الدورة تشكل إحدى الدورات المميزة، واللحظات المضيئة في تاريخ مهرجان عبيدات الرما، وما حققه من تراكمات فنية مهمة".

اجود الفرق المحلية والوطنية

وأشارت إلى أن وزارة الثقافة، بالتنسيق مع عدد من الجهات، في المدينة والإقليم كسبت رهان تنظيم هذا المهرجان، الذي يستوجب من الجميع بدون استثناء الحفاظ عليه، وصيانته كذاكرة ثقافية وفنية محلية ووطنية، لما له من قيمة راقية في تنشيط الحقل الفني والثقافي، ورد الاعتبار للفنون التراثية، وبخاصة تلك التي يزخر بها إقليم خريبكة والمدن والمناطق المجاورة له.

وأكدت أن هذا المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتنسيق مع عمالة إقليم خريبكة والمجالس المحلية، أخذ على عاتقه اختيار أجود الفرق على الصعيد المحلي والإقليمي والوطني، وذلك من أجل تقديم زبدة من الفرجة الراقية للجمهور الخريبكي الذي ينتظر هذه التظاهرة الفنية المميزة بشوق.

وكشفت القناع عن أن هذا المهرجان، الذي تقام فعالياته بكل من مدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، يقام بمبادرة من الوزارة الوصية وبتعاون مع عمالة إقليم خريبكة والمجالس المحلية ومجمع المكتب الشريف للفوسفاط، تشارك فيه ألمع الفرق الفنية، حيث تم اختيار 25 فرقة من مختلف أقاليم وعمالات المملكة لتقديم أجود العروض للجمهور خلال ثلاثة ايام.

وقالت في هذا السياق، أن أجواء اختيار تلك الفرق الفنية مرت بكل موضوعية ومهنية، وذلك بعد الاقصائيات التي نظمتها الوزارة خلال متم الشهر الماضي، وهي الاقصائيات التي تمت تحت إشراف لجنة تحكيم ضمت عددا من الأساتذة والباحثين والمختصين في مجال عبيدات الرما.
المساهمة في تحقيق التنمية الفنية

وأكدت أن هذا الكرنفال الفني الذي وصفته ب"الجميل"، يعد بكل حق لحظة مضيئة في تاريخ مهرجانات المملكة الخاصة بالفنون الشعبية العريقة، لما لذلك من قيمة سامية تعطي الكثير من الرعاية للجيل المؤسس للفنون التراثية القديمة، والاعتبار للفنون التراثية المغربية، التي تشكل جزء لا يتجزأ من الهوية والحضارة المغربية، والمرجعية الثقافية والفنية الخصبة.

ولفتت إلى أن الفرق المشاركة في هذه التظاهرة الفنية، ستقدم أروع ما لديها من مقاطع غنائية، ورقصات، وذلك في أجواء يغلب عليه طابع الفرجة، على المسرح، وهو ما يخلق نوعا من الانسجام والحميمية الفنية بين الفرق المشاركة، والجمهور الذي يتفاعل بشكل تلقائي مع مختلف السهرات التي تقام بعدد من الفضاءات.

واعتبرت تنظيم المهرجان، بعدد من مدن الإقليم يشكل في حد ذاته شكلا من أشكال المساهمة في تحقيق التنمية الفنية، والتواصل، وإشراك المواطنين في مثل هذه التظاهرات، كما يبرز أيضا آفاق توسيع رقعة الفرجة وتقريب الفن للجمهور، حتى تشمل مختلف عشاق فن عبيدات الرما، ويجسد كذلك رسالة الوزارة النبيلة من اجل تكريم هذا الفن في معاقله التي انطلق منها، وبخاصة مدينتي وادي زم وأبي الجعد، اللتين تضمان العديد من الفرق المتميزة.

وأضافت أن تكريم رئيس مجموعة "سمكت لعبيدات الرما" بقصبة تادلة، الفنان موح بوهلال، يعد أحد المحطات البارزة في فعاليات المهرجان، تقديرا لعطاءات وتضحيات هذا الفنان، ولما له، كرائد من رواد عبيدات الرما في جهة تادلة ازيلال، من دور أساسي في الحفاظ على هذا الفن التراثي الرفيع في المنطقة.

وشددت بالمناسبة على أهمية الفقرات التي تميز المهرجان، ومنها ندوة فكرية، يشارك فيها عدد من الأساتذة والباحثين والاخصائيي، فضلا عن ورشة لصناعة" التعريجية"، ومعرضا للصور الضوئية التي ترسخ لأهمية الفنون الشعبية، مع فقرات خاصة بالأطفال.

فقرات متنوعة وخصبة

يشار الى ان فقرات المهرجان ستتضمن ورشة خاصة بصناعة "التعريجة الخشبية". والتي سيؤطرها الصانع التقليدي محمد العلالي الملقب ب " ولد عسو"، وهو ما مواليد مدينة وادي زم ضواحي إقليم خريبكة، حيث يعد أول من مارس هذا الفن الجميل، واحد شيوخ فن عبيدات الرما.

وقد تعلم العلالي حرفة صناعة "التعريجية" التقليدية من احد الشيوخ القدامى ويدعى العربي عكراش، حيث انه بعد أن خبر أصول هاته الحرفة، وتمكنه من الإحاطة بفنونها القديمة التي لا يزال يشتغل بها حتى الآن، انتقل الى ممارسة حرفة تجليد البندير" الدف" والكنبري.

ويعتمد هذا الحرفي في صناعة هذه الآلة الموسيقية القديمة، على خشب شجر العرعار، والليمون و"الكركاع"، حيث يعمل على حفر قالب التعريجية بواسطة آلة حفر حادة الجانبين تسمى" كادومة".

وتعد هذه الورشة، مناسبة حقيقية للجمهور، خلال فعاليات المهرجان، للتعريف بالحرف اليدوية النادرة التي تتميز بها منطقة خريبكة، والتي ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على فن عبيدات الرما.

كما يشار الى ان ان هذه الدورة ستقام بمشاركة 25 فرقة تراثية من مختلف أقاليم وعمالات المملكة.

وقد تم انتقاء، بشكل مباشر، ثمانية فرق فلكلورية من فئة الشيوخ للمشاركة في دورة هذه السنة، وهي فرق "بني زمور" و"الرواشد" و"أولاد عياد" من أبي الجعد، و"سمكت" (قصبة تادلة)، و"السماعلة"و"السيالغة" (وادي زم)، و"بني وكيل" (الفقيه بنصالح)، و"الزيايدة" (بنسليمان).

تعدد الإيقاع والتعبير في الفن

كما سيعرف المهرجان مشاركة فرق "نشاط الرما الصيادة" و"العلامة" و"الصيادة" و"العامريات" و"الخاوة" من مدينة خريبكة، و"20 غشت" و"نجوم عبيدات الرما" و"أولاد المقاومة" "واولاد عطوش" (وادي زم)، و"أولاد السروت" و"أولاد شرقاوة" ( أبي الجعد)، إلى جانب فرق "لارمود" و"لشهب" (بني ملال)، و"أولاد حديدو" و"العميرية أولاد الدوار" (الفقيه بنصالح)، و"أولاد نماوي" (سوق السبت)، و"الصربة" من مدينة الدار البيضاء.

وعلى هامش فعاليات هذا المهرجان، ستنظم ندوة فكرية حول "تعدد الإيقاع والتعبير في فن عبيدات الرما" ومعرضا للفن الفوتوغرافي خاص بالفنون الشعبية إلى جانب حفل تكريم على شرف رئيس مجموعة "سمكت لعبيدات الرما" بقصبة تادلة موح بوهلال باعتباره من رواد هذا الفن الشعبي، مع تخصيص عرض فني تراثي للاطفال.

مصطفى الصوفي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى