الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم ثامر إبراهيم المصاروة

قارئة الفنجان

امرأةٌ عجوز عليها بصمات الكَبَر تنظرُ في فنجانِ شابٍ قذفته الأقدار إليها لتخبرهُ خبايا فنجانهِ وتصاريفَ بختهِ.

نظرت في فنجانهِ ثم قالت:

قالت:

أتعشق وتهوى ؟؟؟

قال:

عاهدني زماني ثم رماني فعشقتُ وهويتُ .

قالت:

أتسهرُ الليلِ.

قال:

أتمنى أن أعرف الليل لعلّي أصادقه أو لعله يحنَّ عليّ ببعض لحظاتهِ لكني بحثتُ عنه فلم أجده ، دلّيه عليّ إن مرَّ بكِ يوماً.

قالت:

في فنجانك دمعة.

قال:

أمعني النظر لعلّكي رأيتِ القطرةِ ولم ترِ النهر.

قالت:

فنجانك فيه طريق.

قال:

دَعيني أوصفه، طريق طويلٌ له بداية ولا نهاية له، شوكه أكثر من حجارته وحجارته أكثر من عثراته لم يسيره بشر قط سواي.

قالت:

فنجانك أعجزني لم أعجزْ عما قبله.

قال:

فنجاني يا أمي العجوز لا تفسره خِبرة السِن ولا طُعون الكَبَر فنجاني لا يُفسَّر بالنظر ولا يُنظر إليه بالعَين فنجاني لا يعرفُ أسراره إلا من تنظرُ إليه بقلبها ولا يُنظر لفنجاني بقلبه إلا واحدة هي وحدها تستطيع تفسيره ؛ لأنها تعرِف بما يحويه.

قالت:

أذهب فطريقك طويلٌ طويلٌ وسفينتُك ليس لها مرسى فلا تتأخر فيطولُ سفرُك.

قال:

أرى طريقي فلن أتوه عنه.

قالت:

لقد أبكاني فنجانُك فلن أنظر في فنجانٍ بعدهِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى