الجمعة ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

الغيبوبة الشاملة..

جاء في كتاب: «الاسلام السياسي والمعركة القادمة للدكتور مصطفى محمود ما يلي»:

(غروب الثقافة اليوم ظاهرة عامة.. فبمقدار اشراق وتقدم العلوم والمعارف في الغرب وبقدر سيادة التكولوجيا والصناعة الغربية على العالم بقدر تدهور الفنون والثقافات التي تتدفق علينا من هناك.. فيما كنا نرى في الماضي من فنون الأوبرا والباليه والمسرح والموسيقى السيمفونية وبدائع النحت والرسم والتصوير.. تلك الفنون التي كانت تقود العالم في الثلاثينات والأربعينات وتقدم نماذج رفيعة من الذوق والجمال.. انتهت الآن وخرجت من العصر وأخلت سبيلها إلى موجات من العبث والانحلال وسينما العنف والجنس والكاراتيه وموسيقى النحاسيات وضجيج الديسكو وأغاني العري ومسرح الهزل ومدارس التجريد وفوضى الألوان والخطوط..

وعالمنا الثالث يقلد هذه الموجات من القبح والاسفاف ويظن انها تقدم.. والحقيقة أنها انزلاق إلى الوراء وانتكاس إلى السذاجة والبدائية والحيوانية وإلى صراخ الغريزة وعواء البهيمية الأولى.

ولن أتحدث عما وراء تلك الموجات وعن الأيدي الظاهرة والخفية التي تعمل على ترويجها.. فالمتهمون بلا عدد.. وهناك من يقول إنها سياسة.. وهناك من يقول إنها تجارة.. وهناك من يقول إنها أيد صهيونية خفية تعمل من خلال دور النشر وهيئات التلفزيون ومؤسسات الانتاج السينمائي وبيوت المسرح وعشرات المتاحف والمعارض وأعمدة النقد الصحفي ومجلات الفن ومن ورائها رؤوس أموال هائلة تنفق بغرض الافساد واشاعة التلوث الخلقي والانحدار والغيبوبة الشاملة والمقصودة.

لا أملك وسائل للتقصي والحسم عن مصادر هذا العفن العام.. ولكن الأنف السليمة لا تخطيء رائحة تلك القذارة التي تفوح وتنتشر من بلاد هي بلا شك قد بلغت القمة في العلوم والمعارف والتكنولوجيا والاختراعات والابتكارات، وفي عصر بلغ الذروة في كشف الغوامض الكونية والفلك والذرة والهندسة الوراثية والإلكترونيات والكمبيوتر وعلوم الاتصالات وأسلحةالتدمير الشامل وأسلحة التخابر الرهيبة..

وقد ترافقت تلك القوى العلمية الهائلة مع هذا الانحطاط الثقافي الغريب بشكل أصبح لافتاً للنظر.. وبشكل يدعو إلى التساؤل.. كيف يتزاوج الانحطاط مع هذا التقدم المذهل.. إلا أن يكون انحطاطاً مصنوعاً ومدبراً من أوله إلى آخره ومن ورائه تدبير مقصود.. وهو تساؤل يدعو إلى تساؤل آخر )

وحقاً:

(تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى