الاثنين ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم إياد أحمد هاشم السماوي

أصابع نادمة

في مقتبل الفجر
راح العمرُ يبثّ مخالبَهُ
بين شواهد مقبرتنا
يمسحُ عن وجه نبوءَتهِ
تراباً وردياً
ينقشُ على صخرتِه
أسماءَ مدنِه المتعثرةِ بالنفط
بين مكباتِ الأثرياء
وجدَ آثاراً لنفاياتٍ قديمة
حاولوا إخفاءَها
لمْ يكنْ يخفي شيئا من مملكته
ذاك الذي لبسَ الصيفَ وطناَ
والأرضَ هويةً لغربَتِهِ
وجدَ قطعةً من جبينٍ مبتلةً بالخَجَل
مازالت تنبضُ
رُمِيَ بها حديثاً
ولأنها صيدٌ سمينٌ
أرادَ إهداءَها لشيخ قبيلتهِ
وجدَ سيِّدَهُ لم يكترثْ لفقدانها
ولأنَّهُ لم يفرِّط بجبينهِ
اكتفى بكسرة خبز يابسة
بلَّلَها بالعراق
******
ذاتَ جوع
بعد تظاهرة مرت بالقرب منه
كانت أمه منهمكةً بجمع أصابعَ ملونةٍ
قطَعَها أصحابُها
فأعدَّت غداءً مشبعاً بالبروتينات
لفت انتباهَهُ أصبعٌ يريد الكلام
سأله عن آخر أمانيه
قبل الغليان
قال
ذات اقتراع حملني صاحبي
ودسـَّني في قارورةٍ مظلمةٍ
لم تكن أرحمَ من أنفهِ
رفعني مبتهجاً !
وقطعني نادما !
كم كنت أدلّهُ على مساراته
حتى الخاطئة منها
كنت ضحية جيبه وعقلهِ
الفارغين
لم يكن باختياري
ومات !!!
******
مدنٌ من بقايا الوهن
رمت لها الخطيئةُ إزارَها
وعلمـَّتْها الشمسُ فنون الاحتراق
يكادُ زيتها يشعل الأرض
بين حقبة من العقود
تنهض تستبدِلُ معطفها المتهرئ
تلبسُ وجهاً ، يتخطَّفُها
ذات شروقٍ
دخلَ المدرسةَ حالماً
وغادرها مختلفاً
مع معلمهِ في الحصة الأولى
بعد تحية المعلم ظلَّ واقفاً
لا يحب الجلوس على كرسيٍّ
قال المعلمُ
( حبَّ لأخيكَ ما تحبُّ لنفسكَ )
أجابَ
لا أحبُّ لكم ما أحببتُ لنفسي
لأنكم لا تستطيعون !!
******
لحظة .. عند انكسار الضوء
راحت الفوانيس
تتسلق أعمدة الخوف
تحملُ الدموعَ الساخنة
وشيئاً من التمرِ والنفط
لتصل إلى آخر الهرم
اتكأتْ على سلَّمةٍ تماثلَتْ للشفاء
مدُّتْ ذراعاً من الحزن
تدلَّتْ
فأنارتْ درب مدينتنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى