الاثنين ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم
أصابع نادمة
في مقتبل الفجرراح العمرُ يبثّ مخالبَهُبين شواهد مقبرتنايمسحُ عن وجه نبوءَتهِتراباً وردياًينقشُ على صخرتِهأسماءَ مدنِه المتعثرةِ بالنفطبين مكباتِ الأثرياءوجدَ آثاراً لنفاياتٍ قديمةحاولوا إخفاءَهالمْ يكنْ يخفي شيئا من مملكتهذاك الذي لبسَ الصيفَ وطناَوالأرضَ هويةً لغربَتِهِوجدَ قطعةً من جبينٍ مبتلةً بالخَجَلمازالت تنبضُرُمِيَ بها حديثاًولأنها صيدٌ سمينٌأرادَ إهداءَها لشيخ قبيلتهِوجدَ سيِّدَهُ لم يكترثْ لفقدانهاولأنَّهُ لم يفرِّط بجبينهِاكتفى بكسرة خبز يابسةبلَّلَها بالعراق******ذاتَ جوعبعد تظاهرة مرت بالقرب منهكانت أمه منهمكةً بجمع أصابعَ ملونةٍقطَعَها أصحابُهافأعدَّت غداءً مشبعاً بالبروتيناتلفت انتباهَهُ أصبعٌ يريد الكلامسأله عن آخر أمانيهقبل الغليانقالذات اقتراع حملني صاحبيودسـَّني في قارورةٍ مظلمةٍلم تكن أرحمَ من أنفهِرفعني مبتهجاً !وقطعني نادما !كم كنت أدلّهُ على مساراتهحتى الخاطئة منهاكنت ضحية جيبه وعقلهِالفارغينلم يكن باختياريومات !!!******مدنٌ من بقايا الوهنرمت لها الخطيئةُ إزارَهاوعلمـَّتْها الشمسُ فنون الاحتراقيكادُ زيتها يشعل الأرضبين حقبة من العقودتنهض تستبدِلُ معطفها المتهرئتلبسُ وجهاً ، يتخطَّفُهاذات شروقٍدخلَ المدرسةَ حالماًوغادرها مختلفاًمع معلمهِ في الحصة الأولىبعد تحية المعلم ظلَّ واقفاًلا يحب الجلوس على كرسيٍّقال المعلمُ( حبَّ لأخيكَ ما تحبُّ لنفسكَ )أجابَلا أحبُّ لكم ما أحببتُ لنفسيلأنكم لا تستطيعون !!******لحظة .. عند انكسار الضوءراحت الفوانيستتسلق أعمدة الخوفتحملُ الدموعَ الساخنةوشيئاً من التمرِ والنفطلتصل إلى آخر الهرماتكأتْ على سلَّمةٍ تماثلَتْ للشفاءمدُّتْ ذراعاً من الحزنتدلَّتْفأنارتْ درب مدينتنا