الأحد ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم السعيد موفقي

بعض من هدوئها...

يقف على ثغرها المنعدم، يشتهيه بخبث، يفتش عن أسباب المتعة، تتلاشى في ظلمة التيه، يحتار أمام اختيارات متنوعة من الدسائس، كالمصدوم يتصرف بغباء في تحريك أشكال مقلوبة لم يفقها، بدت له متوافقة، يغريه هدوء المكان، وكثير من الجحور تتكشف في ممر الراجلين والراكبين وحتى النائمين، يعزّ عليه أن يبطأ مفعول الشرر الذي تتطاير وحداته الفاحمة المنطفئة التي سحقتها قنابل قديمة، وحيل فاشلة، ومكائد ساقطة، في البدء، يشتاق لرؤية النجوم، يلاحقها، يرسل إليها غضبه، يعترض طريقها، ينفث كثيرا لتنطفئ في سديم الأشياء البعيدة، يرسم طرقا إليها، يظنها آمنة، حتى وإن كانت على مسافة ملايين السنوات الضوئية، يبتسم، يقفز على أوراق اللبلاب الذابلة المتطفلة، يعجبه التطاول على الأشياء والقفز على الأسطح، الهشة والناتئة، والمسطحة، وحتى المحدبة والمقعرة والمساوية لظلمة شديدة، شدّه اللعب بها...سرّه رؤية الانهيار الذي كانت بدايته من داخله، لم يحتمل اشتهاء الناس لرؤية الأفراح، وضع يساره على يمينه ونفث مرة أخرى في غيابات الخوف، استحضر كل طقوس الشعر المشوهة ولفّق إيقاعا سمجا، ظنّه معزوفة لذيذة، ولم تكن كذلك!!!

كانت قفزاته تحمل كثيرا من الأشياء غير البريئة، وقعت رجله، صرخ، لم يستنجد أحدا، كتم سرّه، واستدار لحروف وطلاسم وألوان ماكرة، العابرون من بعيد ينظرون إليه في هدوء: طاب يومك ... ينحني ... كل النتوءات الصغيرة والكبيرة ملت قفزه، بعثرته في أجزائها الكثيرة، ولوحت في السماء : أنت كسير، أنت نزلت من على ظهر الفرجة ... وقالت: أضحكتهم قبل أن تضحك، وانتشرت بجوارك فقاقيع اللهو، وظللت تعدو بحمق، فضلت بك السبل .... تقفز كالمجنون في صحراء بلا معنى، استوصلتك وحوشها فرضيت، شدك سير الآخرين، نسيت المكان، ولم يعد للزمن معنى ....إلى أن طرَحك أربعة ضمن بياض المنتهى ووضعوك في قبوك النهائي، اختفى ترنحك، وانعدم قفزك، ولأنّك كنت ذات يوم هنا بلا معنى، فأنت اليوم منسي هناك ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى