الباقيات الصّالحات من أعمال هِرَقْل

لكيْ يبلغ الخلودَ؛ قَبـِل "هِرَقْلْ" بإنجاز إثنا عشر عملا جبّاراً ذكرتْ بعضُها أسطورتا الإليادة والأوديسة. وكلُّها أعمالٌ بطولية قِتالية ضِدَّ رموز وحشية منها؛ أسد، خنزير، ثور، تنين، ضبية، وفَرس؛ إضافة إلى تحدّي بعض المخاطر، كمصارعة عملاق، الحصول على تفاحة ذهبية، والهبوط إلى الجحيم...

ولقد أنجزها بنجاح، وكُتِبَ له الخلود المشروط.

ومع ذلك نرى أنّ هرقل "الشاب" الذي صارع رموز الغرائز الحيوانية في بني آدم؛ ما زالت تنتظره أعمالٌ باقيات صالحات؛ هي الكفيلة بضمان خلوده غير المشروط؛ خلودٌ يكادُ يكون إلهياً.

أليس هرقل ابن الإله "دْزوسْ" العظيم؟

ومنها:

1 – مكافحة الرشوة بما هي أخبث وأكثر شرّا من التنين متعدد الرؤوس، والتي تستنزف طاقات البلاد.

2 – القضاء على ظاهرة التسوّل المُهينة.

3 – محاربة اختلاس المال العام ومساءلة المسؤولين عنه بصرامة، ومعاقبتهم.

4 – الحدّ من تيار المحسوبية الزئبقي الذي لا يجلب للبلد سوى الجفاف.

5 – القضاء التامّ على غول الإشهار التلفزي بما هو وحشٌ أخطر من "السيكلوب" أحادي العين، المدمّر لنفسية وعقلية الأطفال، والسبب الرئيس في اعتناق الناس لمذهب "النجاح المبني على الترّهات"...

6 – مُكافحة ظاهرة الأميّة واعتبارها عدُوّاً حقيقيا، وإن اقتضىاهُ الحال أن يستعين بالجيش لخنق هذا العدو في تخوم الجبال.

7 – تنظيف البلاد من العطالة والتشرد، وإرغام كلّ ذي قوّة على العمل المفيد.

8 – الانتصار لكرامة الوطن والمواطنين، ومحو ملف الدعارة من سجِلِّ البلاد؛ وكذا مراجعة مبدأ "التأشيرة" أحادية الاتِّجاه بما هي إجراءٌ تحقيري.

9 – توسيع رقعة الصحّة العمومية وعلى رأسها الصحة النفسية والعقلية؛ وتوفير العلاج لأصحاب الإدمان.

10 – فرض احترام الناس والإدارات ل"الوقت".

11 – تقليص عدد الأحزاب السياسية.

12 – خلق صندوق للبحث العلمي والتكنولوجي وبـِعْثات طلبةِ عُلوم؛ اكتساباً للتكنلوجيا وتحقيقاً للتقدّم وضماناً للسِّلم.

إنّها أعمالٌ عظيمةٌ لن يقدر عليها إلا رجل عظيم؛ ولسوف يفعل.

"هِرَقْلْ" عاش أسطورةً في خيالِنا، ومازال يعيش في قلوبنا وعقولنا؛ ولسوف ينتصر.