الأربعاء ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الشاعر والناقد الدكتور كمال نشأت فى دار الخلود

غيب الموت أحد رموز الشعر على المستويين المصرى والعربى الشاعر الدكتور كمال نشأت.

شهد عام 1923 م مولد الشاعر والناقد الدكتور كمال نشأت بمحافظة الإسكندرية وفى عام 1948 م حصل على ليسانس الآداب (لغة عربية)‏ من جامعة الإسكندرية‏ وواصل الدراسات العليا حتى حصل على درجة الدكتوراه عن (أحمد زكي أبو شادي وحركة التجديد في الشعر العربي الحدي) من كلية الآداب جامعة عين شمس.‏

فى عام 1969 م سافر إلى دولة العراق حيث قام بالتدريس لطلاب جامعة المستنصرية ببغداد‏ وعاد من العراق فى عام 1984 م وفى عام 1989 م سافر إلى دولة الكويت للتدريس لطالبات كلية البنات بجامعة الكويت وفى عام 1990 م عاد إلى مصر الوطن والسكن.

بدأ الشاعر الدكتور كمال نشأت فى نشر أشعاره فى عدة دوريات مصرية وعربية وواكبت قصائده تيار الحداثة الشعرية المتمثل في الشعر الجديد أو (الشعر الحر) ‏ ولكنما كان يجمع بين الصيغتين العمودية والحرة‏ منتميا بوجدانه الشعري إلي حركة أبوللو الشعرية‏‏ ثم انتمي وجدانه الشعري بعد ذلك إلي مناخ الواقعية لدى شعراء الموجة الأولى في حركة الشعر الجديد‏: صلاح عبد الصبور‏‏ وأحمد عبد المعطي حجازي كما قال الشاعر والناقد الكبير فاروق شوشه .‏

قدم الشاعر الدكتور كمال نشأت للمكتبة العربية مجموعه من دواوينه الشعرية ونذكر منها:‏

رياح وشموع عام 1951 م.‏

‏ أنشودة الطريق عام 1961 م.‏‏

ماذا يقول الربيع‏ عام 1965 م.

كلمات مهاجرة عام 1973م.‏

أحلى أوقات العمر‏عام 1981م.‏

النجوم متعبة والضحي في انتظار‏ عام 1988م.

‏ قصائد قصيرة ‏عام 2010م.‏

هذا بالإضافة إلى كتبه فى مجال النقد ودراساته النقدية لنخبة من الشعراء الشباب يعد الشاعر الدكتور كمال نشأت أحد فرسان قصيدة الومضة ذات التكثيف الشديد والتلميح الأشد حيث تكون فيها مساحة المُصرَّح به أقل بكثير من مساحة المسكوت عنه وفى هذا النوع من القصائد يحيل الشاعر المتلقى إلى كل حرف من حروف قصيدته ومن ثم فهى تسمح للمتلقى بإعمال فكره واستخدام كل مهاراته الثقافية والأدبية واللغوية لفك طلاسم هذه القصيدة .. وقصيدة الومضة تعتبر قصيدة المثقفين ولا يمكن لأنصاف المثقفين أن يتعاملوا معها أو حتى يستمتعوا بها.

يمكن أيضاً أن نقول أنها قصيدة النضج واكتمال المعين الشعرى لشاعرها ويمكن أيضا أن نقول أنها قصيدة الصمت الإيجابى أو الصمت المقروء.

ومن يتأمل ديوان الشاعر الكبير الدكتور كمال نشأت (قصائد قصيرة) يجد براعته فى قصيدة الومضة .

فى عام 2000 م حصل الشاعر والناقد الكبير الدكتور كمال نشأت علي جائزة مؤسسة يماني للإبداع الشعري وفى عام 2005 م على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر.

من شعر الدكتور كمال نشأت نذكر قوله فى قصيدة بعنوان (أنا ذرة من ترابك يامصر):

أنا ذرة من ترابك يا مصر

تنأى... وكلك فيها
ذرة جمعتك سماء ... وأرضاً
وأهلا ً... ونخلاً ... ونيلا
نهير غريب الخطى
ليس يلقى المصب
فيحفر مجراه في ظلمة الصخر ..

في كل درب
وأيضا قوله فى قصيدة بعنوان (العود ة‏):‏

افتحوا يا أيها الحراس أبواب المدينة

افتحوها لنلاقي أوجه الأصحاب

أسماء الشوارع

ومصابيح البيوت

عبق الأرض التي خضنا إليها المهلكات

ليتنا لم نهجر الترب الذي

تهجع فيه الأمهات

هل جنينا غير جرح الروح والحلم الموات؟

افتحوا يا أيها الحراس أبواب المدينة

افتحوها‏,‏ كيف لا تنجذب القربي

وتهفو في الشرايين الدماء

إننا من هذه الأرض التي صلي

عليها الأنبياء

وانحنت فوق روابيها السماء

افتحوا يا ايها الحراس أبواب المدينة

افتحوها ‏..‏

إننا منكم ولسنا غرباء‏!‏


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى