الجمعة ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠

الرد على مقال: هل نحن أمة متخلفة؟

بقلم: عاطف جابر

المكرم الزميل الدكتور ترتوري ... نقدر ما جاء في مقالك، ولكننا نرغب ان نسمع منكم عن الحلول للتخلص من تلافيف التخلف، خاصة واننا عندما نذهب الى طبيب ويشخص الطبيب حالتنا لا نكتفي بأن يقول لنا انكم مرضى او ان عندكم حالة معينة بغض النظر عن الحالة التي نعاني منها، بسيطة كانت ام مستعصية، ولا نقبل ان نخرج من عيادة الطبيب قبل ان يكتب لنا وصفة طبية ويشرح لنا طريقة وآلية تناول واستخدام العلاج، وقد يخطئ الطبيب في التشخيص أو يصيب وقد يصف العلاج والدواء المناسب، وقد لا يكون موفقا لعوامل متعددة منها طبيعة جسم المريض نفسه بأن يكون الدواء الذي وصفه هو العلاج الذي تتحسن عليه صحة المريض ويشفى من مرضه، هو يقوم بما هو مطلوب منه ، ويترك الباقي متوكلا على الله ومن ثم وعي واهتمام المريض وقناعاته الشخصية وإيمانه بأن العلاج الذي سيتناوله سوف يشفيه بإذن الله وعوامل أخرى كثيرة.

لا أحد ينكر من أمتنا ومن خارجها أن عندها أعراض المرض، ولا يوجد أمة خالية من الأمراض بمقياس معايير المرض والتشخيص ذاته، تماما مثلما لا يوجد جسم خال تماما من الأمراض، وهذه سنة الخالق في خلقه، وقد نشفى يوما وننتكس آخر، وقد يعيى منا عضو وتكون بقية الأعضاء في أتم العافية، ولكننا لابد أن نستمر ونعي اننا لا نستطيع أن نسقط هذا العضو لأنه مريض أو هذا الطرف لأنه ميئوس منه لأنه جزء من الجسم ككل ومن مكوناته ومما يعطيه الشكل العام الذي نرى انفسنا فيه.

نشأت منذ نعومة أظفاري وأنا أقرأ وأسمع " أن العقل السليم في الجسم السليم"، مقولة أو حكمة كثيرا ما كان يحفزنا بها أهلونا لعمل أمور كثيرة، وما أن دخلت الجامعة حتى أنني سمعت من أحد أستاذتي الذين أجلهم في مقرر / مادة توصف بأنها متطلب جامعي ، حيث بادرنا بالقول هناك خطأ شائع ، وذكر المقولة السابقة، وبادر بالقول - الصحيح -" الجسم السليم في العقل السليم"، استغربت قوله وإصراره على هذا الوصف ، واستطرد أستاذنا الجامعي بضرب الأمثلة التي تؤكد صحة مقولته هو ، البعض من الطلبة استمر في استنكاره لطرح أستاذنا الجامعي " طبعا دون عناد ولا مكابرة ولكن كانت تبدو على ملامحهم علامات عدم الرضا والقناعة بما يطرحه الدكتور، والبعض الآخر بدت منه اشارات الموافقة للدكتور سواء لمجامتله او لقناعات تشكلت عندهم، وأنا أحدهم ، بدأت أطرح استفسارات وأحدث بها نفسي وأناقش من أجد فيهم الاستعداد للحوار لزيادة قناعاتي بما قاله استاذنا الدكتور الجامعي، والذي من هذا الموقع أسدي له التحية وأسأل الله له التوفيق والنجاح بكل جوانب حياته، وأسأل الله أن يرزقه وكل من لهم حق علينا الصحة والعافية .

وعودا ما مقال الزميل، والذي أشاركه في كثير من جوانب التشخيص لما أصاب أمتنا " على فكرة: لو اننا ذهبنا لأي أمة أخرى وعايشناها أو سألنا بعض أبناءها لقالو ان أمتهم فيها بعض الأمراض"، ولكن هل عندنا القدرة على تحديد وتشخيص المرض/ الأمراض التي تعاني منها أمتنا بدقة مخبرية تمكننا من وصف العلاج بمقادير قياسية؟ والسؤال الذي يأتي هل نحن فعلا قادرين على هذا التشخيص ومؤهلين أن نقوم به كتى نصدر هذا الوصف (الحكم) أم لا؟ " بمعنى أننا نحمل مؤهلات مزاولة معنة التشخيص والطبابة؟

زميلي الكريم: لابد لنا وأنا أتحدث عن نفسي أولا أن نتحدث حتى في أقسى الظروف والتي قد أكون أنا اكتوي بكثير من نيران مواقدها والتسع من صلياتها التي لم تترك في أجسامنا موقعا الا وسددت اليه، ولكن دعنا زميلي العزيز ان نفكر بإيجابية ، ولا أقول التغاضي أو التبرير أو التسفيه أو أي من هذا، ولكن على الأقل لنوجه للعلاج بإيجابية وننتظر النتائج ، تماما مثلما نسعد عندما نزور الطبيب ويشخص حالتنا ويقول "حالتك صعبة ... بكذا وكذا ....، ولكني على ثقة بأنك أقوى من هذا المرض، وعندك من المبررات ما تعيش لها وعليك التغلب على المرض، الدواء فقط يساعدك، والأساس في العلاج هو أنت وأنت فقط بعد توفيق الله عز وج".

زميلي الكريم.... نعم حالة أمتنا تمر بظرف صحي صعب، ولكن نرى في أطبائها المخلصين من أبنائها والذين ينظرون لها بإيجابية بعض العلاج.. وشفاؤها بعد إرادة الله وتوفيقه تكون بثقة أبناؤها بأن هذه الأمة لن تموت من نزلة معوية أو نزلة برد أو اضطراب في الضغط أو عدم انتظام في نبضات القلب أو .....، لن تموت إلا إذا كتب الله لها ذلك وحان وقتها وانقضى أجلها، ونحن أمة الإسلام لنا ما لنا وعلينا ما علينا، وأحد شواهد بعض العافية في أمتنا هو نجاحات كواكب كثيرة أمثال زميلنا الكريم ، لذا أمتنا عظيمة وشواهد ذلك أبناؤها الحريصين عليها، وبها علل وأمراض نسأل الله ان لا ندخلها لعيادة ليست متخصصة لا تعرف التشخيص وتخطئ في وصف العلاج.

بقلم: عاطف جابر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى