الاثنين ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠

انتخابات مزيفة في الأردن

عاطف زيد الكيلاني

أوردت (عمون) الخبر التالي الذي رأينا أن محتواه يستحق التعليق لما يحمله في ثناياه من (غرائبية) لن تجدها الا في بلادنا ... وتاليا نصّ الخبر كما أورده موقع عمون الإخباري:

عمون - في حادثة هي الأغرب في انتخابات (2010م) لم تجد مترشحة عن الدائرة الفرعية الثالثة في محافظة مأدبا عن المقعد المسيحي سوزان برتكيان حدادين اسمها وقت الفرز ضمن الصندوق الذي اقترعت به.

وتقول سوزان في حديث لـ "عمون": انتخبت اسمي شخصياً في احد الصناديق وعند الفرز تبين انه لا يوجد اي اصوات لي به، وتسائلت "هل هذه معجزة الموسم؟؟" ..

واضافت " انتخبت اسمي شخصياً في الصندوق رقم 46 في مدرسة راية وعند تحقيقي خلال الايام الثلاث الأيام الماضية بعد الأنتخابات ومراجعتي لمحافظة مادبا توصلت الى انَ عدد الأصوات في الصندوق الذي انتخبت اسمي شخصياً به صفرا علماً انَ نجاحي كان يعتمد على المدرسه نفسها وما كشف الأمر انَ اسمي وضعته بيدي فأين اصوات منتخبيي".

وتزيد " على اقل تقدير فليكن صوتي موجودا في الصندوق".

واشارت حدادين الى انَ ما حصلت عليه من اصوات كان 38 فقط وقد شكل لها هذا الامر صدمة ..

وتابعت: قمت بتكذيب كل مؤازري وهم يحلفون انهم انتخبوني الى ان اكتشفت انَ صوتي لا وجود له ايضاً .. وتسائلت: أنا اكذت على نفسي وانتخبت غيري؟ ايعقل ذلك فأنا اثق بالحكومه والانتخابات نزيهة ولكن يبدو انها معجزة السنة فالله قادر على فعل اي شيء .. .. انتهى الخبر ...

* التعليق

بداية أقول ... أن هذه الإنتخابات وما رافقها من ملابسات وظواهر غريبة عجيبة ، أصبحت تستحق وبجدارة وصفها أنها من أغرب الإنتخابات النيابية في العالم أجمع ... إذ لو اجتمع سياسيو العالم الأول والثاني والثالث وحتى العاشر ليأتوا بمثل قانون الإنتخاب المؤقت الذي جرت بموجبه الإنتخابات في بلادنا ، لما استطاعوا ... ولكن حكومتنا (الملهمة) جاءت به في غمضة عين ... قانون أضاع الناخبين في دهليز ما أطلقوا عليه (الدائرة الوهمية)، والتي أقسم يمينا غليظا أن بعض الورشحين (وليس فقط الناخبون) لم يستطيعوا فهمه واستيعابه ومغزاه إلاّ بعد أن (تورطوا) ورشحوا أنفسهم ودفعوا الرسوم ... أريد من دولة سمير الرفاعي أو معالي وزير التنمية السياسية موسى المعايطة أو سميح المعايطة أو نايف القاضي وزير الداخلية أن يشرح لنا نحن المواطنين الأردنيين البسطاء ومحدودي الفهم والإستيعاب و (الدخل) كيف يمكن للمرشح (أ) في الدائرة الأولى الوهمية (هم يقولون عنها الفرعية) ولكنها ليست فرعية، لأنها غير محددة جغرافيا أصلا ... من الدائرة الأولى في القرية أو المدينة الفلانية ان يرسب مع أنه حصل على 10000 صوت، بينما ينجح المرشح (ب) من الدائرة (الوهمية الثانية) الذي حصل على 3 أو 4 آلاف صوت ، علما انهما (كلا المرشحين) في نفس الدائرة (الحقيقية) الأولى ؟؟ الأول رسب لأن أحد المنافسين له في الدائرة الوهمية زاد عنه (ولو بصوت واحد) والثاني نجح لأنه (بالصدفة وحدها وبالحظ والنصيب) كان اعلى الأصوات .... وهنا كل العجب ... وكل الغرابة ... وكل الظلم والتعسف ...

طبعا، لن اتكلم هنا عن بعض ما شاب العملية الإنتخابية من تدخل وتزوير ومحاولات تزوير (على حد ادعاءات بعض المرشحين على الأقلّ) ومن عنف واحتقان في مختلف مناطق البلاد، مما أثّر وسيؤثّر على شكل العلاقات الإجتماعية بين مختلف فئات وشرائح وعشائر المملكة ...

أما في ما يتعلق بخبر (عمون) عن المرشحة حدادين، فهذا أعجب من كل ما سبق وما سيأتي ... أتمنى على من يتعلق به أمر التوضيح، أن يوضّح لنا كيف اختفى صوت هذه السيدة ... وأين ذهب صوتها ... ولصالح من من المرشحين جيّر .... هذا الأمر في حد ذاته أعجوبة العجائب ... ولا أدري إن كان بإمكاننا التقدم للجهات الدولية المختصّة باستبدال أعجوبة البتراء التي بناها أجدادنا الأنباط بهذه الأعجوبة المعاصرة ... نعم ... نحن أهم من أجدادنا الأنباط ، وأعظم منهم موهبة واقدر منهم على صنع المستحيل واجتراح المعجزات ... هل هناك من يدلّني مشكورا على حادثة مشابهة لهذه الحادثة في العالم أجمع؟ ... شرط ألا يستشهد بما يجري في بعض البلدان العربية من استفتاءات كاذبة ومزورة تعطي الحاكم نسبة 9999999 و99 % من أصوات الشعب يؤيدون بقاءه جاثما على صدره ...

عاطف زيد الكيلاني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى