الجمعة ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم أحمد فراج العجمي‎

أم المؤمنين ربيبة الطهر

قلوبُ المؤمنينَ بها صدوعُ
وأحزانٌ تبلّلها الدموعُ
كأنّ الأفق يطمسه ذهولٌ
وآهاتٌ ترجّعها الضلوعُ
وشعري لم يعد يحمي نجومي
فيطمع في محيّاها وضيعُ
وينشرُ في المدى سُمًّا فيغدو
يَبابًا بعد نضرته الربيعُ
يعيّرنا سفيهٌ وابنُ لؤمٍ
بسوءٍ والضلالُ له رضيعُ
ويهجونا الدعيّ ولم نجبْه
فإنّ الله كذّبَ مَن يُذيعُ
ولكنّ الضياءَ اليومَ يبكي
فقمتُ بكلّ مَنقَبةٍ أُشيعُ
أردّ اللؤمَ عن عِرضي وأبقَى
تراقبُني القوافي والدروعُ
ألا لو يعتدي أحدٌ علينا
ندقُّ عظامَه ولنا جُموعُ
فما لِلعينِ والأعداءُ ترمي
سمائي أن يُرى فيها الهجوعُ
 
حديثُ الإفكِ ينشُرُه زنيمٌ
يصولُ بغيّه فينا الخنوعُ
يسيحُ ببحرِ ظلمٍ، من فِراه
يموجُ البحرُ سوّده الصنيعُ
ومن نَزَقٍ تضلّله الأماني
وليس إلى الهدايةِ يستطيعُ
وربِّ الناس لن ننسى فإنّا
وكلّ حروفنا جندٌ مطيعُ
بفكرٍ راشدٍ والرشدُ أنّا
لأمّ المؤمنينَ لنا خضوعُ
 
هنا أمّ بدمع المزن تبكي
فتنهلّ الحروف بها جُزُوعُ
بنيَّ كما رضعتَ الحبَّ حرًّا
فأُضرمتِ القصائدُ والضلوعُ
فهذي أمُّنا فانهضْ إليها
فلا يطأ المعالي من يبيعُ
إذا لم تحمها فإليك عني
فما أُرضعتَ زورًا يا رضيعُ
وإن لم تشف صدري في نفاق
فقلبي سوف تحرقه الدموعُ
فقلبي هائم بالقوم أقفو
مدارجهمْ وحبُّهمُ يلوعُ
فقمت بألف عزمٍ مثلِ عزمي
يخر أمامه حقدٌ شنيعُ
فلست مطأطئا رأسي لقزم
ولا من قول حسادي جزوعُ
رجاؤكِ يا ضياءَ القلبِ عهدٌ
فلم أك قبلُ ممن قد يُضيعُ
فإني قادم والبر زادي
أذود وليس يثنيني الرجوعُ
وأذكر من مناقبها ألوفا
عسى ذكري يكون هو الشفيعُ
 
وقد تنمو الورود بأرض فحش
وتبعث في النفوس شذى يضوعُ
فما بال الورود إذا تربّت
بأرض الصدق يرويها الوروعُ
ولو حلف النفاق على سمائي
لكذبه الطوارق والسطوعُ
وما ضر النسور إذا بغاث
يخوض بعرضها وله خضوعُ
وهل نقص النبي بسب غر
تطيره الصحائف والجموعُ
ويرسم من خيالات تردت
بجب الجهل ينشلها الذيوعُ
فإذ بالمكر يصبح خير جند
لدين الله يدفعه الولوعُ
فينشر في أراضيهم ضياء
فيصحو العقل ينتبه الخشوعُ
 
ويا شر العباد كفاك بؤسا
تسجّيك المخازي والخنوعُ
وجوه الكفر منكَ بها اكتدار
ويرهق قلبَك الحقد الفظيعُ
تسبّ رسول ربّي يا سفيهًا
بسبّ نسائه؟ كيف الرجوع؟
وتهدم سنةً قد ورّثتها
روايتُها وباركها الشيوع
ومهما ينجزِ الشيطان فسقا
يعش، لم يكفه عنا القنوعُ
يقيء العقل من مرض خبيث
فيحمل قيئه القولُ الرجيعُ
فقرَّ على قذى الأعداء وامكث
بظل اليأس يحرقك القبوعُ
وما مُرُّ الدُّجنة في فؤاد
لأن الشمس ليس لها طلوعُ
ومن لم يغره بالنور طبعٌ
يعش أبدا له أنف وضيعُ
أصمَّ صداكَ ربُّ الطهرِ عنّا
ويقصمُ عُمرَكَ الموتُ السريعُ
 
ويا أمّا أضاءت كلّ أفق
بنور الوحي ترشفه الربوعُ
هنيئا، كل قدح فيك مدح
إذا كان السفيه هو المذيعُ
وحبك في حشانا مستفيض
وفي أحشائهم سم نقيعُ
فأنت الصدق ما كذبت نساء
وأنت الصون ما ابتذل الجميعُ
وقدرك عند آي "النور" يتلى
يلوذ بظله الشرف الرفيعُ
وبين جناحك المكلوم يرقى
حبيب يا لعقباها الصدوعُ
ويُقبر في مكان يصطفيه
وهل من مصطفىً إلا الضليعُ
قُبضتَ ومن جروحي اليومَ أبكي
حبيبَ الروح تلفحني الدموعُ
تفارقني بأمر الله نورا
على صدر به قلب فجيعُ
تفارقني وثمة ألف حقد
بموتك يجتلي فيها الشروعُ
سواكك يا رسول الله باق
وريقك في دمي طهر نقيعُ
تبرّئُني السماءُ وهم رموني
كمن يرمي العلا وهْو الصريعُ
كفى كلَّ الأدلة أن نجمي
يتيه بأفقه وله سطوعُ
ألا فليخسأ الشيطان لمّا
يخلد ذكريَ الدهرُ السميعُ
 
حبيبة قلب خير الناس طرا
وبنت ابن الأكارم لا تضيعُ
يفوح الطهر منها سلسبيلا
أصول الطهر منها والفروعُ
فلا والله لو أدليت شعري
ليمتح من مواهبها البديعُ
لزُيّنتِ الطبيعة واستنارتْ
بنات الفكر يتحفها الولوعُ
وهل مدحي لمن في القلب تحيا
لأنفي عن سماها ما يروعُ؟
وهل مدحي الذي ينفكّ عنه
قصورٌ قد يفي أو يستطيعُ؟
فلا والله لكنّي محبّ
وإنّ الحبّ يدفعه الدفوعُ
فمدحي ليس مفخرة لشمس
وشعري النور تبعثه الشموعُ
فإن الشعر يشرف يوم يندى
بأم المؤمنين بها يضوعُ
فطب صبرا فؤادَ المجد إنا
على أبواب أمتنا دروع
وخذ من يعتدي أخذا شديدا
ولا تمهله يوما يا سميع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى