الثلاثاء ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم ذكرى لعيبي

للخبز طعم آخر

فوق رابية عنقاء، جلست تمد ذراعيها لتعانق الآمال الآتية من اختناق البشر، ماتت الأرض التي كانت تنجب البساتين، يباباً رغم الأنف تزحف الأيام خلسة نحو السراب، تخرج من الكهوف آلاف الخنافس.. وتنسج العناكب بيوتها، لكن كوكب الكبرياء يخرج عن المسار.

ظلت تمد ذراعيها علها تطاول أبراج قوس قزح، قد تعيد بعض الجزيئات من كرامة سفحت عند منعطف الطريق أو كلمة سقطت سهواً عن السطر.

آه ما أقسى الإحساس بالخنوع..الشعور بانقباض الأزمات وانفلات الحلول من اليد..ما أقسى طعم الغصة حين تأبى اللقمة اليابسة المرور..فما جدوى الرغيف حين الجوع يستبد بالأجساد؟

تتعثر الهواجس بين الاقتراب من الحلم والخوف من الحقيقة، لابد أن تواصل لعبة البؤس، تستنشق الهواء من فضلات البراكين، تلوك فتات التنهيدات وتتعلق بأذناب الأغنياء.

 لأجل ماذا؟

سؤال حمله صوتها المختنق كأرغول حزين:

 أبكي لأصل الحدود!

 حدود من؟

 الحدود..الأوغاد..لقد سرقوا أسناني!

تبتعد كل التخيلات وتقترب الحقيقة.

تبصق آلام الذل، تتجاهل صراعات السنين، صدى الضحكات بين الممرات.. رطوبة الأرض التي تحضن صناديق الخطايا وتشقق الجدران.

مرة أخرى يعلو السؤال:

 تحلمين؟

 فقط أن أصل الحدود!

 أي حدود؟

 هناك..خلف الذين ضاعوا في متاهات الروح.

الطريق طويلة، تتعثر الخطوة كأنها عصا عمياء وما بين صرخة المولود وأنفاس الموتى زمن لم يزل يرقص على دقات الساعة، تمد يديها لتلامس قبل الأوان براعم ازدهرت رغم أنف الوقت.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى