الخميس ٢٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم أنمار رحمة الله

ثلاث قصص قصيرة

طفلٌ وجدار

الطفلُ يكرَهُ الجّدارَ،يَبصقُ في وجهِ أسمنتِهِ الأحمق،والجّدار يحتقرُ الطفل. يرجع الطفلُ إلى الخلف.../يهرول باتجاه الجدار ...يضربه برأسهِ ،فيقع فوقَ الأرض ،والجّدارُ يبتسم كالأحمق مفتخرا ً بالقوة والطابوق .ينهض الطفلُ /ينفضُ التراب /يكفكف الدموع/يختفي بعيدا ً .بعد سنين يرجع الشابُ ،فيصادف جدارا ً شائخا ً /متهرئا ً /وحيدا ً،يركلهُ بقدم واثقة ،فيقع الجدار متهاويا ً وقد صار كومة تراب .يَعبرهُ مكملا ً رحلتهُ التي أوقفها قبل سنين،معلنا ً انتهاء حكم الحجارة.

ستبقى وحيدا ً

المفعول به غاضبٌ من سيطرة الفاعل الأزلية ،والفعلُ يكركرُ ضاحكا ً خلفَ بنائِهِ كالجبان،يصرخ ُ المفعول به في وجه الفاعل:- جاء الوقتُ ليقع عليك فعلٌ ما....)يصفعُ الفاعلُ مفعولَه واضعا ً على رأسه فتحة َ الأسر،تعلو ضحكات ُ الفعل ِ تعلو..تعلو..تعلو.فتترقرق ُ دمعة ُ المفعول ،تنزل في هدوء،يخرج زفيرا ً حار،يبتسم....يضحك....تعلو ضحكاته ..تعلو..تعلو.. تعلو. يُخرج ُ المفعول ُ به فوهة ً نائمة،يقتل ُ الفعل َ المختبئَ وراء بنائه،صارخا ً في وجه الفاعل :- ستبقى وحيدا ً... ستبقى وحيدا ً) هذه آخر جملة ٍ قالها المفعول ُ به قبل أن تعانق َ الرصاصة ُ رأسَه ُ المفتوح.

أبي ..أمي

الطفل:- أبي انظر إلي ّ كيف ارسم..
الأب:-..........
الطفل:- أمي انظري إلى رسمي لقد أخذت درجة كاملة
إلام:- ..........
الطفل :- أبي لم تعطني نقود في العيد كي اذهب إلى الملاعب
الأب:- .........
الطفل:- آه ..أمي ملابسي متسخة أريدك أن تنظفيها
إلام:- ..........
الطفل:- لا تحزنا فمن الآن وصاعدا لن أزعجكما بكلامي أبدا
تنادي المربية ُ الطفلَ ،يهرع إلى اللعب مع أصدقائه في دار الأيتام تاركا ً صورتين على السرير.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى