الثلاثاء ٨ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم حسن لختام

الابواب الموصدة

ذات مساء خريفي في مكان ما بالمدينة رفقة بعض أصدقاء الطفولة قررنا بان نكتشف -في حضور ديونيزوس- ما يوجد في سراديب تلك البيوت المغلقة مند زمن بعيد. قنينة تلو الاخرى.. سيجارة تشعل سيجارة.. موسيقة.. جدال .. نقاش .. تفلسف.. ثرثرة والاقنعة تتهاوى باذنى حركة كاشفة المستور والعقد والمكبوتات تتساقط مستسلمة- للعاصفة- كاوراق الخريف.

الغي المنطق واضحى الايمان والكفر باي شىء مباح. داب الشعور بحموضة الروج وانصهر بحرارة الماء حيا. فتحت الابواب الموصدة وخرج الى الوجود ما كان يرقد بداخلها من اسرار ومكنونات غابرة وظهرت الحرية مخنوقة وهي تدمي من كثرة الجراح. هاجت المشاعر والاحاسيس وتحول المكان الى خشبة مسرح عبثي فرق فيها ديونيزوس الادوار. منا من اصبح عنثر يقهر بشجاعته الطغيان ومنا من اضحى قيس ليلى يملاء شعره العدري المكان ومنا من اصبح فيلسوف كل القرون يحاول عبثا ان يغير فلسفة الزمان والمكان ومنا من غادر وهو يرتطم بالحيطان.

اضحت خشبة المسرح في حضور ديونيزوس كرسيا للحقيقة والاعتراف تكلمت فيه الشخصيات بكل حرية وتلقائية وبانت في الافق معاناتها وهمومها.ودب دبيبها في الروح فخيل الينا ان شيئا ما نجهل ماهيته قد سرق منا على حين غرة. لعنا انفسنا كما لعنا الشخص المجهول الشبح الدي سرق منا اشيائنا. شلت حركاتنا وثقلت السنتنا ودهلنا مما عرفناه من حقائق عنا. نسينا اسمائنا وعناويننا وكل وجودنا. لم ندر كيف انتهت تلك المسرحية العبثية ولم نشعر كيف افترقنا وكيف اعدنا اغلاق تلك الابواب المحرمة التي من الصعب اختراقها. في اليوم الموالي التقينا وتعاهدنا بان لانفتح- مؤقتا- تلك الابواب الموصدة. فانها قد اغلقت -مند زمن بعيد- بكل احكام


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى