الأربعاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم أشرف بيدس

ايشا

كان هناك اتفاق بيننا، تتنصلين الآن من بنوده وتتجاهلين عن عمد أهم شروطه. حاولت أنا أن أحافظ علي وعودي وأن التزم بها. وكثيرا ما كنت أقسو علي نفسي حتى لا أعرضك لأي نوع من القمع أو البطش بحجة حرصي عليك أو الخوف أن يمسك سوء، التزمت بواجباتي وحقوقك. ولم أفرط في أي منها، ولم أجر علي شئ. كان هناك اتفاق بيننا أن نمارس الحب والحياة والعشق بعيدا عن الوصاية والقيود والشروط المبالغ فيها، وألا نفرض عيونا تراقب تصرفاتنا وهمساتنا وأنفاسنا ما دمنا أسوياء عقلاء لا نسئ لكرامتنا.

اتفقنا أن نترك مساحة خاصة لكل منا، مجرد نفق ضيق لعوالم مختلفة وعلاقات وصداقات مع الآخرين. نتفاعل معهم ويتفاعلون معنا، بعيدا عن المراقبة والتصنت، فليس من المعقول أن نغلق كل الأبواب لنشاهد أنفسنا ونتغزل فيها ونشيد بمحاسنها ومفاتنها، فلم نخلق بمفردنا، ولم نعش في جزيرة نائية!! تحكمنا قوانين إنسانية وطبيعية لا يمكن التخلص منها، وإلا أصبحنا شواذ في نظر الآخرين. أعلم أنك ترين الدنيا من خلالي، وأرى الدنيا من خلالك، لكن هذا لا يشفع لنا أن نعصم عيوننا عن الحياة ذاتها.

الوثنية يا حبيبتي هي أن نعبد أصناماً بالنهار، حتى إذا أتي الليل نأكلها، فلا تجعليني يوما آكلك، ولا تجعلي نفسك يوما تمثالا من الشوكولاته سريع الذوبان وسريع التحلل. وعندما يأتي اليوم الذي أمارس فيه العشق معك ليل نهار، فتأكدي أنني أكفر بذلك عن شئ اقترفته في حقك. فأكثر العشاق كلاما هم أكثرهم ارتكابا للأخطاء، فلا تدفعيني للكذب حتى لا اضطر لخيانتك عندما يفيض بي الكيل. فأنت في النهاية امرأة بطعم الشوكولاته. ولست شوكولاته بطعم امرأة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى