الخميس ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم أحمد مظهر سعدو

الفقر عاهة مستدامة

هكذا قالوا .. وهكذا هي الحياة .. ففي الواقع المجتمعي العربي الغارق في غياهب الفقر المدقع، وما قبل المدقع، يتبدى وعلى الدوام حال المواطن العربي المستغرق بعوزه وقلة حيلته، والراكض ركضاً نحو تأمين المستلزمات الضرورية لحياته، وحياة أسرته، الغارقة هي الأخرى في هموم المعاش الإنساني، وافتقارها لأدنى مقومات الحياة المعاشية والإنسانية، فلا السكن مواتٍ، ولا الغذاء منضوِتحت سقف الأمن الغذائي، ولا العمل ميسر لطالبيه، ولا المجتمع الاستهلاكي المستورد من الغرب بقادر على تلبية متطلبات وحاجات البشر، المتوالدة والمتكاثرة يوماً بعد يوم .. وهذا الحال هو حال عام لا يستثنى منه أي مجتمع عربي، ولا يتفارق مع مكونات الحياة للناس الغلابة، الذين باتوا في المجتمعات العربية يتخطون نسبة الـ 60% في أدنى حد.

وهذا الواقع المستدام، إن لم يبحث له عن حلول آنية وكذلك مستقبلية، فإن الهوة سوف تتسع وعوامل الامتعاض والانتفاض ستظل ضامرة وباقية ما بقيت هذه الأحوال التي لم تعد خافية على أحد .. كما لم تعد بعيدة عن متناول الباحث الاقتصادي، ولا حتى المواطن العادي، بل العادي جداً ً.. فوطأتها باتت تثقل كاهل الفئة الأكبر من المجتمع العربي، من المحيط إلى الخليج .. وهنا يجدر القول هل حاجة الناس للهواء والغذاء تقل عنها حاجات أخرى أضحت تتساوق تماماً مع هاتين الحاجتين، فالانفتاح على تقنيات العصر، والاندراج في أتون واقع عالمي تقاني يدخل بيوتنا رغماً عنا، لم يعد بمقدورنا السيطرة عليه ولا الإمساك به، ولكن لابد من معالجة نواتجه، والدخول في ماهيته، والحوار معه، والفهم المعرفي لمكوناته، وامتلاك وعي علمي حرياتي عقلاني لا يتلاشى أمامه، دون أن يصده، بل ملامسته والتعامل معه بروية وروح رياضية، ووعي مطابق للعصر والعصرنة، فالواقع المجتمعي العربي ما زال واقعاً لا يدرك الإمكانية والماهية، ولا يستوعب منجزات التقانة، وكأنه يعيش في القرون الوسطى .. ويبقى السؤال دائماً، إذا كنا نحن الذي تخطينا سن الخمسين قد امتلكنا القدرة على الامتصاص والتجاوز .. فهل هذا الحال ينطبق على جيل الشباب العربي؟!! سؤال لابد من الإجابة عليه، حقاً وصدقاً، قبل أن تتجاوزنا الأجيال الناهضة والمستوعبة لمكتسبات العصر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى