السبت ١٢ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم هناء القاضي

أنا .. والسياب

شناشيل ابنة الجلبي [1]

ومض البرق ..
أبيضُ..ثم أزرق
فألقى رداء من النور على الأفق
 
شناشيل الجميلة ..لا تصيب العين إلا
حمرة الشفق
.....
السماء تصفقها يدا الرعد
وأنتَ...
تقفُ مبتلا في ظلام الجوسق
ترقب الشناشيل ..تسترق النظر
أتلوح معبودتك ..
أم أن أشواقك أباطيل
نبتٌ..دونما ورد
..ولا ثمر؟
.....
أمطرت السماء..فرّن قاع النهر
تراقصت الفقائع
وعاد النهر ممتلئاَ يصدح بالنغم
تسبح عند جرفه شناشيل نور
حولها الزهر
.....
يهطل الغيث
يغسل هموم السعف
وأنتَ...
منذ ثلاثين عاما
تحفظ في فؤادك الوجدَ
ويكبر فيكَ ..اللهف
هل ستظل منتظرا عند شباكها
حيث تمرُ هي..
تتمايل..وتضحكُ
دون أن تلحظك
لا يرعش لها وصل
ولا يؤرق جفنها السهر ؟
متى ستبرأ من هذا الحب
ومتى سيهدأ قرار القلب
..من هذا التعب ؟
يا لقلبها الثلجي...متى
بحبكَ .. يثب؟
فيهطل..القطر مدرارا
.. في صحارى الروح
تتلاقى عندكما الدروب
وشتاء القرية ينضح ..نورا
وقلبك نشوان يرقص
لطرف من خلف الشناشيل
..عيون الحور
 
يا مطر يا حلبي
عبرّ بنات الجلبي
يا شاشا يا شاشا
عبرّ بنات الباشا
يا مطرا من ذهب
 
وينثال الدمع من العيون فرحة
كعذراء تهز جذع النخلة..
فتساقط الرطب






[1قصيدة للشاعر الكبير بدر شاكر السياب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى