السبت ١٩ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الحلم

نــــــاديـــة بيـــروك

الحلم

ساوره قلق فظيع، شعر بانقباض لم يألفه، أدخل وأخرج يديه في جيوبه مرات عديدة، ثم بدأ يطقطق أصابعه في اضطراب ظاهر. كان يدرك أنه لم يعد يحلم. إنها اليقظة، لكنه استيقظ متأخرا، منذ سنة فقط كانت أجنحة القناعة ترفرف فوق بيته الصغير، منذ سنة فقط كان يبتسم ملء شدقيه، والآن يرتجف خوفا. قد تحجز ممتلكاته؟ قد يسجن؟ إن العملية الأخيرة أتت على الأخضر واليابس؟ لقد كان يعتقد أنها ستكلل أعماله بالنجاح، لكنها جاءت لتدمر كل شيء. دق جرس الباب، هرع ابنه الصغير لتداهمه شرذمة من رجال الشرطة تاركة الطفل وأمه وسط بحر منا الذهول والاستغراب.

أخذ الأب إلى المجهول وظلت عائلته الصغيرة تقاسي الأمرين، طاردته صورة الفقر المدقعة، وداهمه منظر زوجته وابنه اللذان كانا تبدو عليهما إمارات الفاقة والحاجة. أحس حينها أن صرخة الندم تنبعث من أعماقه من حيث لا ينفع الندم. علا صراخه ففقأ أذني زوجته التي كانت تنام بجانبه هادئة مطمئنة في سكون الليل. أيقظته في خوف فزع،

وهي تسمي الله وتقرأ ما حفظته من كتاب الله، فتح عبد الله عينيه فأدرك أنه أنذر بنهايته في نومه فأصبح وهو عازم على رفض العملية الجديدة، وكله قناعة ورضا بما قسمه الله له


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى